تأتي هذه التصريحات رغم أن جيش الاحتلال كان قد أقر مسؤوليته بقتل محمد الدرة عام 2000، واعتبر أن الجريمة حدثت بـطريق"الخطأ"، وذلك لتخفيف حدة الانتقادات التي شنها الرأي العام العالمي مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية. |219813| وبحسب الصحيفة فقد قام يعالون بتجهيز لجنة سرية لتقصي الحقائق بهدف معرفة ما إذا كان محمد الذي أصبح عنوانًا لنضال الشعب الفلسطيني قد قتل بالفعل في سبتمبر عام 2000 أم أنه حي. ولفتت الصحيفة إلى أن قرار وزير الحرب بالتحقيق في حقيقة مقتل محمد الدرة جاء على خلفية اجتماعه مع الكاتب "ناشمان شاي"، وحصوله على كتاب بعنوان "الحرب الإعلامية تصل إلى العقول" حيث رصد فيه إشارة إلى تأثير واقعة استشهاد محمد الدرة على الرأي العام العالمي. هذا وكان محمد الدرة خارجا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، فدخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، فقام الأب بسرعة بالاحتماء مع ابنه خلف برميل إسمنتي بينما استمر إطلاق النار صوب الأب وابنه وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقف، ولكن استمر إطلاق النار ناحية الأب وأبنه، وحاول الأب حماية ابنه من القصف، ولكنه لم يستطع، فأصابت عدة رصاصات جسم الأب والابن، وسقط محمد الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.
وأوضحت أن وزير الحرب أمر بتشكيل اللجنة عقب لقائه الكاتب 'ناشمان شاي' الذي أهداه نسخة من كتابه 'الحرب الإعلامية تصل إلى العقول والقلوب وجد فيه إشارة إلى حادثة محمد الدرة وكيف أنها أثرت بشدة على سمعة إسرائيل في العالم، ووجود احتمالات بأنها مفبركة وفقاً لنظرية المؤامرة. الفجر
كان ليصل عمر الـ 29 عامًا الآن، إلا أنا طلقات الجنود الإسرائيليين اصطادته قبل 17 عامًا، على مشاهد ومسامع العالم بأسره، فانطلق صراخ الأب: "مات الولد مات" بعد أن حاول حمايته بجسده خلف برميل إسمنتي متهالك من مطر الرصاص. 30 أيلول من عام 2000، يوم أطلقت رصاصة لتقتل محمد الدرة ، في حضن أبيه رغم احتمائه بوالده جمال الدرة ، بعد وقوعهما وسط تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطيني، والتقط المشهد المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا الثانية ، وقد أثار إعدام الدرّة مشاعر غضب الشعب الفلسطيني، وهو ما دفعه للخروج في تظاهرات غاضبة تحوّلت مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في مناطق عدّة، كذلك خرجت العديد من التظاهرات تطالب بوقف أعمال القتل. حاول الأب يائسًا أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب محمد بأول طلقة في رجله اليمنى وصرخ: "أصابوني"، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير محمد، الذي ردد: "اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم"، قبل أن يرقد الصبي شهيدًا على ساق أبيه، في مشهد أبكى البشرية وهز ضمائر الإنسانية. جمال الدرة من مواليد 1966، عاش مع زوجته أمل وأطفالهما السبعة في مخيم البريج للاجئين الذي تديره الأونروا في قطاع غزة.