ثم وضح في صورة حسية هذه الفقرة عندما قال: (حياض الموت)فقد شبه الموت بالحياض و جاء التشبيه البليغ في صورة المضاف و المضاف إليه. و كذلك فيها استعارة تصريحية لأنه شبه ساحة المعارك بحياض الموت و صرح المشبه به. كما يتضمن هذا المقطع أيضا صورة كلية فيها: أ-اللون: (سيف / يستضاء / لبوسهم / سرابيل / الجمال الزهر / السود / نحورهم). ب-الصوت: ( قال قائلهم / زولوا / اللقاء / الهيجا). ج-الحركة: (مسلول / زالوا / اللقاء / نسج / الهيجا / يمشون مشي الجمال / ضرب / عرد / نالت / يقع الطعن). أثر الإسلام في معاني القصيدة: يتضح أثر الإسلام في معاني القصيدة وفقد مثل ذلك بدروع داود عليه السلام (من نسج داود)الذي كان ماهرا في صنع الدروع. كما تأثر بالقرآن الكريم في وصفه لأصحاب الرسول (ص) بالقوة و إعداد العدة للأعداء مشيرا إلى قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)). خصائص أسلوب كعب بن زهير: بساطة التركيب والمعاني. قدرة الألفاظ على حسن الأداء. خبر إسلام الشاعر كعب بن زهير وقصيدته - إسلام ويب - مركز الفتوى. اختيار المعاني والصور الملائمة لموقف الاستعطاف، قلة المحسنات البديعية. قلة الصور وغلبة النزعة الواقعية عليها والتأثر بالظروف التي صاحبت التجربة الشعرية للشاعر.
إسلام كعب:- فكر كعب بن زهير أن يطلب حماية قبيلته أو أي قبيلة أخرى، ولكن القبائل أبت ذلك، وبخاصة وقد قويت شوكة الإسلام والمسلمين، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، وحانت اللحظة الفارقة في حياة كعب، فشرح الله صدره للإسلام، وقرر أن يذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليعتذر عما بدر منه، ويسلم وجهه لله رب العالمين. الحرم المكي الشريف في العام 1910 م – مكتبة الكونغرس. الشاعر كعب بن زهير وقصيدة البردة. مقابلة كعب بن زهير للرسول الكريم:- اختلف رواة الأخبار في مكان مقابلة كعب بن زهير للرسول أفي المسجد النبوي أم المكي، كما اختلفوا في الكلام الذي دار بينهما، فمنهم من قال إنه دخل عليه متلثمًا، وسأله هل لو أحضر له كعب تائبًا مستأمنًا، سيقبله ويأمنه، ومنهم من قال إنه لجأ لرجل من جهينة ليدخل معه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم قال إنه عرّف بنفسه أول ما دخل فتواثبته الأنصار يريدون قتله، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، نهاهم عن ذلك. ومهما يكن ما حدث، فالمهم أن كعباً قابل النبي، وعفا الرسول -صلى الله عليه- عنه، وأنه أنشد قصيدة بانت سعاد.
(5) وفي ( مجالس ثعلب) عن موسى بن عقبة ، أنه قال: أنشد كعب رسول الله (ص) في مسجده بالمدينة (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول) فلما بلغ: إن الرسول لسيفٌ يستضاء به*****مهنَّذ من سيوف الله مسلول في صحبةٍ من قريشٍ قال قائلهم ***ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كشف ***** لدى اللقاء ولا ميلٌ معازيل أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحلق أن يسمعوا شعر كعب بن زهير (6) ، وورد في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه بردته حين أنشده القصيدة ، وقد نظم ذلك الصرصرى في بعض مدائحه ، وهكذا ذكر ذلك الحافظ أبو الحسن بن الاثير في الغابة، قال: وهى البردة التى عند الخلفاء. (7) ، وأن البردة النبوية بيعت في أيام المنصور الخليفة العباسي بأربعين ألف درهم، وبقيت في خزائن بني العباس إلى أن وصل المغول.
(2) م. ن. (3) (تاريخ الأدب العربي): حنا فاخوري - المطبعة البولسية - بيروت. (4) (مجالس ثعلب): أبو العباس ثعلب النحوي الكوفي - - الوراق - الموسوعة الشاملة. (5) (البداية والنهاية): الامام الحافظ ابي الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي - تح علي شيري - الطبعة الاولى 1408 هـ 1988 م - دار احياء التراث العربي. (6) (مجالس ثعلب) م. س. شرح قصيدة البردة لكعب بن زهير - حياتكِ. (7) ( البداية والنهاية): ابن كثير - موقع اليعسوب - الموسوعة الشاملة. (8)(خزانة الأدب): عبد القادر البغدادي - - تح عبد السلام محمد هارون - مكتبة الخانجي بالقاهرة. (9) (ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم): حسن حسين - ط1 1400 هـ - دار الكتب القطرية - الدوحة. (10) (خزانة الأدب): - م. س. قصيدة (البردة) في مدح الرسول (ص)، نظرة تحليلية، حياته.