لقد كانت مساومة ومطالب ثقيف تدل على عدم معرفتهم بالإسلام، ومع سفاهة تلك المطالب ومع ما فعلوه بالنبي صلى الله عليه وسلم قديماً إلا أنه لم يغضب عليهم وينتقم منهم، إنما أخذ يشرح لهم خطأ طلباتهم وحرمتها في الإسلام، بأسلوب فيه رحمة ورفق وحكمة، ولذا قال الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء:107)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أيها الناس! إنما أنا رحمة مهداة) رواه البيهقي وصححه الألباني. ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة، الذي لا يعرف انتقاماً لنفسه، ولا يحمل ضغينة لأحد، بل يحمل همَّ هداية الناس إلى الله وإن آذوه، فهذه ثقيف التي طالما آذته، وأرسل الله عز وجل له مَلَك الجبال ليأمره بإهلاكهم، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) رواه البخاري.
فمكث الوفد يختلفون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعوهم إلى الإسلام ، فأسلموا، فقال كنانة بن عبد ياليل: هل أنت مقاضينا حتى نرجع إلى قومنا؟ قال: نعم، إن أنتم أقررتم بالإسلام قاضيتكم، وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينكم، قالوا: أفرأيت الزنا، فإنا قوم نغترب (نذهب إلى بلاد بعيدة) لا بد لنا منه؟ قال: هو عليكم حرام، قالوا: فالربا؟ قال: لكم رءوس أموالكم، قالوا: فالخمر؟ قال: حرام، وتلا عليهم الآيات في تحريم هذه الأشياء. فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض، فقالوا: ويحكم، إنا نخاف إن خالفناه يوما كيوم مكة، انطلقوا بكاتبه على ما سألنا، فأتوه فقالوا: نعم، لك ما سألت، أَرَأَيْتَ الرَّبَّةَ (صنمهم) ماذا نصنع فيها؟ قال: اهدموها، قالوا: هيهات، لو تعلم الربة ماذا تصنع فيها أو أنك تريد هدمها قتلت أهلها، فقال عمر: ويحك يا ابن عبد ياليل ، ما أحمقك، إنما الربة حجر، قال: إنا لم نأتك يا ابن الخطاب ، وقالوا: يا رسول الله، تولَّ أنت هدمها، فأما نحن فإنا لن نهدمها أبدا، قال: فسأبعث إليكم من يهدمها، فكاتبوه وقالوا: يا رسول الله، أمِّر علينا رجلا يؤمنا، فأمَّر عليهم عثمان لما رأى من حرصه على الإسلام، وكان قد تعلم سورا من القرآن".
نظام دولي وأكّد "سعيد الشهراني" أنّ طريق تبوك - حقل من الطرق المهمة والحيوية بمنطقة تبوك، ويربط بين أجزاء المحافظات، لا سيما في ظل وجود أحد المنافذ المهمة بمحافظة "حقل" وهو منفذ "الدرة"، وكذلك الواجهة البحرية والمتنفس على البحر الذي يزداد روعةً وجمالاً، ولكن يغتال الطريق الفرحة، والذي حصد الكثير من الأرواح بسبب ضيق الطريق وكثرة المنعطفات الشديدة، وعدم وجود السياج المعدني لمنع الجمال السائبة التي تكثر هناك من عبور الطريق. وأضاف أنّ من أسباب كثرة الحوادث السرعة والتجاوز الخاطئ من البعض، خصوصاً الشباب وعدم إلمام البعض بأصول القيادة الآمنة؛ لذلك فالمشكلة مشتركة ما بين الطريق والسائق، مطالباً بأن تنفذ الشركات مشروع التوسعة بأسرع وقت، وإنجاز الطريق وفق النظام الدولي للطرق، وكذلك توفير نقاط مرورية أو دوريات لرصد المتهورين من السائقين لردعهم قدر الإمكان. الهلال الأحمر وأوضح "حسام الصالح" -المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بتبوك- أنّ الفرق الإسعافية للهلال الأحمر في تبوك وخلال الأشهر الثلاثة الماضية قد باشرت وتحديداً بمركز الزيتة (43) بلاغاً، أما مركز إسعاف حقل فقد باشر (86) بلاغاً لحوادث داخل المحافظة، أو على الطرق المؤدية إليها.
الثلاثاء 26 شعبان 1435 هـ - 24 يونيو 2014م - العدد 16801 غير «مزدوج» ومنعطفاته خطيرة وتقاطعاته عشوائية.. جريدة الرياض | متى ينتهي كابوس طريق تبوك - حقل؟!. ويفتقد للوحات التحذيرية يكثر قطع الطريق لعدم وجود جسور أو عبّارات يشهد طريق تبوك - حقل العديد من الحوادث المرورية المأساوية، حتى أصبح الأهالي يوصون بعضهم بعضاً بعدم السير فيه.. طريق تبوك - حقل من أقدم الطرق، حيث تجاوز عمره (50) عاماً، وعلى الرغم من ذلك، إلاّ أنّه طريق دولي يشهد كثافة مرورية للمسافرين باستمرار، خصوصاً في أوقات المواسم والإجازات، وهو من الطرق الحيوية التي تقع عليها العديد من المراكز، مثل: علقان، والزيتة، وبئر بن هرماس، والعيينة، بالإضافة للهجر التي يقطنها الكثير من السكان. وعلى الرغم من أنّ طريق تبوك - حقل يلقى اهتماماً ونصيباً من الميزانية السنوية للطرق، إلاّ أنّه بات كابوساً لكل مسافر يسلكه، فالحوادث اليومية والوفيات المتكررة أصابت أبناء المنطقة بحالة من الرعب والهلع، والسبب الرئيس لتلك الحوادث -كما يردد أبناء المنطقة- هو رداءته، وعدم ازدواجيته، والتأخير في أعمال التوسعة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -أمير منطقة تبوك- قد وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في مشكلات طريق تبوك - حقل، الذي شهد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعاً في نسبة الحوادث وحالات الوفيات، وذكرت المصادر أنّ أمير المنطقة يتابع الموضوع باستمرار مع جهات الاختصاص في وزارة النقل، من خلال مطالباته بسرعة إنجاز مشروع ازدواج الطريق، الذي من المتوقع أن يكون جاهزاً خلال عام إلى عام ونصف العام على أقصى تقدير، وسوف تضم هذه اللجنة ممثلين عن فرع الإدارة العامة للطرق وإمارة المنطقة والمرور.