وقال آخر منهم: قيل: لتستووا على ظهره ، لأنه وصف للفلك ، [ ص: 575] ولكنه وحد الهاء ، لأن الفلك بتأويل جمع ، فجمع الظهور ووحد الهاء ، لأن أفعال كل واحد تأويله الجمع توحد وتجمع مثل: الجند منهزم ومنهزمون ، فإذا جاءت الأسماء خرج على الأسماء لا غير ، فقلت: الجند رجال ، فلذلك جمعت الظهور ووحدت الهاء ، ولو كان مثل الصوت وأشباهه جاز الجند رافع صوته وأصواته. قوله: ( ثم تذكروا نعمة ربكم) يقول - تعالى ذكره -: ثم تذكروا نعمة ربكم التي أنعمها عليكم بتسخيره ذلك لكم مراكب في البر والبحر ( إذا استويتم عليه) فتعظموه وتمجدوه ، وتقولوا تنزيها لله الذي سخر لنا هذا الذي ركبناه من هذه الفلك والأنعام ، مما يصفه به المشركون ، وتشرك معه في العبادة من الأوثان والأصنام ( وما كنا له مقرنين). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ، وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيحٌ. وهذا لفظ أَبي داود. الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث كلها تدل على شرعية هذه الأذكار عند الرُّكوب في السفر، فالرسول ﷺ بعثه الله بالآداب الشَّرعية في كل الأمور: في التوحيد، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، وفي كل أعماله، فالله شرع لعباده آدابًا شرعيةً في جميع الشؤون......... في ذلك الإخلاص لله في كل شيءٍ، وتحري السنة والعمل بها، والحذر من البدعة. فكل مؤمنٍ يتحرى ما شرعه الله فيُؤديه كما شرعه الله؛ في: أقواله، وأعماله، وعباداته، وغير ذلك، ومن هذا الركوب في السفر، كان النبي ﷺ إذا استوى على راحلته في السفر كبَّر ثلاثًا، وفي لفظٍ قال: بسم الله، والحمد لله وكبَّر ثلاثًا، وقال: سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين –يعني: مُطيقين- وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتَّقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطْوِ عنا بُعْدَه، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثَاء السفر، ومن كآبَة المنظر، ومن سُوء المُنْقَلَب في الأهل والمال ، وفي الرواية الأخرى: والولد.
الدعاء في العموم سواء كان دعاء السفر أو غيره يمنح الداعي الطمأنينة والسكينة، ويزيد من ارتياح القلب، لذلك من الأفضل الدعاء أثناء السفر. يبارك الله عز وجل للداعي في سفره، ويحافظ عليه من الفتن، ويزيد من سلامته وأمانه. يجنب دعاء السفر المسافر من الوقوع في المحظورات الشرعية والمحرمات، وذلك لأن ذكر الله تعالى يقي ويُجنب المسلم من الشرور. يبث دعاء السفر داخل جسد المسافر النشاط والطاقة، وذلك يزيد من إقبال المسلم على الاجتهاد والعزيمة والعمل. يرفع دعاء السفر درجات المسلم عند ربه تعالى، لأنه من قبيل ذكر الله تعالى. وفي النهاية نكون قد عرفنا دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وهو من أدعية السفر المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، كما أن لأدعية السفر فضل عظيم فهي تبارك الشخص طوال رحلته وتحفظه.
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وقوله: ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) ، كما قال: ( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون) [ الزخرف: 12 14]. وقد امتثل نوح ، عليه السلام ، هذا ، كما قال تعالى: ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) [ هود: 41]. فذكر الله تعالى عند ابتداء سيره وعند انتهائه
ج: هذا كذبٌ موضوعٌ، كله كذب، هذا من وضع الشيعة، لكن الإكثار من ذكر الله مطلوب، فينبغي للإنسان أن يُكثِر من ذكر الله دائمًا: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10]، وكان النبي يذكر الله كثيرًا ويقول: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس عليه الصلاة والسلام، ويقول: أحبّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ، ويقول: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالإنسان يُكثر من ذكر الله: في سفره، في إقامته، في الطريق، في البيت، وخبر عليٍّ هذا ما حصل. س: تُوزَّع في المساجد؟ ج: تُمَزَّق ويُنَبَّه عليها.............
وتقيَّدت باشتراط الحِرز ، فلا قطع على من سرق شيئًا من غير حرز بالإجماع ، إلا ما شذَّ فيه الحسن ، وأهل الظاهر ، فلم يشترطوا الحِرز" انتهى. شروط قطع يد السارق في السعوديه. وقال ابن عبد البر رحمه الله في " التمهيد " (23/312): " هذا الحديث أصل عند جمهور أهل العلم في مراعاة الحرز واعتباره في القطع... قال أبو عبيد: الثمر المعلق هو الذي في رؤوس النخل لم يُجَذْ ولم يحرز في الجرين " انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (28/331-332): " وَلَا يَكُونُ السَّارِقُ سَارِقًا حَتَّى يَأْخُذَ الْمَالَ مِنْ حِرْزٍ. فَأَمَّا الْمَالُ الضَّائِعُ مِنْ صَاحِبِهِ وَالثَّمَرُ الَّذِي يَكُونُ فِي الشَّجَرِ فِي الصَّحْرَاءِ بِلَا حَائِطٍ ، وَالْمَاشِيَةُ الَّتِي لَا رَاعِيَ عِنْدَهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَلَا قَطْعَ فِيهِ ، لَكِنْ يُعَزَّرُ الْآخِذُ وَيُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْغُرْمُ ، كَمَا جَاءَ بِهِ الْحَدِيثُ " انتهى. وقال ابن رشد رحمه الله في " بداية المجتهد " (2/368): " وأما الشرط الثاني في وجوب هذا الحد فهو الحرز ، وذلك أن جميع فقهاء الأمصار الذين تدور عليهم الفتوى وأصحابهم متفقون على اشتراط الحرز في وجوب القطع ، وإن كان قد اختلفوا فيما هو حرز مما ليس بحرز.
↑ ابن قدامة (1968)، المغني (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة القاهرة، صفحة 107، جزء 9. ↑ وهبة الزحيلي (1996م)، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 5433-5435، جزء 7. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 6/276، فيه نصر بن باب ضعفه الجمهور وقال أحمد ما كان به بأس. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 6789، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1686، صحيح. ↑ وهبة الزحيلي (1996م)، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 5439-5440، جزء 7. ↑ مجموعة من العلماء ( 1404 - 1427 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 308، جزء 24. ↑ سورة المائدة، آية: 38. شروط حد السرقة - موضوع. ↑ الكاساني (1986م)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 70، جزء 7. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1996م)، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 5455، جزء 7.
قطع اليد حد السرقة في الإسلام وهو حد من حدود الله لا ينبغي أن نتجاوزها ولإقامة هذا الحد شروط: أن نكون في ظلال حكم اسلامي يحكم بما أنزل الله عز وجل. أن يقوم السلطان بإقامة حد السرقة على السارق أو بأمر منه. أن تكون حادثة السرقة واضحة بينة بالدليل. أن يكون الرعية في ظل الحكم الإسلامي غير جوعى وموفرة لهم حاجياتهم في هذه الحياة.
منتديات ستار تايمز