يا للسيد كرافن المسكين. سمعت ماري بكاءً في الليل، تتبعت مصدر الصوت وفتحت باب الغرفة التي ينبعث منها الصوت فوجدت ولدا في العاشرة من عمره، وبعد محاورته علمت أن اسمه كولن وأنه ابن عمها، ولكنه كان مريضا، يتحرك على مقعد ذي عجلات ويعتقد أنه سيصبح أحدبا وربما لن يعيش طويلا كما كان يعتقد طبيبه المعالج، فشكت ماري في أن الطبيب لا يعالج الصبي، أملا في التخلص منه وابيه لقرابة بينهما كي يرث عنهما مقاطعة «ميسلويت مانور». لكن هذا الشك كان في غير محله ولم تمضِ فترة طويلة حتى كانت ماري وكولن في غاية الانسجام بعد أن أخبرته بسر الحديقة السرية، واتفقا على أن تكون مارتا هي الوسيط لمواعيد مقابلاتهما في المستقبل. استطاعت ماري بالتعاون مع ديكون فك عزلة ابن عمها كولن، وادخاله سراً إلى الحديقة السرية. فرح كولن في ذلك اليوم الربيعي وهتف: أريد أن أنمو مع الحديقة. رواية الحديقة السرية (عربي – انجليزي). ولكن ذلك اليوم لم ينته حتى عثر عليهم البستاني بن وذيرستاف، دهش أول الأمر، وبعد أن عرف الحقيقة تعاطف كثيرا مع كولن لأنه لم يكن أحدب الظهر، حيث استطاع كولن وأمام الجميع أن يقف باستقامة على قدميه، ولم يبدُ أنه أحدب مما أفرح الجميع خاصة بعد أن التقط المجرفة وراح يعمل بها.
السيدة مدلوك: خادمة عمها السيد كرافن.
هذه الشخصيات بحدّ ذاتها كانت ألغازاً تحتاج إلى مفاتيح خفيّة لحلّها. المكان ومتعة الأبواب الملغزة المكان بدوره كان لغزاً اخر فالقصر كان بمائة باب، كلّ باب يخفي حدثاً وقصة اهتدت ماري إلى الوصول سرّاً لبعضها. وكذلك المستنقع بأزهار الجولق والوزال والخلنج والقبرات وطيور أبي الحِن والنحل، كانت أسراره بيد ديكون الذي قايضها بأسرار أخرى. رواية الحديقة السرّية عمل كلاسيكي متفرد في عمقه وغناه وشامل في معالجته النفسيّة، لغتة بسيطة منيعة، مفعم بالصور الرومانسيّة المرسومة بجهد وإتقان وشاعريّة أخّاذة ونسيج أنيق يجمع الرومانسية بالحدث التاريخي يغطي مساحة ملوّنة شاسعة، مفتوحة لخيول جامحة من القصّ والخيال. كلمات اغنية الحديقة السرية. أعمال مقتبسة من الرواية السينما صورت أول نسخة من الرواية في عام 1919، من قبل شركة فيموس بلايرز لاسكي كوربوريشن، وفي عام 1949 اقتبست الرواية مرة أخرى من قبل شركة إم جي إم، وفي عام 1993 أنتجت شركة أمريكان زوتروب فيلم مقتبس عن الرواية، وهو من إخراج المخرجة البولندية أنيسكا هولاند. التلفزيون عرضت شبكة بي بي سي التلفزيونية البريطانية في عام 1975 عدد من المسلسلات التلفزيونية المقتبسة عن الرواية، وفي عام 1987 صورت شركة هالمارك هال أوف فايم نسخة من الرواية، قامت فيها بدور (ماري) الممثلة جيني جيمس، أحيل دور ديكون إلى الممثل (باريت أوليفر)، وخلال عامي 1991-1992 أنتجت هيئة الإذاعة اليابانية رسوم أنمي مقتبسة من الرواية، وفي عام 1994 عرضت نسخة رسوم متحركة مأخوذة عن الرواية ضمن سلسلة (إي بي سي ويك إند سبيشال).
تتحوّل في الفصل الأخير من الرواية إلى مخلوقة تشبه الأمّ في جمالها تختلف عنها في أنانيتها، مخلوقة إيجابيّة متعاونة ومحبّة. العمّ السيّد كرافن صاحب المزرعة في الريف الإنكليزي حزين بسبب موت زوجته الفاتنة في حادثة، كثير الهروب من مزرعته بأسفار طويلة، يترك ولده الوحيد كولن فريسة للعزلة والمرض. كولن الطفل المريض المصاب بهستيريا الشكوى والصراخ المتواصلين. والذي يتحول بعد شفائه ووالده إلى شخصين إيجابيين بتأثير ماري وألآخرين. البستاني الحزين المصاب بالروماتيزم بِن. وهناك شخصيّات إيجابيّة مهمّة كشخصيّة ديكون الفقيرة الفتيّة، الذي يمضي جلّ يومه في الحقول والمستنقع الواسع وتعرفه كلّ حيوانات السهل وتأمنّه على مخابئها، وشقيقته مارتا وأمّه البارعة في إعداد الكعك، هؤلاء الذين يدخلون في حياة ماري وكولن ويقلبونها رأساً على عقب. كلمات انشودة الحديقة السرية. الحديقة السريّة هي حديقة السيدة صاحبة المزرعة وزوجة العمّ الراحلة المتروكة مهملة منذ وفاتها قبل عشر سنوات، المُضاعة المفتاح وقد اختفت بوابتها وسياجها خلف أغصان ملتفّة متشابكة، هي اللغز الأصعب في الرواية. حين اكتفشتها ماري صارت حديقتها وسرّها الكبير، الذي شاركها فيه مع التطور الدرامي للعمل ديكون ومارتا وكولن والبستاني وأخيراً العمّ.