وقال الترمذي: حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان. ورواه الإمام أحمد ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن يزيد بن كيسان ، حدثني أبو حازم ، عن أبي هريرة ، فذكره بنحوه. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. وهكذا قال ابن عباس ، وابن عمر ، ومجاهد ، والشعبي ، وقتادة: إنها نزلت في أبي طالب حين عرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: " لا إله إلا الله " فأبى عليه ذلك ، وقال: أي ابن أخي ، ملة الأشياخ. وكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد قال: كان رسول قيصر جاء إلي قال: كتب معي قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا ، فأتيته فدفعت الكتاب ، فوضعه في حجره ، ثم قال: " ممن الرجل ؟ " قلت: من تنوخ. قال: " هل لك في دين أبيك إبراهيم الحنيفية ؟ " قلت: إني رسول قوم ، وعلى دينهم حتى أرجع إليهم. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر إلى أصحابه وقال: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
وكذا رواه أبو حذيفة ، وابن المبارك ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو داود الحفري ، عن سفيان وهو الثوري به. وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أحمد بن القاسم بن عطية ، حدثني أحمد بن عبد الرحمن يعني الدشتكي حدثني أبي ، عن أبيه ، حدثنا أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأمر بألا يتصدق إلا على أهل الإسلام ، حتى نزلت هذه الآية: ( ليس عليك هداهم) إلى آخرها ، فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 272. وسيأتي عند قوله تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) الآية [ الممتحنة: 8] حديث أسماء بنت الصديق في ذلك [ إن شاء الله تعالى]. وقوله: ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم) كقوله ( من عمل صالحا فلنفسه) [ فصلت: 46 ، الجاثية: 15] ونظائرها في القرآن كثيرة. وقوله: ( وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) قال الحسن البصري: نفقة المؤمن لنفسه ، ولا ينفق المؤمن إذا أنفق إلا ابتغاء وجه الله. وقال عطاء الخراساني: يعني إذا أعطيت لوجه الله ، فلا عليك ما كان عمله ، وهذا معنى حسن ، وحاصله أن المتصدق إذا تصدق ابتغاء وجه الله فقد وقع أجره على الله ، ولا عليه في نفس الأمر لمن أصاب: ألبر أو فاجر أو مستحق أو غيره ، هو مثاب على قصده ، ومستند هذا تمام الآية: ( وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) والحديث المخرج في الصحيحين ، من طريق أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة ، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية ، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق على زانية!
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) قال: قول محمد لأبي طالب: " قُلْ: كَلمةَ الإخْلاص أُجَادِلُ عَنْكَ بِها يَوْمَ القِيَامَةِ" قال محمد بن عمرو في حديثه: قال: يا ابن أخي ملة الأشياخ, أو سنة الأشياخ. وقال الحارث في حديثه: قال يا ابن أخي ملة الأشياخ. لكن الله يهدي من يشاء. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) قال: قال محمد لأبي طالب: " اشْهَدْ بكَلمَةِ الإخْلاصِ أُجَادلْ عَنْكَ بِها يَوْمَ القِيَامَةِ" قال: أي ابن أخي ملة الأشياخ, فأنـزل الله ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) قال: نـزلت هذه الآية في أبي طالب. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله: ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) ذُكر لنا أنها نـزلت في أبي طالب، قال الأصم (2) عند موته يقول لا إله إلا الله لكيما تحلّ له بها الشفاعة, فأبى عليه. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا جرير, عن عطاء, عن عامر: لما حضر أبا طالب الموت, قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: " يا عَمَّاهُ، قُلْ: لا إلَهَ إلا اللهُ أشْهَدُ لكَ بِها يَوْمَ القِيامَةِ" فقال له: يا ابن أخي, إنه لولا أن يكون عليك عار لم أبال أن أفعل، فقال له ذلك مرارا.
وقد زدت ما بين القوسين مما رواه القرطبي في تفسيره 3: 337 ، قال روي سعيد بن جبير مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب نزول هذه الآية: "أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة... " إلى آخر ما نقلت. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 56. فرجحت أن هذا الأثر الساقط من هذا الموضع ، فأثبته بنصه من القرطبي ، ولكن بقى صدر الكلام الآتي مبتورا ، فوضعت نقطا مكان هذا البتر. (21) الأثر: 6210 -ما قبل هذا الأثر بتر لا أستطيع أن أقدر مبلغه. وأخرج الأثر السيوطي في الدر المنثور 1: 357 -358.