قلة البصيرة دائمًا ما يُعاني أصحاب الشخصية المعادية للمجتمع من قلة الحكمة والبصيرة وعدم القدرة على الحكم على الأشياء من حولهم بشكل صحيح وعدم القدرة أيضًا على الاستفادة من التجارب السابقة ، ولذلك فهم يتناولون جميع الأحداث والقضايا من حولهم بشكل غير منطقي على الإطلاق. لا يكترث بالعادات والتقاليد العادات والتقاليد السوية السليمة التي تضبط معايير المجتمع من أهم ما يجب المحافظة عليه دائمًا في أي مكان حتى لا تضيع هويته ، وهذا ما يحرص عليه كل شخص محافظ سوي ، أما الأشخاص أصحاب الشخصية المعادية للمجتمع ؛ فهو ينبذون مجتمعهم بكل ما فيه ولا يتقبلون أي عادات وتقاليد مجتمعية حتى وإن كانوا على يقين بأنها صحيحة ؛ ويرى الكثير من الباحثين أن الإصابة بـِ الشخصية المعادية للمجتمع ؛ هو أحد أهم أسباب الانحراف الفكري والسلوكي والانسياق وراء دعوات الإرهاب والتدمير الضالة. أبعد ما يكون عن تعاليم الدين على الرغم أن صاحب الشخصية المعادية للمجتمع قد يكون منتميًا إلى أحد الأديان السماوية التي تدعو إلى الخير والسلام والفضيلة ؛ ولكنه في حقيقة الأمر يكون منتميًا انتماءًا ظاهريًا فقط لهذا الدين ؛ إذ أنه لا يكترث بتعاليم الدين ولا بأحكامه ولا ما نهى عنه من إيذاء الاخرين دون وجه حق.
وتشير التقديرات إلى ان نحو 3% من الرجال عامة يصابون بهذا الإضطراب، مقابل 1% من النساء. مع التقدم في السن، وخاصة في العقد الرابع من العمر، تخفّ حدة الاضطراب. والمعبر الأبرز عن ذلك يتمثل، أولا وقبل أي شيء آخر، بالسلوك الجنائي الذي يتراجع كثيرا، بل قد يختفي نهائيا، لكن من الممكن أن يطرأ انخفاض أيضا في مجالات أخرى من السلوكيات المعادية للمجتمع. وقد بينت الدراسات الوبائية (Epidemiological studies) أن إحتمال إصابة الأقارب البيولوجيين للمصابين بهذا الاضطراب أكبر من إحتمال الإصابة لدى عامة السكان. من الواضح مما ذكر أعلاه أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يشكل تحديا اجتماعيا كبيرا يتمثل في طريقة التعامل مع هذا المرض وفي توفير العلاج المناسب للمصابين به. فإن الطرق العلاجية المعتمدة اليوم لم تثبت حتى الآن فاعليتها ونجاعتها، مما يشيع تشاؤما كبيرا في نفوس المهنيين العاملين في هذا المجال. وتكمن المشكلة الرئيسية في انعدام الدافع (الحافز) للخضوع إلى علاج معين والمواظبة عليه. اضطراب الشخصيَّة المعادية للمجتمع: أعراض، وأسباب، وعلاج - مجلة «مش لوحدك» النفسية. هذه الحقيقة، إلى جانب عدم قدرة المرضى المصابين بهذا المرض، على تحمل الإحباط، ولو بدرجة بسيطة جدا، وعدم قدرتهم على توقع عواقب أفعالهم، تؤدي إلى فشل العلاج بأساليب وطرق العلاج النفسي المتعارف عليها حتى الآن.
وأخيرًا فإن هناك ارتباطًا بين إصابات الدماغ الرضية والسلوكيات المعادية للمجتمع، وخاصة عند حدوث أذيات بالقشرة الأمامية الجبهية. كيف يشخص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟ تعود بدايات هذا الاضطراب، عادة، إلى سن الطفولة، أو إلى المراحل المبكرة من سن المراهقة، ويستمر حتى سن البلوغ، ويشخص اضطراب الشخصية فقط من سن 18 عامًا وما فوق، وفق ما يلي: أ) هناك أنماط منتشرة للاستخفاف بحقوق الآخرين وانتهاكها تظهر منذ سن 15 عامًا، ويُستدل عليها بثلاثة أو أكثر مما يلي: · الفشل في الامتثال للمعايير الاجتماعية مع احترام السلوكيات القانونية، ويتبين ذلك بارتكاب المريض لكثير من الأعمال التي تؤدي لاعتقاله عدة مرات. · الخداع، ويتبين ذلك من خلال الكذب مرارًا، واستخدام الأسماء المستعارة، أو بخداع الآخرين من أجل الربح أو المتعة الشخصية. · الاندفاعية أو الفشل في التخطيط للمستقبل. · الانفعالية والعدوانية، التي تظهر من خلال المشاجرات أو الاعتداءات الجسدية المتكررة. هذا ما يجب ان تعرفوه عن الشخصية المعادية للمجتمع! | Aljazayr.com. · الاستخفاف بسلامة نفسه أو سلامة الآخرين. · عدم تحمل المسؤولية باستمرار، ويتبين ذلك من خلال الفشل المتكرر في الحفاظ على سلوكيات العمل أو الوفاء بالالتزامات المادية.
د. يوسف العجلوني
وعليه، يضطر المجتمع إلى التعامل مع هذا الاضطراب بواسطة أجهزة فرض القوانين وتطبيقها (الشرطة والمحاكم أساسا) في غياب العلاج الفعال، وخاصة من خلال الإدانات الجنائية، الإبعاد أو السجن.
يمكنهم التصرف بصورة اندفاعية دون التخطيط المسبق لخطواتهم وما يمكن أن تؤول إليه من نتائج. ولا تهدف أفعالهم وممارساتهم سوى إلى الإشباع الفوري لاحتياجاتهم، دون التفكير مسبقا ودون أي اعتبار لعواقب أفعالهم، سواء عليهم شخصيا أو على الآخرين. المزايا السلوكية المميزة لهذا الاضطراب تتعلق بالتغيرات المتلاحقة والمفاجئة في أماكن العمل، أماكن السكن أو في مجال العلاقات الشخصية. يتميز هذا النوع من اضطراب الشخصية بعدم الاكتراث لحقوق الآخرين وانتهاكها، سوية مع عدم التأقلم مع المعايير والأعراف الاجتماعية السائدة والمقبولة. وتعود بدايات هذا الاضطراب، عادة، إلى سن الطفولة، أو إلى المراحل المبكرة من سن المراهقة، ويستمر حتى سن البلوغ، بل وبعده. ثمة طرق يمكن من خلالها تشخيص اضطراب الشخصية، فقط من سن 18 عاما وما فوق، بينما يتم تعريف الاضطرابات التي تظهر قبل تلك السن بأنها اضطرابات سلوكية لدى المراهقين. يميل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب، عادة، إلى التصرف بعصبية وعدوانية، وغالبا ما يتورطون في صراعات أو شجارات. وهم يتصرفون بعنف ليس مع الغرباء فقط، بل مع أزواجهم أو أطفالهم أيضا. ذلك إن استخدامهم للقوة لا يكون في إطار الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الآخرين.