فكذا المعاصي, وعلى رأسها ترك الصلاة, تنقص العمر وتمحق بركته. وأما الظلمة التي تكون في وجه من لا يصلي, فكلام صحيح, وهذه الظلمة يراها كل من نور الله بصيرته, وأشرق نور الإيمان في قلبه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نورا في القلب, وضياءاً في الوجه, وسعة في الرزق, وقوة في البدن, ومحبة في قلوب الخلق. الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق جميل. وإن للسيئة ظلمة في القلب, وسواداً في الوجه, وضيقاً في الرزق, ووهناً في البدن, وبغضة في قلوب الخلق.. وبهذا الأثر عن ابن عباس, تعلم صحة القول بأن تارك الصلاة يبغضه الخلق, فإن الله إذا أبغض عبداً نادى جبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ويبغضه الملائكة ثم توضع له البغضاء في الأرض. فالعصاة عامة وتارك الصلاة خاصة ممقوتون من الله تعالى ومن الناس –عياذاً بالله من سخطه وعقابه-. وأما أن تارك الصلاة لا يرفع عمله إلى السماء, أي لا تقبل طاعته, بل تحبط وترد عليه, فهذا أيضا كلام صحيح, فإن قلنا بكفر تارك الصلاة, فالكافر لا تقبل منه طاعة أصلا, بل هو خالد مخلد في النار أبدا, وإن قلنا بأنه من أهل الإسلام في الجملة, فهو على خطر عظيم والعياذ بالله, وأعماله حابطة, إلا أن يتداركه الله برحمته, والمعاصي وعلى رأسها ترك الصلاة سبب في إحباط الطاعات.
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة. وقد قسَّم هذا البحث إلى مبحثين، وتحت كل مبحث مطالب على النحو الآتي: المبحث الأول: نور التقوى وثمراتها: المطلب الأول: مفهوم التقوى. المطلب الثاني: أهمية التقوى. المطلب الثالث: صفات المتقين. المطلب الرابع: ثمرات التقوى. المبحث الثاني: ظلمات المعاصي وأضرارها: المطلب الأول: مفهوم المعاصي وأسماؤها. المطلب الثاني: أسباب المعاصي. الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق والغنى. المطلب الثالث: مداخل المعاصي. المطلب الرابع: أصول المعاصي. المطلب الخامس: أقسام المعاصي. المطلب السادس: أنواع المعاصي. المطلب السابع: آثار المعاصي على الفرد والمجتمع. المطلب الثامن: العلاج.
3- كان الإمام, القدوة, الواعظ, الحجة بكر بن عبدالله المزني – رحمه الله تعالى - إذا أصاب أهله خصاصة قال: قوموا فصلوا, ثم يقول: بهذا أمر الله تعالى ورسوله, ويتلو هذه الآية: " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ " ( الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل).
ذات صلة حكم عن الصبر حكم دينية قصيرة حكم دينية كلام الله تعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أجمل الكلام وقد اقتبس الحكماء منه الكثير من الفوائد والحكم والأقوال الدينية المفيدة التي نحتاج إليها في كافة مجالات الحياة، وفي هذا المقال سنقدم حكم وفوائد دينية. حكم وأقوال دينية لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبقَ بين المسلمين عصمة ولا أخوة. إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله. أهم شيء في وقت التغيير أن يحافظ الإنسان على قلبه سليم، إلّا من أتى الله بقلب سليم. بحار الدنيا لا تستطيع أن تطفىء جمرة صغيرة من نار جهنم. السعيد في هذه الدنيا هو الذي إذا توقفت أنفاسه لم تتوقف حسناته. اترك بصمة صالحة في الدنيا قبل أن ترحل. إنّما الدنيا كظلّ زائل حلّ فيه راكب ثم ارتحل، مسافر أنت والآثار باقية فاترك وراءك ما تحيي به الأثر. أربعة تمنع الرزق ؟ هل هذا صحيح؟. ما من أحد ابتُلي بالتجسس إلّا ابتلاه الله بالهمّ، فإنّ من اشتغل بالخلق حُرِم الأنس بالخالق. ربي أستعيذك من نسيان شكرك، وحمدك، وتسبيحك، فلا الأمر أمري ولا العيش عيشي، ۈأسألك بأسمائك الحسنى أن تيسّر كل عسير.
فتارك الصلاة أولى ولا شك بهذه العقوبة، ثم إن تارك الصلاة غافل القلب، وأي غفلة أعظم من غفلته، وأي إعراض أكبر من إعراضه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه » (رواه الترمذي). وأما أن دعاء غير تارك الصلاة له لا يقبل فلا نعلم دليلا يدل على هذا من السنة، بل عسى إن دعا له أحد الصالحين بالهداية وصلاح الحال والاستقامة أن يكون ذلك سبباً في هدايته ورجوعه إلى ربه، فنسأل الله أن يهدينا وسائر إخواننا وإن يتوب على تاركي الصلاة ويلهمهم رشدهم، ويردهم إلى ما فيه مرضاته ردا جميلا. الصلاة نور في الوجه وسعة في الرزق والفرج. والله أعلم. 19 4 76, 098
هل يوجد سنة في القطيف
لنتعمق أكثر بالموضوع، فالانطلاق من مسلمة وجود "مسألة شيعية" متركزة حول تمييز طائفي على الحقوق المدنية والسياسية، يعني أحد الأمور التالي: ١- أن (غير الشيعة) في السعودية ينالون حقوقهم السياسية. وهذا كلنا نعلم أنه غير موجود، فكل الشعب السعودي محروم سياسيا. فلا يوجد أي مبرر لتمييز الشيعة في هذا الموضوع بأي حال من الأحوال. ٢- أن الحقوق المدنية (من الاستفادة من الخدمات الحكومية، إلى تسلم المناصب في الدولة) في السعودية تقدم على أساس طائفي. وهنا يجب أن نفرق بين مجالين: المجال الأول هو المجال النظامي، والمجال الثاني هو مجال الممارسات. فمن الناحية النظامية لا يوجد أي نظام في السعودية يمكن وصفه بالطائفي، أي نظام يقوم بالتفريق بين المواطنين على أساس طائفي، أو يضع تعريفا قانونيا لمن هو الشيعي، أو مثل هذه الأمور. لا يوجد في السعودية قوانين مماثلة لقوانين الابارتهايد، أو قوانين النازية المعادية للسامية، أو حتى قوانين الفصل العنصري التي كانت موجودة في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الامريكية والتي أزيلت عبر (حركة الحقوق المدنية). وإذا كان هناك تمييز في الأنظمة السعودية، فهو ليس ضد الشيعة بقدر ما هو ضد المرأة.
لكن أحدا من الخضيريين لم يبدأ بالحديث عن (مسألة خضيرية) تميز الخضيريين كمجموعة سكانية عن غيرهم، بل إن كل الحديث انحصر حول القضية نفسها، أي قضية (تكافؤ النسب) دون أن يستنتج منها أحد أن الخضيريين أقلية لها (مطالبها الخاصة) التي تختلف عن المطالب العامة. ٣- أن الشيعة يتعرضون لتضييق في حرية الممارسات الدينية. هذا صحيح، لكن لا يمكن بأي حال تسمية "تضييق الحريات الدينية" في السعودية بأنها مسألة طائفية، أو تبيح الحديث عن وجود "أقلية" متمايزة، أو الكلام عن "مطالب خاصة" لحركة حقوق مدنية تدمغ بوصف "شيعي". في السعودية يوجد "تضييق" للحريات الدينية، ولكن لا يوجد قمع. فالسعودية في التحليل الأخير دولة وهابية، لكنها ليست دولة طائفية. أي أنها تقوم بدعم واعتماد الوهابية كأحد مصادر الشرعية، لكنها لا تشترط الانتماء إليها في أي من قوانينها للوصول إلى مناصب محددة، مثلما هو الوضع في لبنان أو إيران التي يتم اشتراط اشتراطات مذهبية محددة بين الدولة والمواطن. وهي عندما لا تدعم المذاهب الأخرى- الشيعية والاسماعيلية والصوفية- لا تقمعها، لكنها فقط لا تدعمها ولا تعترف بها. هذه مشكلة مهمة، ولابد أن تحل، لكنها أيضا ليست مشكلة "طائفية" إذ كما أنها لم تؤدي إلى نشوء "مسألة صوفية" و"مسألة إسماعيلية" فلا معنى أبدا من الاستنتاج من تضييق الحريات الدينية أن هناك مشكلة طائفية.