وفي لفظ: الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ، وَالْأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ. رواه الترمذي وصححه الألباني. قال ابن قدامة في المغني: قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ الصَّوْمَ وَالْفِطْرَ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمُعْظَمِ النَّاسِ.. وقال: وَرُوِيَ عَنْهُ -الإمام أحمد- أَنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِلْإِمَامِ، فَإِنْ صَامَ صَامُوا، وَإِنْ أَفْطَرَ أَفْطَرُوا. اهـ. فالأصل والمشروع للمسلم أن يفطر ويصوم مع جماعة المسلمين أينما كان، لكن من تيقن ثبوت الشهر، أو عدم ثبوته، عليه أن يعمل بما تيقن؛ فيصوم أو يفطر سرا؛ فقد نص أهل العلم على أن من رأى هلال رمضان وحده، أو لم تقبل شهادته، لزمه الصوم وجوبا عند الجمهور؛ كما جاء في الموسوعة الفقهية. إليك فضل صيام ال6 البيض كما ورد في السنة النبوية - تريندات. وعلى ذلك؛ فإن على من تيقن عدم صحة رؤية شوال، أن يقضي اليوم الذي تأكد أنه من رمضان. وإذا صام ستا من شوال قبل قضاء ما عليه من رمضان، فقد حقق السنة، لكنه لم يحصل على الأجر المترتب على صيامها بعد إتمام رمضان -على قول بعض أهل العلم-؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال.. الحديث، ومن فاته شيء من رمضان، لم يكن ممن صام رمضان كاملاً، وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة -كما أشرنا- وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 56492 ، 41056.
من لطائف المعارف (ص246). ففي هذه المدرسة اليومية؛ لا بدَّ للمُسلم مِنْ تلّمس الهُدى من كتاب الله تعالى؛ بالتِّلاوة والفَهْم والتدبر؛ والتَّدارس والتَّعلم والتعليم؛ وحِفْظ ألفاظه وحُدوده وأحكامه. وهكذا كان السَّلف رحمهم الله، فقد كان الزُّهري إذا دخل رمضان قال: إنَّما هو تلاوةُ القرآن، وإطْعام الطعام. وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يتركُ الحديث، ويُقبل على المُصحف. 2- في مدرسة رمضان يتربَّى المُسلم: على الإخْلاص، ومراقبة الله في السِّر والعَلن، فهو يَمتنع عن شَهواته منْ طلوع الفَجر إلى غروب الشَّمس؛ طاعة لله تعالى وخَوفاً منه سبحانه، فلو شَاء لأكل وشرب حيثُ لا يَراه أحد منَ البشر، ثم يَخرج إليهم مُظهراً لهم أنه صائم، لكن تقوى الله، واستشعار مراقبته، منعاه من ذلك. من صام رمضان واتبعه ست من شوال. ولهذا في ورد الحديث القدسي: "والذي نفسُ محمدٍ بيده؛ لخُلُوف فمِ الصائم أطيبُ عند الله منْ ريح المِسْك، يترك طعامَه وشرابَه وشهوته مِنْ أجلي، الصيام لي وأنا أجْزي به، والحَسَنة بعشرة أمثالها". متفق عليه. 3- في مدرسة رمضان يتربَّى المسلم على الصَّبر: فالمسلم يتدرب في مدرسة رمضان على تقوية الإرادة؛ وقوة العزيمة؛ وشَحْذ الهمَّة، بالصَّبر والتصبر على الجوع والعطش، وعلى ترك المألوف والمُعتاد من الشهوات، وعلى القيام والسَّهر للصلاة، وتلاوة القرآن، بل والصَّبر على أذى الناس، بأنْ يدفع إساءتهم بالإحسان، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ".. وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّهَ أحدٌ، أو قاتَلَه؛ فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ".
والله أعلم. وأود أن أشير إلى تنبيه مهم يتعلق بقضية منهجية لاحظتها من خلال تعليقات بعض الإخوة والأخوات على أمثال هذه الإجابات من بعض طلاب العلم، فيقول: "لكن الشيخ فلان يقول كذا"، وهذا لا يناسب ولا يصلح، فمن كان مقلدًا لأهل العلم فلا يصح له الاعتراض، ومن كان طالبَ علم فليناقش الأدلة والتعليلات وليس الأشخاص، فكل عالم يُستدل لكلامه ولا يستدل بكلامه، وكلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم. والمقصود أنه ليس من أدب المتلقي الاعتراض في المسائل الاجتهادية، بل له أن يستفسر ويناقش، أما الاعتراض بأسماء الأعلام فليس بجيد. من صام رمضان واتبعه ستا. والله الموفق. ------- [1]- ينظر: حاشية ابن عابدين (2/125)، وبدائع الصنائع (2/78)، حاشية الدسوقي (1/517)، مغني المحتاج (1/447)،الإنصاف (3/343)، حاشية البجيرمي (2/ 406)، تحفة المحتاج في شرح المنهاج (3/ 456)، الفروع لابن مفلح (5/ 86). [2]- أخرجه ابن حبان في صحيحه ح (3634)، والنسائي في الكبرى ح (2876). [3]- أخرجه مسلم ح (2815). [4]- أخرجه أحمد ح (14341). [5]- أخرجه البخاري ح (1894)، ومسلم ح (2786).
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه كان يكبر: الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر ولله الحمد وأجلُّ، الله أكبر على ما هدانا. وذكره الإمام الشوكاني في تفسيره. – وأما زكاة الفطر فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير: على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمرَ بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة. ماذا بعد رمضان؟ هل سنستمر على الاستقامة؟. وروى أبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث؛ وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. – وأما صلاة العيد في الصحراء فقد روى البخاري عن أم عطية قالت: «أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور. وفي رواية: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها، وحتى تخرج الحيض فيكنَّ خلف الناس فيكبرنَ بتكبيرهم ويدعون بدعائهم؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته. وروى البخاري أيضًا عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إلى المصلى والعنزة (العنزة: أَطولُ من العَصا وأَقصرُ من الرمْح في أَسفلها زُجٌّ كُزجِّ الرُّمح يَتوكأَ عليها الشيخُ الكبير).
والبعض متفرقة. والجميع جائز ما عدا صيام يوم عيد الفطر فلا يجوز. والأفضل أن تكون متتابعةً في وسط الشهر حتى توافق الأيام البيض. فوائد صيام الستة ايام من شوال من فوائد صيام الست من شوال بعد رمضان: أن صيامها بعد رمضان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رضمان يعدل عشرة أشهر، وهذه الأيام تعدل شهرين. حديث من صام رمضان وأتبعه ست من شوال. أن صيام النفل يكمل به ما حدث في الفريضة من خلل، فالفرائض تكمل بالنواقص وتجبر. أن صيامها من علامات توفيق الله تعالى لعبده للطاعة والاستمرار عليها والثبات. أن صيامها شكر لله تعالى على إتمام صيام رمضان. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يداوم على طاعته في إخلاص ويقين، وأن يجعلنا من عتقائه من النار ببركة شهر رمضان الكريم. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في امان الله.