[6] هل الدهر من أسماء الله تعالى يعتقد بعض المسلمين أنَّ الدهر من أسماء الله تعالى، ولكنَّه ليس كذلك، فالله تعالى هو خالق الدهر، والدهر هو الزمان نفسه، والله تعالى هو خالق الزمان والمكان، ولذلك قال تعالى أنَّه يقلب الليل والنهار، فالله تعالى أشار إلى أنه هو الدهر بمعنى أنه خلق الدهر، وهو الذي يسير ويقلب أيامه ولياليه. حكم سب الدنيا و الدهر.... [3] اقرأ أيضًا: أول ما يجب أن يبدأ به من يريد الدعوة إلى الإسلام من الأدعية التي تقال عند هبوب الريح بدل أن يسب المسلم الريح عند هبوبها واشتدادها، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أن يدعو الله تعالى بأدعية مخصصة، يكون فيها تقرب إلى الله تعالى وطلب الرحمة والحفظ منه تعالى، ويسن عند هبوب الريح كثيرة التكبير وقول الله أكبر الله أكبر، وفيما يأتي بعض الأدعية التي تقال عند هبوب الريح: [7] اللهم إنا نَسألُك من خيرِ هذه الرِّيحِ وخيرِ ما فيها وخيرِ ما أُمِرَتْ به ونَعوذُ بك من شرِّ هذه الرِّيحِ وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُمِرَتْ به. اللهمَّ اجعلَها رحمةً ولا تجعلْها عذابًا اللهمَّ اجعلْها رياحًا ولا تجعلها رِيحًا. اللهمَّ لقحًا لا عقيمًا في نهاية مقال بعنوان حكم سب الريح والدهر على أنهما الفاعل للأحداث أو الفاعل مع الله عز وجل تعرفنا على حكم سب الريح والدهر في الشرع الإسلامي، كما تعرفنا على الحكمة من النهي عن سب الريح وعرفنا هل الخلود من أسماء الله تعالى أم لا.
حكم نسبة الحوادث الى الدهر ، إن الإيمان بالقدر خير وشره هو الركن السادس من أركان الإيمان، فلا يكون المسلم مؤمنًا بالله سبحانه وتعالى إلا بعد إيمانه بالقدر، ومن لم يؤمن بالقدر فقد كفر بالله تعالى، وفي هذا المقال سنتحدث عن أحكام تهم المسلمين ، حكم نسبة الحوادث الى الدهر، وحكم سب الدهر، ونوضح الفرق عند العلماء بين القضاء والقدر.
ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق ، فجعل يقول: " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا " ، ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء. إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه.
كذلك من الإلحاد والزندقة بعضُ النظريات، التي تجعل الخلق للطبيعة؛ كنظرية النشوء والارتقاء والتطور، التي تتضمن إنكار خلق الله تعالى للإنسان، وتصرحُ بتكذيب القرآن في بيان أصل خلق الإنسان. ولم يقتصر هذا الخلل على بعض الدارسين لهذه العلوم، المغترّين ببعض النظريات الباطلة؛ بل تسلل ذلك إلى شباب المسلمين ونسائهم وأطفالهم في منازلهم عبر الفضائيات الخبيثة، في عرضٍ لبرامج علمية، تنسب ما يجري في الكون إلى الطبيعة، وإلى المعادلات التي يُبنى بعضها على بعض، بعيدًا عن التذكير بخلق الله تعالى وتدبيره؛ بل وُجِّه هذا الإفساد للأطفال عبر برامجهم، التي صنعت من أجلهم؛ حيث تتضمن رسومًا ومشاهد فيها إفساد للعقيدة والفطرة. حكم سب الريح والدهر على أنهما الفاعل للأحداث أو الفاعل مع الله عز وجل - موقع المرجع. فيجب الحذرمن ذلك، وحفظُ البيوت من تسرب هذه الأفكار الضالة إليها، وذلك بإقصاء سبل الشر والفساد، وغرس العقيدة الصحيحة في قلوب النساء والأطفال؛ بل حتى الرجال. فكثير من المسلمين يغفل عن أهمية بناء التوحيد الصحيح في قلوب نسائه وأولاده ويتركهم لفطرتهم، وذلك لو صح فإنما يصح مع عدم وجود معاول الهدم والتدمير، والغزو الذي يقذف الشبهات، أما وقد وجـد ذلك، والحربُ على أشدها فـلا بد من تحصين المسلمين بالتوحيد الصحيح عن طريق التربية والتعليم؛ حتى تتأبى قلوبُهم على الشبهات، وتتكسر معاول التدمير على جدران العقيدة الصلبة الصحيحة، التي امتلأت بها قلوبُ المسلمين رجالاً ونساءً وأطفالاً.
فالحذر الحذر أيها الإخوة، فالصراع صراع عقائد، ولْيَزِنْ كلُّ مسلم ألفاظه؛ حتى تكون ألفاظًا شرعية بعيدة عما يخل بدينه وتوحيده، ألا وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم. [1] أخرجه البخاري في التفسير تفسير سورة الجاثية باب ﴿ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24] (4826)، ومسلم في الأدب باب النهي عن سب الدهر (2246). [2] الرواية الأولى أخرجها مسلم من حديث أبي هريرة أيضًا (2246)، والثانية أخرجها أحمد وصححها الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 581). [3] "فتح الباري" لابن حجر (8/ 438). [4] "حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد" (312). [5] انظر في ذلك: "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبي (5/ 547) و"حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد" (311) و"القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/ 351). [6] "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" (616). [7] انظر: "حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد" (313) و"القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/ 351).
– «لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذْ لَمْ يأتوا بالشهداء فأولئك عند اللهِ هم الكاذبون» [ 17] [لولا جاؤوا]: لولا في الآية داخلة على فعل ماض، ومتى كان ذلك، كانت للتوبيخ، وهو ما عليه المعنى في الآية، فإنّ فيها ذمّاً وتوبيخاً لمن جاء بالإفك فرمى المحصَنات، ولم يجئ على ما قال بأربعة شهداء. لَوْمَا [لوما] و [لولا] سواءٌ في الأحكام والمعاني والاستعمال، يقال: [لوما خالد لسافرت] = [لولا خالد لسافرت]. ودونك من استعمال [لوما] نموذجين للاستئناس: – لَوْمَا تَأتِينا بالملائكة إنْ كُنتَ مِنَ الصادقين [لوما تأتينا]: دخلت [لوما] على فعلٍ مضارع، فهي للتحضيض. – قال الشاعر: لَوما الإصاخةُ لِلوُشاةِ لَكانَ لِي مِنْ بَعْدِ سُخْطِكَ في رِضاكَ رَجاءُ [لوما الإصاخةُ... لَكان... ]: لوما: في البيت حرف امتناع لوجود، بعدها مبتدأ محذوف الخبر على المنهاج، وقد دخلت اللام على جوابها: [كان]. لَيْتَ من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. تكون في تمنّي الممكن والعسير والمستحيل، نحو: [ليت خالداً يزورنا، ليت العنصرية تزول، ليت ما مضى يرجع] (انظر الأحرف المشبهة بالفعل). حكمان: 1- يُحذَف خبرها وجوباً في قولهم: [ليت شعري... أين، لو، لولا، لوما، ليت - ديوان العرب. ]، والتقدير: [ليت شعري حاصلٌ].
– «لو نشاء جعلناه أُجاجاً» (الشرط مضارع والجواب ماضٍ عارٍ من اللام). – «ولو شاء اللهُ لَذهب بسمعهم وأبصارهم» (الشرط ماضٍ والجواب ماضٍ مقترن باللام). – «قال ربِّ لو شِئتَ أهلكتَهم» (الشرط ماضٍ والجواب ماضٍ عارٍ من اللام). – قد تتلوها جملة اسمية: ضميراً كان مبتدؤها نحو:]لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي إذاً لأمسكتُم[، أو اسماً، نحو قولِ عديّ بن زيد: لو بغير الماء حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصّان بالماء اعتِصاري (اعتصر - اعتصاراً: شرب الماء قليلاً قليلاً ليُسيغَه). «ماكرون» يتهم «لوبان» بالتبعية لروسيا. – يكثر أنْ تتلوها [أنّ] وصِلَتُها، نحو:]ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم] [ 6] لَوْلا [لولا]: على ثلاثة وجوه: – الوجه الأوّل: أن تكون للتوبيخ، فتختصّ بالفعل الماضي، نحو قولك للمتأخّر: «لولا جئتَ مبكِّراً». – الوجه الثاني: أن تكون للتحضيض والعرض، فتختص بالمضارع نحو: «لولا تُنظِر المُعسِر» [ 7]. – الوجه الثالث: حرف شرط غير جازم، (يقول المعربون: حرف امتناع لوجود)، يدخل على جملتين: اسميةٍ ففعلية، فتمتنع الثانية منهما بسبب وجود الأولى، نحو: «لولا خالدٌ لسافرت»؛ (امتنع السفر لوجود خالد) [ 8]. ويجوز في جوابها مجيء اللام، وعدمُ مجيئها: [لولا خالدٌ لسافرت = لولا خالدٌ سافرت].
وذلك أنّ المبتدأ بعدها يجيء اسماً ويجيء ضميراً. والثانية أنه يجوز في الأصل مجيء اللام في جواب [لولا] ويجوز عدم مجيئها. ولكن جوابها جاء في البيت منفيّاً بـ [لم]، فامتنع اقتران اللام به، إذ ليس من العربية أن يقال: [لَلَم أحجج]!! – «قال ياقومِ لِمَ تَستعجلون بالسيئة الحسنةَ لولا تستغفرون اللهَ لعلكم ترحمون» [ 15] [لولا تستغفرون]: دخلتْ [لولا] على فعل مضارع فتعين أن تكون للتحضيض، وهو ما عليه المعنى في الآية، إذ فيها يحضّ النبيُّ صالحٌ قومه ثمودَ على الاستغفار، لعلّ الله يرحمهم. – «وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموتُ فيقول ربِّ لَوْلاَ أخرتني إلى أجل قريب» [ 16] [لولا أخرتني]: هاهنا مسألتان: الأولى أنّ في الآية عرضاً مضمونه طلب التأخير: [ربّ لولا أخرتني]. والقاعدة أنّ [لولا] إنما تكون للعرض والتحضيض إذا دخلت على فعل مضارع. والفعل في الآية: [أخرتني] فعل ماضٍ لا مضارع. فما علّة ذلك. الجواب: أنّ فِعل [أخرتني]، وإن كان في الظاهر اللفظي فعلاً ماضياً، هو في المعنى مضارع، أي: [لولا تؤخرني]. اعراب ليت الشباب يعود يوما - الأعراف. والثانية أنّ [لولا] في الآية للتحضيض، إذ هي داخلة على فعل مضارع (في المعنى). ولكنْ لما كان التحضيض طلباً بحثٍّ وإزعاج، وكان الخطاب متّجهاً إلى الله تعالى، كان اللائق - تأدباً - أن يسمى ذلك في الآية (عرضاً، لا تحضيضاً)!!
– «يا ليتني كنتُ معهم» [ 21] استعمال فِعلِ [كان] بعد [ليت] كثير في التنْزيل العزيز، ومنه:]يا ليتها كانت القاضية[ (الحاقّة 69/27). – قال قُرَيْط بن أُنَيْف (شرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/9-10)، يهيج قومَه ويهزّهم - بما يدنو من الذمّ - لينصروه: لكنّ قومي وإنْ كانوا ذوي عَدَدٍ ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإنْ هانا فليتَ لي بهمُ قوماً إذا ركبوا شَنُّوا الإغارةَ فرساناً ورُكبانا – في قوله [ليت لي بهم قوماً... ]: تمنّي المستحيل الذي لا يُطمَع فيه، فهمْ قومه شاء أو أبى، وليس إلى أن يستبدل بهم غيرَهم سبيل!! – كتب أبو فراس الحمداني - وهو أسير - إلى سيف الدولة [ 22]: فَلَيْتكَ تحلو، والحياةُ مَرِيرةٌ ولَيْتَكَ تَرضى والأنامُ غِضابُ وليتَ الذي بيني وبينكَ عامِرٌ وبيني وبين العالمِينَ خرابُ استعمل الشاعر [ليتَ] ثلاث مرّات في البيتين. وكان تمنّيه فيها جميعاً تمنّي ما يمكن تحقيقه، لو شاء سيف الدولة. – قال مالك بن الرَّيْب: ألا ليت شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنب الغضى أُزجي القِلاص النواجيا [ليت] من أخوات [إنَّ]، تنصب الاسم وترفع الخبر. فإذا قيل: [ليت شعري]، حُذِف خبرها وجوباً. الا ليت الشباب يعود يوما بالتشكيل. والتقدير في هذه الحال: [ليت شعري حاصل].
وقد دخلت [لولا] على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو الضمير: [أنتم]، وأما الخبر فمحذوف، وهو ما عليه جمهور النحاة. ومجيء المبتدأ ضميراً، على المنهاج، إذ يجوز أن يكون المبتدأ بعد [لولا] اسماً أو ضميراً. وقد دخلت اللام على جوابها [كُنّا]، لكنّ عدم دخولها جائز أيضاً، ولو لم يكن الكلام قرآناً لجاز أيضاً: [لولا أنتم كنّا مؤمنين]. – قال أبو العلاء المعريّ يصف سيف ممدوحه [ 13]: يُذيبُ الرعبُ منه كلَّ عَضْبٍ فلولا الغِمْدُ يُمسِكُهُ لَسالا (العضب = السيف). وقد حكم النحاة على المعري هاهنا باللحن. وبيان ذلك: أنّ [الغمد] مبتدأ، وجملة: [يمسكه] خبر لهذا المبتدأ، وجمهور النحاة على أنّ حذف خبر المبتدأ بعد [لولا] حَتْم. وكان الصواب أنْ يقول: [لولا الغمدُ لسال]. ومع ذلك فإن فريقاً من النحاة حاولوا إيجاد مخرج للمعرّي!! ومن ذلك مثلاً قول بعضهم: إن جملة [يمسكه] ليست خبراً، بل هي حالية، وقول آخرين: إن حذف خبر المبتدأ بعد [لولا] ليس حتماً... – قال عمر بن أبي ربيعة [ 14]: أَوْمَتْ بعينيها مِنَ الهودجِ لولاكَ في ذا العامِ لم أَحْجُجِ [لولاكَ... لم أحجُج]: في البيت مسألتان، الأولى مجيء المبتدأ - على المنهاج - ضميراً بعد [لولا] التي هي حرف امتناع لوجود.