﴿ إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا ﴾ القارئ: عمر الدريويز - YouTube
ثم تبشرهم بالجنة التي وعد الله بها أهل التوحيد فتقول لأهل الاستقامة (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فيؤمّن الله خوفه، ويُقر عينه فلا يبقى هول من أهوال يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله ولما كان يعمل في الدنيا كما قال بعض السلف.
وجملة: (لكم فيها ما تشتهي) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (لكم فيها ما تدّعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (تشتهي) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (تدّعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. (32) (نزلا) حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا، (من غفور) متعلّق بنعت ل (نزلا). إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. - YouTube. الفوائد: الاستقامة: قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به، ورأس المعرفة اليقينية معرفة اللّه تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه عن الاستقامة فقال: أن لا تشرك باللّه شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل، وقال علي رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض، وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا اللّه حتى لحقوا باللّه، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
فقال: لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فلم يلتفتوا إلى إله غيره. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والسدي ، وغير واحد. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، أخبرنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس ، رضي الله عنهما: أي آية في كتاب الله أرخص ؟ قال قوله: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على شهادة أن لا إله إلا الله. وقال الزهري: تلا عمر هذه الآية على المنبر ، ثم قال: استقاموا - والله - لله بطاعته ، ولم يروغوا روغان الثعالب. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على أداء فرائضه. وكذا قال قتادة ، قال: وكان الحسن يقول: اللهم أنت ربنا ، فارزقنا الاستقامة. وقال أبو العالية: ( ثم استقاموا) أخلصوا له العمل والدين. الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان الثقفي ، عن أبيه; أن رجلا قال: يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: " قل آمنت بالله ، ثم استقم " قلت: فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه. ورواه النسائي من حديث شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به. ثم قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، حدثني ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز الغامدي ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007) بسم الله الرحمن الرحيم وقفات مع قوله - تعالى -(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أل تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نخن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون) سورة فصلت (30). يقول - تعالى- (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) أي أخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله - تعالى -على ما شرع لهم من الشرائع. فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: هم الذين لم يشركوا بالله شيئا. (ثم استقاموا) فلم يلتفتوا إلى إله غيره ولا إلى رب سواه. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على شهادة أن لا إله إلا الله. وتلا عمر - رضي الله عنه- هذه الآية على المنبر، ثم قال: استقاموا والله بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب. (قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على أداء فرائضه وتعظيم شعائره من غير تهاون ولا تكاسل لأن هذه من صفات المنافقين الذين يخادعون الله وهو خادعهم. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا. ولننظر إلى بيوت الله لقد أضاع كثير من الناس الصلاة فيها إما جحودا أو استكبارا وهذا كفر بالله - تعالى -.
فلا خلاص للإنسان ولا منجى له إلا بالاستقامة على دين الله، فنسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من المستقيمين على شرعه وصلى الله على نبي الهدى والرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.