[٨] فوائد صلاة الجماعة لبيان فوائد صلاة الجماعة، بعد معرفة حكمها، واختلاف العلماء فيه، وأيّا كان الرّأي الصّحيح إلّا أنّ فوائد صلاة الجماعة كثيرة وعظيمة ، ومنافعها متعدّدة وجليلة على الأمّة جمعاء، وقد شرعت من أجل هذه الفوائد والمنافع صلاة الجماعة، ومن فوائد صلاة الجماعة: [٩] شرع الله صلاة الجماعة على هذه الأمّة لتحافظ على تعاضدها وتحاببها وتراحمها، كالصّلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين والوقوف بعرفة. التّعبّد لله تعالى بهذا الاجتماع، بزيادة الثّواب، والخوف من العقاب، والرّغبة فيما عند الله تعالى. زيادة المودّة والتّحابب فيما بينهم، وتفقّد بعضهم البعض، بعيادة مرضاهم وتشييع موتاهم سبب في تعارف المسلمين على بعضهم البعض، وزيادة الألفة فيما بينهم. ومن فوائد صلاة الجماعة تعلّم ما يفتقر إليه المسلم من أمور دينه، من الإمام أو من المأمومين. تعويد الأمة الإسلامية على الاجتماع وعدم التفرق، من خلال المحافظة على الجماعة، فصلاة الجماعة تشكّل ولاية مصغّرة يقودها الإمام. الجهر بأعظم شعيرة من شعائر المسلمين، وهي اجتماعهم للصّلاة، وإظهار تعاضدهم وتحاببهم وتكاتفهم من خلال اجتماعاتهم الدّوريّة لغيظ الكفّار والمنافقين.
يُتابع المصلي إمامه في جميع أفعال الصلاة، من الركوع، والسجود، والقيام، والجلوس، حتى ينتهي من صلاته على هذا الشكل. شاهد أيضًا: من صلى الفجر في جماعه يكتب له اجر قيام إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: من فوائد صلاة الجماعة توادّ المسلمين وتآلفهم ، كما بينا أهمية صلاة الجماعة وتعريفها، بالإضافة إلى كيفيتها إذا كان الشخص يصلي منفردًا مع إمامه أو مع جماعة من المصلين. المراجع ^, شروط صحة صلاة الجماعة, 19-02-2021 ^, كيفية صلاة الجماعة, 19-02-2021
◄لصلاة الجماعة فوائد كثيرة سواء على الصعيد الشخصي أم على الصعيد الاجتماعي، فهي رمز للوحدة الاجتماعية، والتماسك الأخوي بين المؤمنين، وتنمية التواصل بين الناس. وقد حثّ القرآن الكريم على صلاة الجماعة في قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ (البقرة/ 43) حيث تدعو هذه الآية الشريفة لصلاة الجماعة ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ أي صلوا مع المصلين في المسجد جماعة. وقد أشار الإمام الحسن المجتبى (ع) إلى فوائد صلاة الجماعة بقوله: «مَن أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان: آية محكمة، وأخاً مستفاداً، وعلماً مستطرفاً، ورحمة منتظرة، وكلمة تدلّه على الهدى أو تردّه عن ردى، وترك الذنوب حياءً أو خشيةً». وفي هذا الحديث بيان لفوائد الذهاب إلى المسجد، وحضور صلاة الجماعة فيه، ومن الفوائد التي أشار إليها الإمام الحسن (ع): معرفة الأحكام الشرعية، اكتساب علم ومعرفة، الاستزادة من الأصدقاء والمعارف، التواصل مع الناس، نزول الرحمة، استماع موعظة أو حكمة أو كلمة مفيدة، وترك الذنوب والمعاصي وغيرها من الفوائد الجمّة والثمار اليانعة. وبعد هذا الإجمال عن فوائد صلاة الجماعة نفصّل الحديث حول بعضها في النقاط التالية: 1- الحصول على الثواب والأجر الجزيل: ورد في فضل صلاة الجماعة الكثير من الأخبار والروايات الحاثة على الحضور فيها، وحصول المشارك في صلاة الجماعة على الثواب والأجر الجزيل، فقد ورد عن الرسول الأعظم (ص) قوله: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة».
يتحصّل بصلاة الجماعة تعريف الناس بدين الإسلام؛ فلو بقي كل مسلم في بيته يُصلّي صلاته لما علم أحد عن هذه العبادة العظيمة والتي تُعد عمود هذا الدين. يقتدي المسلمون بصلاة الجماعة بالنّبي محمّد عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين كانوا يُحافظون عليها ولا يتهاونون بها أبدًا. تُعين المسلم على ضبط نفسه؛ لأنّه في هذه الصلاة يوافق الإمام في حركات الصلاة فلا يتقدّم عنه ولا يتأخر وإنمّا يتحكم بنفسه على أن يكون متوافقًا معه. يتعلّم المسلم من صلاة الجماعة الطريقة الصحيحة للصلاة، وكذلك فهو يستفيد من قراءة القرآن ويتعلّم القراءة الصحيحة له إن هو صلّى خلف إمامٍ متمكّن. بشّر النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم من يمشي إلى المساجد في الظلام بالنّور التام يوم القيامة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ) [المصدر: صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. [٥] ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في فضل صلاتي الفجر والعشاء في جماعة ما يرويه عثمان بن عفّان رضي الله عنه وأرضاه: (دخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ، يا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
إذا أردنا أن نبحث مجتهدين في حكمة مشروعية صلاة الجماعة وأسرارها، يكون لزاماً علينا أن نذكر سبب الأسباب وغاية الغايات والحكمة العليا التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق، وهي عبادته جل في علاه إن الله تعالى قد صمم الإنسان خصيصاً ليتوافق مع شرعه ومنهجه، إذا التزم به هدى وسعد في الدارين، وإذا انحرف عنه ومال إلى غيره شقي وضل في الدارين، يقول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
التوجه لله ب الدعاء على الإعانة على شكره وحسن عبادته وتثبيته في أداء صلاة الجماعة. اختيار الصحبة الصالحة الذين يُعظمون الصلاة ويحافظون على أدائها جماعة، فيمكن أن يتعاهد المسلم من جيرانه أو زملائه في العمل بأن يذكر كل منهم الآخر بصلاة الجماعة، ثم يسيروا جميعًا إلى المسجد في وقت الأذان. الاستعادة للصلاة قبل وقتها، ففي ظل انشغال المسلم بأعماله الدنيوية سيستغل الشيطان هذه الفرصة ليوسوس له بأنه يستطيع انجاز أعماله ثم الذهاب للصلاة، ثم يُغفله الشيطان وتفوته صلاة الجماعة مع أخوانه، ولتجنب الوقوع في فخ الشيطان ومكره يجب أن يترك المسلم جميع أشغاله ويبدأ في الاستعداد للصلاة قبل وقت الأذان، فيذهب في هذا الوقت للمسجد ويتوضأ ويصلي تحية المسجد ثم ينتظر وقت الأذان. الاطلاع على سير الصالحين، فحينما يقرأ المسلم سير الصحابة والصالحين ويتأمل حرصهم على العبادة سيقتدي بهم وتعلو همته ويقبل على الطاعة. استغلال الوسائل الحديثة للتذكير بوقتها، كأن يضبط المسلم المنبه على وقت الصلاة، أو يُحمل بعض برامج الهاتف التي تُذكره بمواعيد الصلاة قبل الأذان بعدة دقائق. رفع الرصيد الإيماني، ويكون ذلك بعمل الطاعات التي تُقرب المسلم من خالقه وتزيد منسوب الإيمان بداخله مثل: قيام الليل، وقراءة القرآن، وغض البصر، وإخراج الصدقة، ووصل الأرحام، والصيام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالطاعة تجر وراءها طاعة، والمعصية تجر وراءها معاصِ كثيرة وتقوي سطوة الشيطان على العبد.
إذا أردنا أن نبحث مجتهدين في حكمة مشروعية صلاة الجماعة وأسرارها، يكون لزاماً علينا أن نذكر سبب الأسباب وغاية الغايات والحكمة العليا التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق، وهي عبادته جل في علاه، قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال تعالى: { وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} [ الجن: 16، 17]. ومن وراء هذه الحكمة العظيمة تتجلى فوائد وأسرار التكاليف التي كلف الله بها هذا الإنسان المنوط بعمارة الأرض وخلافتها، فقد جعل الله تعالى لهذه التكاليف أسراراً ومردودات تضفي على ذلك الإنسان جانباً من القوة والسلامة النفسية والبدنية والاجتماعية، التي تعينه وتمكنه من أداء مهمته في هذا الكون الفسيح، فالله تعالى لا ينال شيئاً من انحنائات المصلي ولا سجوده ولا قيامه، ولا يناله شيئاً من امتناعه عن الطعام والشراب الذي أباحه له، ولا يناله شيئاً من لحوم الذبائح ولا دمائها ولكن التقوى والخلافة المنشودة. أما فيما يتعلق بالصلاة ركن الإسلام الأول بعد الاعتراف بوحدانية الله ورسالة رسول الإسلام، تُؤدى خمس مرات يومياً بعد أن كانت خمسين في جماعة من المسلمين في بيت من بيوت الله، فلا شك أن هذه الصلوات بهذه الكيفية وبهذا الاهتمام تحمل في مضمونها حكماً سامية وفوائد بالغة، وأسراراً مرعية تعود في فرد المصلي وعلى جماعة المصلين، كذلك نجتهد فنذكر بعضاً من هذه الحكم.