أكدت دار الإفتاء أن احترامُ خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ. ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين: عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه - سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا-، فالشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبو داود). وأوضحت دار الإفتاء أن منهجُ الإسلام في ذلك هو الستر والاستتار؛ كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم). انتهاك خصوصيَّة الآخرين مرفوض دينيّاً واجتماعيّاً. مشيرة علي صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي أن الشرع الشريف إِذْ حَثَّ على احترام خصوصيات الآخرين وعدم التَّدخُّل في شؤونهم؛ فإنَّه في نَفْس الوقت نَهَى عن إشاعة الفاحشة في المجتمع، وجَعَلها جريمة تستوجب العقاب فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19].
كما أن ملء الفراغ يساعد الإنسان على التخلص من عادة الفضول، إذ أن المشغول لا وقت عنده للحديث عن زيد أو عمرو، بخلاف الإنسان الفارغ. وتدريب النفس وترويضها على عدم التدخل في خصوصيات الآخرين وسيلة أخرى للتخلص من عادة الفضول والتطفل............................................... الهوامش: [1] قرب الإسناد: 67/ 214. [2] الأمالي للصدوق: 73/ 41. [3] جامع الأخبار: 337/ 947. [4] بحار الأنوار: 71/ 167/ 32. [5] تحف العقول: 218. [6] بحار الأنوار: 75/ 53/ 89. [7] قرب الإسناد: 67/ 214. [8] غرر الحكم: 3256. [9] نهج البلاغة: الحكمة 222. [10] غرر الحكم: 8633. احترام خصوصيات الاخرين في. [11] غرر الحكم: 8528. [12] غرر الحكم: 8765. [13] غرر الحكم: 4394. [14] تحف العقول: 218. [15] غرر الحكم: 8520. [16] مشكاة الأنوار: 551/ 1850.
"{ وَلاَ تَجَسَّسُواْ} بالبحث عن أسرار الآخرين الخفيّة، مما لا يريدون إطلاع الناس عليه من قضاياهم الذاتية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو العسكرية وغير ذلك، لأنّ الله أعطى الحياة الخاصة حرمةً شرعيةً، ولم يجز للغير اقتحامها، وجعل للإنسان الحقّ في منع غيره من الاعتداء أو التلصّص عليها بأيّة وسيلةٍ من وسائل المعرفة الظاهرة أو الخفية". احترام خصوصيات الاخرين مسار. [تفسير من وحي القرآن، ج 21، ص 153]. وفي موضعٍ آخر، يقول سماحته: "في الإسلام، حياة الإنسان الخاصّة هي ملك له، وأسراره وقضاياه الشخصيّة، هي حصنٌ داخليّ لا يجوز انتهاكه، ولا ينبغي لأحد أن يهتك هذا السّتر، فلا يجوز للإنسان أن يتجسّس حتى على أقرب النّاس إليه، وحيث إنّ الإسلام منع الاقتراب من الحصون الداخليّة للأشخاص، أراد للنّاس ـ في المقابل ـ أن يحملوا أمور بعضهم بعضاً على الأحسن، وألا ينقّبوا عن الأسرار والخفايا، وقد قال الرّسول الأكرم(ص): " إني لم أؤمر أن أنقّب عن قلوب النّاس ولا أشقّ بطونهم ". [موقف لسماحته، بتاريخ 18/10/2005]. [مصدر التحقيق الأصلي: جريدة الغد الأردنيّة، بتصرّف وتعليق من موقع بيّنات]
إخبار الأطفال ببعض المعلومات العاطفية غير الملائمة لهم. الحرية العقلية تُشير الحرية العقلية إلى الأفكار والفضول الخاص بالفرد، كما أنها تشمل احترام أفكار الآخرين، والتفكير بالوقت المناسب لإجراء حوار ما، ويتم تجاوز الحرية العقلية عند رفض أفكار الفرد، والتقليل من قيمتها، بالتالي يجب احترام آراء الآخرين والحوار والتفاهم بطريقة مناسبة، وذلك لا يعني قبول جميع الأفكار والآراء، لكن يجب تعلّم كيفية التمييز بين الحوار الجيد والسيء، فإذا طرح شخص ما رأيًا يحضّ على العنصرية والتمييز ضد اللون أو العرق عندها يجب وضع الحدود لأفكاره بطريقة مناسبة؛ وذلك لإظهار عدم التسامح مع هذا النوع من الآراء، أيضًا يمكن الابتعاد عنه وقطع العلاقة معه. [٥] الحرية المادية تُشير الحرية المادية إلى حرية التصرف بجميع الممتلكات مثل؛ المنزل، والسيارة، والملابس، والمجوهرات، والأثاث، والنقود، بالتالي يجب تحديد ما يود الفرد مشاركته من أشياء مادية، وتوقّع كيفية تعامل الأفراد المشاركين لها، بالإضافة إلى وضع القيود على طريقة التعامل مع تلك الممتلكات، وذلك عبْر توجيه بعض الجمل مثل: [٥] لا أستطيع إقراض سيارتي؛ لأنّني الشخص الوحيد المؤمن عليها.
المجتمعات ونزعة الفضول تتفاوت المجتمعات الإنسانية في وجود النزعة الفضولية عندها، ففي حين تكاد تختفي في المجتمعات المتقدمة والراقية حيث لا يُسأل المرء عن خصوصياته وحياته الخاصة، ولا يسعى أحد للتلصص والتطفل عليه؛ نجد أنه في بعض المجتمعات تكثر عندهم النزعة الفضولية، فيتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، ويبحثون عن خصوصيات الآخرين وأسرارهم الخاصة، ويسألون المرء عن كل شيء، وهذا أمر خاطئ. التخلص من عادة الفضول على الإنسان المبتلى بعادة الفضول والتطفل على شؤون الآخرين الخاصة السعي للتخلص من هذه العادة السيئة، روي عن أمير المؤمنين (عليهم السلام): «بِئسَ العادَةُ الفُضولُ»[13] ، فهي عادة سيئة كسائر العادات السيئة والضارة التي يجب التخلص منها. ويمكن التخلص منها بزيادة الاهتمام بالذات والانشغال بما يعني الإنسان ويهمه، فقد روي عن الإمام علي (عليهم السلام) قوله: «فاطلُبْ ما يَعنيكَ واترُكْ ما لا يَعنيكَ؛ فإنّ في تَركِ ما لا يَعنيكَ دَركَ ما يَعنيكَ»[14] ، وإلا فإن: «مَنِ اشتَغَلَ بما لا يَعنيهِ فاتَهُ ما يَعنيهِ»[15] ، كما ورد عن الإمام علي (عليهم السلام) أيضاً. دار الإفتاء: احترام خصوصياتِ الآخرين واجب شرعي وأخلاقي | النيل - قناة مصر الإخبارية. والاهتمام بالعلم والمعرفة أيضاً يشغل الإنسان عن الفضول، روي عن الإمام الصادق (عليهم السلام): «العالِمُ لا يَتَكلَّمُ بالفُضولِ»[16] ، لأنه رجل علم ومعرفة، وكلما زاد علم الإنسان ارتقى في اهتماماته، وكبرت أهدافه، وتوسعت رؤيته وآفاقه.