ومِن أعظَمِ أسبابِ الثباتِ على دينِ الله: الدعاء ، وقد كانَ أكثرُ دعاءِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: " يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ". نسألُ اللهَ تعالى أن يُثبِّتَ قُلُوبنا على دينِه، وأن يُعيذنا مِن الفِتَنِ ما ظهرَ مِنها وما بَطن. ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..
الكلمات الدلائليه: تطبيق
وفِتَنُ الشَّهَواتِ كثيرةٌ جدًا: فمِنها شهوةُ الفَرجِ، وشهوةُ البَطنِ، وشهوةُ جمعِ المالِ، وشهوةُ الرِّئاسَةِ والوَجاهَة، وشهوةُ النَّظَرِ وشهوةُ الكلام.. ، وغيرُها كثير.. ولِكُلِّ ما سبَقَ طريقانِ: طريقٌ أحلَّهٌ اللهُ، وطريقٌ حرَّمَه. والمؤمنُ يكتفي بالحلالِ عنِ الحرامِ. والـمَفتُونُ يَتَخبَّطُ في الحلالِ والحرام، ولا يُراعي أمرَ اللهِ ونهيَهُ -والعياذُ بالله-. اللهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنِ ما ظهرَ منها وما بَطن، اللهمَّ اكفِنا بِحلالِكَ عن حرامِك، وأَغنِنا بفضلِكَ عمَّن سواك. كلمات عن الثبات في زمن الفتن للداني. أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفروه.. الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد.. أيها المسلمون.. مَن تأمَّل في كِتابِ اللهِ تعالى، وفي سُنَّةِ نبيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- وجدَ جُملةً مِن أسبابِ تثبيتِ اللهِ للعبد، فمنها: الإقبالُ على كتابِ الله تعالى ، حِفظًا وتلاوةً وتدبُّرًا وعملًا، يقول اللهُ تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾.
انطلق الإسلام السياسي في المجتمعات العربية على يد أفراد طامحين لإحياء خلافة الحزبيين، وإماتة دولة المواطنين، ولعلهم نجحوا في استقطاب أعداد منتمية ومتعاطفة على امتداد العالم بحكم الخطاب الدعوي والوعظي القائم على بشارات المنامات وأحاديث الفتن والملاحم، الموظفة للنصوص لتأسيس وكسب المشروعية الشعبية، إلا أنه سرعان ما تأزمت الأمور بحكم استخدام (الجماعة) للعنف، واستعداء السلطات التي رحّلت وسجنت وتصدت إعلامياً وعسكرياً. وناورت جماعة (الإخوان) عبر تفريع المشروع واستيلاده في دول عدة بمسميات وأطروحات محدّثة، وانتقلت من خطاب التحدي والتصدي، إلى لغة التعاون والمشاركة الوطنية، فظهر المواليد بأسماء ظاهرها إيجابي (الإصلاح)، و(الإنقاذ)، و(النهضة)، و(العدالة)، و(التحرير)، و(حماس)، و(السرورية) لتتراجع عن حُلم تجاوز الدولة الوطنية إلى المهادنة ليمكن استيعابها وتصريحها في فضاء قُطْرِي. وفي مرحلة لاحقة أشعرت جماعات الإسلام السياسي المجتمعات العربية والإسلامية بالتخلي عن الطوباوية والسريالية، وتبنت النظرية البراغماتية، القائمة على تبرير نوع الوسائل للوصول إلى كمّ الغايات، وأبدت في التعامل مع المراحل بموضوعية وواقعية، وتكيّفت مع معطيات الحداثة والعولمة، واندمجت في اقتصاديات السوق، وحرية التجارة، وتجريب الشراكة بأدبيات الدولة الوطنية على أمل أن يبدأ التمكين من الداخل، إلّا أن الممارسات الصادرة عن رؤية حمقاء، وانكشاف ضآلة الإمكانات، والعودة للكفر بالدولة المدنيّة، دفعت العشرات لإعادة النظر في المشروع الإسلاموي.
فاتقوا الله وأطيعوه، وأقيموا على الطاعة بعد رمضان؛ فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها ولو كان قليلا؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: « دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدِي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ لَا تَنَامُ تُصَلِّي، قَالَ: عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ » رواه مسلم.
وصلوا وسلموا على نبيكم...
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين، وله طرق عن جابر.
الحمد لله.