ذهب جمهور العلماء على حرمة العودة في الهبة إذا استوفت شروطها وأن الهبة تلزم بالحيازة وتمضي إن كان الواهب مؤهلاً للتصرف غير محجور عليه، ولا يحق له الرجوع فيها بعد ذلك. السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز العودة في الهبة إذا تمت بشروطها ومن يحق له الرجوع في الهبة؟ الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد دلت السنة المشرفة أن الهبة إذا تمت بشروطها، وكان الواهب مؤهلاً للتصرف وقت الهبة وتمت حيازتها من طرف الموهوب له حيازة تامة بحيث يصبح متصرفاً فيها تصرف المالك في ملكه، ويرفع الواهب عنها يده تماماً، فلا يحق للواهب الرجوع فيها ،لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – قال: "ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه". وقد ذهب جمهور العلماء على حرمة العودة في الهبة إذا استوفت شروطها وأن الهبة تلزم بالحيازة وتمضي إن كان الواهب مؤهلاً للتصرف غير محجور عليه، ولا يحق له الرجوع فيها بعد ذلك، أما إذا لم تستوف الهبة شروطها فإنها ترجع إلى صاحبها، فقد روى الإمام مالك في الموطأ: " أن أبا بكر وهب لعائشة- رضي الله عنها- جذاذ عشرين وسقاً من ماله بالعالية، فلما مرض مرضه الذي توفي فيه، قال لها: كنت قد نحلتك عشرين وسقاً ولو كنت قبضتيه أو حزتيه كان لك، فإنما هو اليوم مال وارث فاقتسموه على كتاب الله تعالى".
يراد تقسيم مبلغ من المال على 3 أولاد و 5 بنات فى صورة هبة من الوالد على قيد الحياة. السؤال: يراد تقسيم مبلغ من المال على 3 أولاد و 5 بنات فى صورة هبة من الوالد على قيد الحياة. الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمَّا بعد: فلا حرج أن يَهَب الأب كلَّ ما يَملك أو جزءً منه لأبنائه، بشرط أن يكون ذلك في حال صِحَّته، وأن يَتَمَلَّكْنَه في حال حياته حقيقةً؛ ولا نعرفُ خِلافًا في ذلك؛ قال ابن قدامة في "المغني": "الأصل إباحة تصرُّف الإنسان في ماله كيف شاء وإنَّما وجبتِ التَّسوية بين الأولاد بالخبر وليس غيرهم في معناهم". وإنما يجب على الوالد العدْل بين الأبْناء في العطيَّة، فيعطي الذكر كالأنثى، ولا يَجوز تفْضيل بعض الأبناء دون بعضهم. ففي الصَّحيحَين وغيرِهِما: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال لبشير - لمَّا جاءَه ليُشْهِده على موهبة وهبَها لابنِه النُّعمان - قال له: « يا بشيرُ، ألك ولد سوى هذا؟ » قال: نعم، فقال: « أكلّهم وهبتَ له مثل هذا؟ » قال: لا، فقال: « فلا تُشْهِدني إذًا؛ فإنِّي لا أشهَد على جوْر »))، وفي روايةٍ أنَّه قال له: « أيسرُّك أن يكونوا إليْك في البرِّ سواء؟ » قال: بلى، قال: « فلا إذًا ».
والعبادةُ هي فعلُ كل ما يُحبُّه اللهُ -تعالى-، وتركُ ما ينهى عنه؛ مُبتغيًا بذلك وجهَه، مُتابِعًا فيه رسولَه -صلى الله عليه وسلم-، فالعبادة كما تكون صلاةً، وصيامًا، وحجًّا، وزكاةً، تكون كذلك شُكرًا، وصبرًا، ورضًا، وشوقًا إلى الله، ودُعاءً، وتذلُّلًا، وتضرُّعًا، وإخباتًا، وإنابةً، وخشوعًا له وحدَه -سبحانه-. وتكون أيضًا أكلًا للحلال الطيِّب، واجتنابًا للحرام الخبيث، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وبِرًّا بالوالدينِ، وحُسْنَ خُلق، وتوقيرًا للكبير، ورحمةً بالصغير والمسكين، وصِدْقًا في الحديث، وأداءً للأمانة، ووفاءً بالعهد، واجتنابًا للرِّبا، وسائر ما حرَّم اللهُ، وغضًّا للبصر، وحفظًا للفَرْج، وصيانةً للعمر من ضياعه في الفُضول؛ من المُخالَطة والنظر والكلام والأكل والنوم، ودعوةً إلى الله على بصيرةٍ: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163]. وإذا استعان بالله وترَك عبادةَ ما سِواه، وفي الطليعة من ذلك: عبادةُ الشيطان، الذي قال الله في التحذير من عبادته: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[يس: 60]، وعبادتُه هي طاعتُه فيما يأمرُ به من الكفر بالله والشرك به.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للفوزان, دار العاصمة الرياض, الطبعة: الأولى 1422هـ. الجديد في شرح كتاب التوحيد، للقرعاوي, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ. استعن بالله ولا تعجز عبدالعزيز الطريفي. فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، محمد حامد الفقي, مطبعة السنة المحمدية، الطبعة: السابعة، 1377هـ. القول المفيد على كتاب التوحيد، محمد العثيمين, دار ابن الجوزي، الطبعة: الثانية, محرم 1424هـ. التمهيد لشرح كتاب التوحيد، صالح آل الشيخ، دار التوحيد الطبعة: الأولى، 1424هـ. ترجمة نص هذا الحديث متوفرة باللغات التالية العربية - العربية الإنجليزية - English الفرنسية - Français الإسبانية - Español التركية - Türkçe الأردية - اردو الأندونيسية - Bahasa Indonesia البوسنية - Bosanski الروسية - Русский البنغالية - বাংলা الصينية - 中文 الفارسية - فارسی
(شرح رياض الصالحين).
لا تنسوا الدعاء لأختكم في الله ولكم جزيل الشكر
وهذان الأمران وهما: الحرص والاستعانة قرينان لا ينفصلان، ومن عمل بالحرص والاستعانة ،فإنه موفق مسدد ،ولو حصل ما حصل؛ لأنه بذل الجهد والوسع، وبعد ذلك لا عتب عليه. وفي قوله صلى الله عليه وسلم (وَلاَ تَعْجِزْ)، فالعجز في مثل هذا السياق يراد به ضعف الإرادة والعزيمة ، والتقصير في الأخذ بالأسباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قابل بين الحرص والاستعانة، وبين العجز: « احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ » ، فالفوز والظفر إنما يكون لذوي العزمات والمجاهدات والعزمات.. حديث استعن بالله ولا تعجز. « احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ »: فلا تعجز أيها المسلم ، ولا تتكاسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه ،مادام أن هذا هو الأنفع لك ،بل استمر ،لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر ، ثم تركت ،ثم شرعت في عمل آخر ثم تركت ، ما تم لك عمل. فإذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل، اجتمع في هذا صدق النية بالحرص والعزيمة بعدم التكاسل ،لأن بعض الناس يحرص على ما ينفعه ويشرع فيه، ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه ، وإذا سلك العبدُ الطرق النافعةَ، وحرص عليها واجتهد؛ لم تتم إلا بصدق اللجوء والاستعانة بالله على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على حَوله وقوَّته؛ بل يكون اعتمادُه التام بقلبِه وباطنِه على ربِّه؛ فإن كل خير إنما هو بتوفيقه وتسديده ومعونته، فالأسباب لا تنفع إن لم يجعلها نافعة، لأنه سبحانه خالق الأسباب والمسببات، فبذلك تهون المصاعب، وتتيسر له الأمور، وتحصل له الثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا.