وتابع في حديث لـ"العربي الجديد" أن "وحدات البشمركة نجحت في منع تمدد مسلحي الحزب لمناطق أخرى داخل الإقليم منذ بدء العملية، والمعلومات تشير إلى أنهم قد يعودون للانزواء مرة أخرى في سلسلة جبال قنديل". واعتبر الخبير الكردي أن الحكومة العراقية في بغداد وحكومة أربيل "يجب أن تفكر بطريقة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق وفرض القانون فيها، خاصة أننا نتحدث عما مجموعه عشرات الكيلو مترات". هاجس أمني بدوره قال ضابط في قوات اللواء 80 بالبشمركة لـ"العربي الجديد" إن "العبوات الناسفة والألغام التي يزرعها مسلحو حزب العمال باتت هاجساً أمنياً، وقد يكلف الخلاص منه سنوات طويلة". وأضاف الضابط في اتصال هاتفي بأن مسلحي الحزب "ما زالوا يحصلون على السلاح من مناطق داخل سورية، وهذا ما تتحمل مسؤوليته قوات قسد بالدرجة الأولى"، بحسب قوله. مرايا طويله ساكو السعودية. واعتبر الضابط الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن قواته "تؤدي دوراً مهمّاً لا يقل عن دورها السابق في حماية الإقليم من خطر تنظيم داعش". والأحد الماضي، أعلنت السلطات الأمنية في مدينة أربيل، عبر بيان رسمي لها، إحباط ما وصفته بـ"خطة خطيرة تستهدف أمن الإقليم عبر شن هجمات وتفجيرات بمناطق عدة". ووفقاً لبيان صدر عن وكالة مكافحة الإرهاب في الإقليم فإن "المخطط الذي يقف خلفه حزب العمال الكردستاني جرى إحباطه ومصادرة طن من مادة التي أن تي، وصواريخ مضادة للدبابات وعدد من محركات الطائرات المسيرة ومئات القطع من أسلحة الكلاشينكوف والقنابل المتفجرة".
واعتبر أن "دويلات في العراق هي الحاكمة، وليس دولة واحدة تمثل القانون، وهناك سلاح وجنود خارج الدولة، والأخيرة غير قادرة على السيطرة". وبشأن دعوة الكاظمي للمسيحيين العراقيين من أجل العودة إلى العراق، قال ساكو: "أنا أعرف المسيحيين الذي يعيشون في الخارج، إنهم يريدون الأمان والاستقرار والحياة الكريمة، حالهم كحال أي عراقي مغترب، وهذه المتطلبات غير متوفرة في العراق، بالتالي فإن المهاجرين لن يعودوا إلى بلادهم الأصلية". الطير الأبابيل - الصفحة 2980 من 4830 - عالم حر لا قيود فيه. وأشار بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم إلى أنه "من المفترض على الحكومة، حين تقوم بدعوة المسيحيين إلى العراق، أن تقوم بخلق بيئة آمنة لهم، وليس التحدث عبر الإعلام ومحاولة الكسب السياسي". وأضاف أن "المسيحيين لم يحصلوا على أي من متطلباتهم البسيطة، كما أن ممثلي المسيحيين من السياسيين لم يلتزموا بوعودهم من جهة، واتحدوا مع الأحزاب الكبيرة من جهة ثانية، إضافة إلى أن غالبيتهم غير منتخبين أصلاً من المسيحيين". وحول الجدل الدائر حالياً بشأن نتائج زيارة البابا فرنسيس إلى العراق في مثل هذه الأيام من العام الماضي، قال ساكو: "بابا الفاتيكان ليس مسؤولاً أو مالك مصارف أو جهة تنفيذية لإجراء تغييرات في العراق.
وحذّر ساكو من أن هذه المليشيات والعصابات "تمثل خطراً على المجتمع العراقي ككل، وعلى المسيحيين بصفتهم أقلية"، معتبراً أن "وجودها يجعل المواطن المسيحي يخشى العودة إلى منزله الذي تهجّر منه، فضلاً عن غياب المدارس والخدمات الصحية". وفي إشارة إلى جماعة "بابليون" المسلّحة، التي تنشط في مناطق سهل نينوى، قال ساكو: "هناك جهة مسلحة واحدة تدعي أنها مسيحية، لكنها في الحقيقة لا تمثل المسيحيين ومشاعرهم الإنسانية وتسامحهم، وهي تنتمي إلى هيئة الحشد الشعبي". وأشار إلى أن "هذه الهيئة من المفترض أن تكون شعبية وتمثل كل الشعب، لا أن تتجزأ على هويات فرعية ودينية ومذهبية وطائفية أو قومية". وقال إن هدفها "حماية البلاد من المخاطر الإرهابية، لكن للأسف، اختلطت الأوراق، وبات لدى بعض الجماعات المسلحة مصالح ومصانع وأموال لا تستطيع التخلي عنها". مرايا طويله. حكومة ضعيفة ودويلات حاكمة وأكد ساكو أن "هناك تراجعاً مستمراً في أعداد المسيحيين في بلاد الرافدين، وهو أمر مؤسف جداً لنا". ولفت إلى أن "حتى الذين عادوا إلى منازلهم، لم تتكفل الحكومة بهم، ولم تساعدهم، بل إن معظم المنازل التي رُمّمت خلال السنوات الماضية بعدما تضررت بسبب الحرب، كانت الكنيسة هي الجهة التي تقوم بأعمال الترميم".