اما سليمان فلم يعرف عنه رأي يخالف ذلك لا في الشيخ ولا في دعوته، ولم يذكر المخالفون للشيخ محمد وفق الرسائل الكثيرة رأياً للشيخ سليمان يخالف ما سار عليه اخوه، ولو عرفوا عنه شيئاً وهم لصيقون به لذكروه كبرهان يستدل به.. لكن العكس هو الصحيح. كما سوف يرى القراء فيما بعد من هذا البحث: نموذجاً من رسائله المؤيدة لدعوة الشيخ والحاثة لبعض طلبة العلم بالانضمام اليها وتبيين محاسنها. 5 – وقرينة اخرى فإن مخالفة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب لأخيه كانت في بداية امر الشيخ محمد، ووقتها لم تتعد الردود الكلام الشفوي في بداية امر الشيخ محمد، ومحمد ابن غنام – رحمه الله – رصد ذلك بتأريخه وقد عاصرهما سوياً، وتوفي بعدهما بزمن، ولم يذكر من ذلك شيئاً رغم انه ذكر المخالفين للشيخ محمد في دعوته,, كما انه لم يذكر المشايخ احمد بن محمد التويجري، واحمد ومحمد ابنا عثمان بن شبانه، وهم مَن بينهم وبين الشيخ سليمان مكاتبات حول الدعوة وكانوا متوقفين في البداية حتى عرفوا صدقها فأيدوها كما يتبين من رسائلهم المتبادلة, وسوف نورد بعضا منها في حدود ما يتسع له المقام.
↑ Michael Sells (22 December 2016). "Wahhabist Ideology: What It Is And Why It's A Problem". 08 اپریل 2020 میں اصل سے آرکائیو شدہ. اخذ شدہ بتاریخ 30 ستمبر 2020. ↑ White 2017, صفحات. 252-253. ↑ Moosa 2015, صفحہ. 97. ↑ تاریخ نجد و حجاز از علامہ عبد القیوم، مطبوعہ ضیاء القرآن پبلیکیشن (کراچی): ص ٣٨ ↑ محمد بن عبد الوہاب(سوانح) از "سید علی طنطاوی جوھری مصری" {المتوفی١٣٣٥ ھ}، ص 19 ↑ حسين بن غنام، تاريخ نجد، ت/سليمان الخراشي، ط1، دار الثلوثية، 1431هـ، ص81. ↑ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام، ج3، دار العاصمة، الرياض، ص379. ↑ راشد بن جريس، مثير الوجد في أخبار نجد، ص113-114. ↑ إبراهيم بن عيسى، تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص125. ↑ عبد الرحمن بن قاسم، الدرر السنية، ج16، ص315. ↑ حمد الجاسرة، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، ج1، 427. ↑ عبد الله البسام، علما نجد خلال ثمانية قرون، ج1، ط1، دار العاصمة، الرياض، 1419هـ، ص126. ↑ عطار، احمد عبد الغفور (1989). شیخ الاسلام محمد بن عبد الوہاب. صفحہ 39. ↑ Zarabozo, Jamaal al-Din M. (2003). The life, teachings and influence of Muhammad ibn Abdul-Wahhaab.
2 – ينفي المهتمون بدعوة الشيخ هذه الكتب المنسوبة للشيخ سليمان في الرد على اخيه، ويعللون ذلك بان القصد زيادة التنفير بتثبيت ان اخاه وهو اقرب الناس اليه انكر عليه بينما واقع الحال انه تابعه ووفد اليه معتذراً في الدرعية. 3 – الشيخ محمد بن عبد الوهاب توفي عام 1206هـ والشيخ سليمان بن عبد الوهاب توفي يوم 17 رجب عام 1208هـ كما ذكر ابن لعبون في تاريخه، ولقب الوهابية لم تتفتق الحيلة باطلاقه على دعوة الشيخ، الا عند بدء الحملات المصرية التركية ضد هذه الدولة بقيادة ابراهيم باشا، وبعد موت الشيخين بدليل ان " ني بور " المعاصر الاوروبي للشيخ محمد لم يستعمل اصطلاح الوهابية اصلاً. يقول عنه مسعود الندوي: ويظهر من هذا ان اصطلاح الوهابية لم يكن معروفاً الى ذلك الوقت ولكنه يسمى مع انه يعبر عن مذهب محمد بن عبد الوهاب الجديد: بالمحمدية وان اول ذكر جاء للوهابية عند باحثيهم جاء عند برلي هارث New Religion دعوة الشيخ بدين جديد الذي جاء الحجاز بعد استيلاء محمد علي في سنة 1229ه كما جاء عند المؤرخ المصري الجبرتي رحمه الله, وقد جاء ذكرها باسم الوهابية في كتابات المستشرقين والمؤرخين الغربيين مصاحبة لأخبار الحملة الهادفة الى القضاء على هذه الدولة الجديدة التي نبعت من الجزيرة، خوفاً من المد الاسلامي الذي يجدد للأمة دينها منذ عام 1225هـ.
وقال حافظ وهبة في كتابه "جزيرة العرب": " وتكاد تكون تعاليمهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم ، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة في فروع الدين " انتهى. وقال منهج هارون في الرد على الكاتب الإنجليلزي ( كونت ويلز): ".. كل ما قاله الشيخ ابن عبد الوهاب قال به غيره ممن سبقه من الأئمة والأعلام ومن الصحابة الكرام ، ولم يخرج في شيء عما قاله الإمام أحمد وابن تيمية رحمهما الله " انتهى. وقال محمد ضياء الدين الريس: ".. وابن تيمية هو الأستاذ المباشر لابن عبد الوهاب ، وإن فصل بينهما أربعة قرون ، فقد قرأ كتبه ، وتأثر كل التأثر بتعاليمه " انتهى. وقال بروكلمان في "تاريخ الشعوب الإسلامية": " وفي بغداد درس محمد فقه أحمد بن حنبل.. ثم إنه درس مؤلفات أحمد ابن تيمية الذي كان قد أحيا في القرن الرابع عشر [ يقصد الميلادي] تعاليم ابن حنبل ، والواقع أن دراسته لآراء هذين الإمامين انتهت به إلى الإيقان من أن الإسلام في شكله السائد في عصره ، وبخاصة بين الأتراك ، شُرِّبَ بالمساوئ التي لا تمت إلى الدين الصحيح بنسب " انتهى. وقال أحمد أمين: "... اقتفى في دعوته وتعاليمه عالما كبيرا ظهر في القرن السابع الهجري في عهد السلطان الناصر ، هو ابن تيمية... وهو كان يقول بالاجتهاد ، وكان حر التفكير في حدود الكتاب والسنة.. فيظهر أن محمد بن عبد الوهاب عرف ابن تيمية.. فكان إمامه ، ومرشده ، وباعث تفكيره ، والموحي إليه بالاجتهاد ، والدعوة إلى الإصلاح " انتهى.