الحقيقة طرحت هذا الموضوع لتوضيح بعض النقاط لأنني أواجه بعض التساؤلات عن العوائل المكية وكيفية انتسابها إلى قبيلة أو النسب الشريف وكيفية التعرف على ذلك. أولا يجب أن نذكر في البداية أن مكة كانت مدينة حضارية منذ آلاف السنين وكانت هي المدينة الدينية والاقتصادية للعرب. ومع الفتوحات الاسلامية ودخول الكثير من القبائل والعرب من الدول المجاورة وغير العرب في الإسلام اصبحت هذه المدينة محط للأنظار من عدة نواحي منها الدينية ومنها التجارية وفي ذات الوقت ومع الفتوحات الاسلامية بدأ بعض أفراد المجتمع المكي في ذلك الوقت بالخروج لطلب الرزق و العلم ومن ثم المكوث في تلك البلد والسكنة فيها وانجاب اولاد وبناء أسرة هناك. ومع هذا الوضع الجديد ومع خروج الكثير من ابناء المجتمع المكي إلى المدن الحضارية ومناطق الفتوحات الاسلامية واستوطانهم فيها فمنهم من عاد إلى مكة ومنهم من بقي. من عاد كان أمام منطق جديد حيث أن الاجداد كانو من هنا ولكن كفرد فهو فرد جديد على المجتمع لهذا نجد من لقب بأسم المنطقة التي جاء منها مثل بعض الأسر المغربي, الهندي, وغيره الكثير فنجد أنه فقط نسبه المباشر وأخذ لقب جديد ومع اسلوب الحياة في مكة عن بقية المناطق كان هذا شئ عادي في تلك الفترة.
ثانيا: إن عائلة الكنادره هو إسم لا يوجد له مثيل إلا في الكويت وذلك لأسباب سياسيه ، حيث إن الأصل هو تسمية كل من حمل الماء بإسم الكندري ، إلا إنه جرى العرف على تسمية كل من أتى من بر فارس بإسم الكندري ، والعرف يضاف إلى الأصل، وذلك لوجود الكثير من العوائل تحمل إسم الكندري أو تنتمي إلى الكنادره على الرغم من إنها لم تحمل الماء بتاتا. ثالثا: إن عائلة الكندري ينتمي لها الكثير من العوائل العربية الأصيله كالأشراف والأنصار والصحابه ، ويوجد عند كثير من عوائلهم صكوك بأصولهم آل بيت محمد (ص) والأنصار والصحابه. وأيضا فإن هذه العوائل تنتسب إلى الإمام الشهير أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن صالح بن نصر بن عبدالباقي بن حمزة بن أنس بن مالك و الملقب (بالبهلول) ، وفخذهم البهلول. حيث إنه معروف بإمام المواريث والإجتهاد ،ويوجد بئر بالمدينة المنورة بئر إسمه البهلول و أيضا في بلاد فارس يوجد بئر يطلق عليه البهلول ، وذلك بسبب هجرة بعض ذريته إلى بلاد فارس. و أيضا فإن هنالك عوائل معروفه مثل ( آل الصديقي) و( آل إسحاق) و( آل ملك) وهم قريشيين والذين ينتمون إلى سيدنا أبو بكر الصديق ولديهم صكوك بذلك وانا شخصيا إطلعت عليها ، بالإضافه إلى ( آل البدر) و ( آل الأنصاري) الذين ينتمون إلى الصحابي الجليل الأوسي رافع بن خديج ، وغيرهم الكثير من عوائل هذه العائله الكريمة ، وأيضا فإنه يوجد عوائل من الكنادره تنتمي إلى الأشراف وهم سلالة الرسول (ص) وهم ( آل الشريف) و ( آل الهاشمي) و ( آل السيد) و ( آل كمالي) وبعض عائلة ( القطان).
وفي رواية اخرى يذكر بان الكنادرة هاجروا من الجزيرة العربية الى فارس زمن الفتوحات الاسلامية و لكنهم لم يستقروا في مدينة خرسان و لكنهم سكنوا مدينة شيراز و القرى التابعة لها واستقروا في شيراز قرابة 800 عام تقريبا ثم هاجروا الى اقليم "فلامرز" نتيجة انتشار المذهب الشيعي في تلك المناطق زمن الدولة الصفوية. كما ان الكنادرة وبعد هجرتهم الى دول مجلس التعاون الخليجي، كانوا يمتهنون مهن اشتهروا بها مثل التعليم الشرعي و الغوص و صيد السمك و السقاية و العمل في المخابز و خياطة الملابس، و لكنهم اشتهروا اكثر بحمل الكندر لسقيى المنازل، وللكنادرة أكلة شعبية معروفة بـ "ما هى آبة" أو "مهوة" و تسمى في دولة الكويت و البحرين بـ "مهياوة" يصنعونها من سمك صغير طوله 5 – 10 سم معروف "بمتوت" يجفف و يطحن و يضاف اليه الخردل و يعجن بعد اضافة بعض البهارات عليه ومن ثم يخمر بتعريضه للشمس. و يعتقد الكثير من الناس بان الكنادرة فرع من عرب "الهوله" وهذا غير صحيح وانما هذا خلط الامور ناتج عن جهل وقصور في الفهم التاريخي لعدد من الباحثين المعاصرين و من أشهر هؤلاء الباحث محمد غريب خاتم، مؤلف كتاب "تاريخ عرب الهوله". أولا: إن عائلة الكنادره هي عائلة يربط أفرادها شرف المهنه وليس الدم ، حيث إنها كغيرها من العوائل التي إشتهرت بمهنه معينه كالقطان والحداد وغيرهم.