وتقديم المجرور على متعلقه في هذا الوجه للاهتمام بعظمة الآيات التي نؤيدكما بها. سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وتقديم المجرور على متعلقه في هذا الوجه للاهتمام بعظمة الآيات التي سيعطيانها. ويجوز أن تكون الباء حرف قسم تأكيدا لهما بأنهما الغالبون وتثبيتا لقلوبهما. وعلى الوجوه كلها فالآيات تشمل خوارق العادات المشاهدة مثل الآيات التسع ، وتشمل المعجزات الخفية كصرف قوم فرعون عن الإقدام على أذاهما مع ما لديهم من القوة وما هم عليه من العداوة بحيث لولا الصرفة من الله لأهلكوا موسى وأخاه. ومحل العبرة من هذا الجزء من القصة التنبيه إلى أن الرسالة فيض من الله على من اصطفاه من عباده وأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة موسى جاءته بغتة فنودي محمد في غار جبل حراء ، كما نودي موسى في جانب جبل الطور ، وأنه اعتراه من الخوف مثل ما اعترى موسى ، وأن الله ثبته كما ثبت موسى ، وأن الله يكفيه أعداءه كما كفى موسى أعداءه.
فماذا كانَ موقفُ الأخِ الأكبرِ هارونَ عليه السَّلامُ؟.. (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي). ذكَّره بأنَّه أخوهُ، وقَدَّمَ ذِكرَ الأمِّ على ذِكرِ الأبِ؛ لأنَّها أشفُق وأرحمُ وأرقُّ وأعطفُ، كأنَّه يقولُ له: إنَّ المقامَ مقامُ رأفةٍ.. فأنا أخوكَ.. وأخبرَه بأنَّه ليسَ مُقصِّراً ولا ظالماً، وبيَّنَ لهُ عُذرَهُ، (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) فكادَ أن يُقتلَ في سبيلِ النَّهيِّ عن عبادةِ العجلِ. ثُمَّ قالَ له: (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، فشماتةُ الأعداءِ بأخيكَ الأكبرِ وكونُه من القومِ الظالمينَ، مما يُحزنُكَ ويعيبُكَ أنتَ أيضاً أيُّها الأخُ المُباركُ. (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ)، وتذكَّرَ ما فعلَ بأخيه، (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).. فما أجملَ الأخوَّةِ في أسمى معانيها.. خِلافٌ.. سنشد عضدك بأخيك لم يختر الله. فهدوءٍ.. فاعتذارٌ.. فتسماحٌ.. فدعاءٌ واستغفارٌ.
وأخبر الله عن المؤمنين في الجنَّة أنهم إخوانا على سرر متقابلين يقول تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ، فوصفهم بالإخوة دون غيرها ، وفي وصْفِهم بالأخوَّة دلالة على عِظَم مكانتها وارتضاء الله – تعالى – لهم ذلك.
[١١] عضدك: العضد هو ما بين المرفق إلى الكتف كما أنَّ العضدد هو الناصر والمعين، [١١] والمناسبة ما بين المعنيين أنَّ العضدد يُستعار في موضع القوة والمعين. [١٢] أخيك: هو من جُمع بينه وبين شخصٌ آخر صلب أب أو بطن أم أو كلاهما أو جُمع بينهما رضاعة. [١٣] سلطانًا: إنَّ كلمة سلطانًا لها عدَّة معاني اللغة العربية لكنَّها جاءت في هذه الآية بمعنى الحجَّة أو التسلط والغلبة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 35. [١٤] الغالبون: إنَّ كلمة غالبون جمعٌ ومفردها غالب والغالب هو المنتصر والمتسلِّط.
في ظل أخيها، استظلت إحدى الفتيات في صحن المطاف بالحرم المكي؛ هربًا من أشعة الشمس الحارقة في ساعة الظهيرة؛ الأمر الذي استرعى انتباه المصور الفوتوغرافي عبدالرحمن السهلي، ليُشهر كاميرته سريعًا، ويلتقط صور مؤثرة تَردد صداها على مواقع التواصل الاجتماعي لأيام، وحازت الإعجاب والانتشار الواسع. ولهذه الصور قصة: فكما جرت العادة حمل "السهلي" كاميرته متجهًا نحو الحرم المكي لالتقاط مجموعة من الصور للحرم والطائفين والمصلين؛ ليشد انتباهه فتاة تحتمي خلف أخيها من لهيب الشمس في جو شديد الحرارة؛ فما كان إلا أن اغتنم تلك اللحظات، وأخرج كاميرته ليوثق بعدسته هذا المشهد الأخوي النبيل؛ فقد أنبأه حدسه بأنها ستصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وأن هناك قصة خلفه. يقول الشاب السعودي لـ"سبق": "التقطتُ هذه الصور في الساعة 1 ظهرًا تقريبًا، وعادة ما تكون الشمس حارقة، والجو حارًّا في مثل هذا الوقت؛ فصادفتني هذه اللقطة، فأحببت أن أوثقها". وأضاف: "كل مصور له نظرة وأسلوب وزاوية معينة يعمل من خلالها؛ لكن فور ما رأيت اللقطة والمنظر حاولت على الفور تصويرها من زوايا عدة". ويُلفت "السهلي" إلى أن حدسه وحِسَّه الفوتوغرافي أنبأه بأن تلك اللقطة ستنال إعجاب المتابعين، وستحظى بتفاعل لافت، وانتشار واسع؛ وذلك لما تحمله تلك الصورة من رمزية ومعانٍ أخوية جميلة؛ على حد قوله.