لعباد الرحمن صفات تجعلهم يرتقون فيكونون أفضل خلق الله بعد رسله، فهم متواضعون خائفون من عذاب الله، قوامون بالليل، لا يشركون بالله، ولا يقتلون النفس بغير حق، ولا يزنون، وقد وعد الله المؤمنين إذا اجتنبوا الكبائر بمغفرة الصغائر، ووعد الذين يفعلون الكبائر بمضاعفة العذاب والذل يوم القيامة. تفسير قوله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً... ) تفسير قوله تعالى: (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، فمن صفاتهم في العبادة: أنهم يكثرون عبادة ربهم سبحانه، فحياتهم كلها عبادة لله سبحانه، ليلهم عبادة، ونهارهم عبادة لله سبحانه، وكل أعمالهم يخلصونها لله سبحانه. ولذلك المؤمن في حياته، وفي نومه، وفي قيامه، وفي صلاته، وفي صيامه، وفي أعماله، وفي كل شيء قد يحوله إلى عبادة لله سبحانه وتعالى، ينام وينوي الاستراحة، وينوي أن يقوم فيصلي من الليل، ولعله يقوم، ولعله لا يقوم، ويؤجر على ذلك. فهم يخلصون أعمالهم لله سبحانه، ويجعلون من عبادتهم، ومن معاملاتهم، ومن عادتهم ما يوافق شرع الله سبحانه، فيكونون عابدين لله ليل نهار، إذا جاء الليل يبيتون النية أن يقضوا ليلهم لربهم سجداً وقياماً، فيراوحون بين القيام والركوع، والسجود والقعود، ويعبدون الله سبحانه وتعالى، وليس معناه: أنهم لا ينامون، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بالليل عليه الصلاة والسلام، ولكن يقسم ليله صلوات الله وسلامه عليه، ينام ثم يقوم فيصلي، ثم يرجع فينام، ثم يقوم فيصلي، وهكذا.
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) قوله تعالى: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. قوله تعالى: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما قال الزجاج: بات الرجل يبيت: إذا أدركه الليل ، نام أو لم ينم. قال زهير: فبتنا قياما عند رأس جوادنا يزاولنا عن نفسه ونزاوله وأنشدوا في صفة الأولياء: امنع جفونك أن تذوق مناما واذر الدموع على الخدود سجاما واعلم بأنك ميت ومحاسب يا من على سخط الجليل أقاما لله قوم أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجدا وقياما خمص البطون من التعفف ضمرا لا يعرفون سوى الحلال طعاما وقال ابن عباس: من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما. وقال الكلبي: من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعا بعد العشاء فقد بات ساجدا وقائما.
والذين يبيتون لربهم يصلون لله يراوحون بين سجود في صلاتهم وقيام. والله لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا سجدا وقياما يتلون. وقياما جمع قائم كما الصيام جمع صائم. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما جميل هو شعور السجدة الطويلة أن تشكو لله بكل شيء ثم ترفع رأسك فيرتاح قلبك والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما جميل هو شعور السجدة الطويلة أن تشكو لله بكل شيء ثم ترفع رأسك فيرتاح قلبك. 1429 likes 4 talking about this.