سورةُ الرحمن سورةُ الرّحمن هي سورةٌ مكية،عدد آياتها 78 آيةً، وعدد كلماتها 352 كلمةً، ويبلغُ عدد حروفها 1585 حرفًا، يقع ترتيبها بين سور القرآن الكريم الخامسة والخمسين، في الجزء السابع والعشرين، والحزب الرابع والخمسين، جاء نزولها على الرّسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول سورة الرّعد مباشرةً، وقد اتخذت اسمها من أوّل آياتها التي ذكرت اسم الجلالة (الرحمن)، إذ تميزت هذه السورة عن بقية سور القرآن الكريم بذكر اسم من أسماء الله في بدايتها وهو الرحمن الذي يعدّ اسمًا من أسماء الله الحسنى وصفة من صفات الله عز وجل، وهي صفة لا يتصف بها أهل قريش، فقلوبهم قاسية. وتتسم سورة الرحمن بأنها ذاتَ نسقٍ خاصٍّ؛ فهي إعلام عن آلاء الله الباهرة في جميل صنعه، وفيض نعمائه، وإبداع خلقه، وفي تدبيره للوجود وما فيه [١] ، وتمتازُ سورة الرحمن بقصر آياتها وتناغم نهاياتها، وقد عالجت القضايا المتعلقة بأصول العقيدة، وأظهرت نعم الله -عز وجل- على الإنسان وأكدت عليها، وذلك عن طريق تكرار آية { فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} [٢]. [٣] فوائد قراءة سورة الرحمن على الماء في القرآن هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين بصورة عامة، قال عز وجل: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [٤] ، وقال تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [٥].
وضّحت السّورة قدرة الله تعالى في تسيير الشّمس والقمر عبر نظام كوني دقيق غير عشوائي. ذكرت السّورة قدرة الله عز وجل في تعاقب الليل والنهار، وتعاقب فصول السنة واختلاف الطّقس في كل منها. قراءة سورة الرحمن - ووردز. عالجت السورة قضيّة الحساب يوم القيامة، فكلُّ مخلوق يحاسب حسب عمله سواء كان من الإنس أو الجن، فقد وصفت الآيات حال المؤمنين الصالحين في الجنة بإسهاب وتفصيل، كذلك تحدثت الآيات عن حال الأشقياء في النار وفي هذا ترهيب للكفار ولذلك تنوعت هذه السورة في آياتها بين الترغيب والترهيب. ناقشت السورة أحداثَ يوم القيامة وأهوالها.
هو شفاء لأمراض القلوب والأبدان، وقد قال الشوكاني رحمه الله: "اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين: الأول أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه، والقول الثاني: أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر، قال عز وجل: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}، ويشمل الشفاء هنا أمراض القلوب وأمراض الأبدان"، وقد جاءت الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات فضائل زائدة لبعض سور القرآن الكريم، وتأثيرها في حدوث الشفاء من الأمراض، مثل سورة الفاتحة التي تعدّ أعظم سور القرآن الكريم، وسورة الإخلاص التي تعادل ثلث القرآن الكريم، وسورة الفلق وسورة الناس. ولا يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن لسورة الرحمن فضلًا ليس لغيرها في علاج الأمراض، وما ينتشر في هذا السياق في بعض المواقع أقرب إلى البدعة والكذب، وذلك لأن مثل هذا التحديد الدقيق كتحديد سورة محددة، وقراءتها لعدد محدد من المرات، ولفترة محددة، ولأمراض معينة لا يمكن علمه إلا من جهة الوحي؛ لذلك فإن تخصيص آيات معينة لعلاج بعض الأمراض بلا دليل شرعي لا يجوز، فإن في القرآن كله شفاءً، وهو خير للمؤمنين.
بين عز وجل حال المؤمنين، فذكر أنهم نوعان؛ أحدهما أرفع درجة من الآخر؛ فأولهما: له جنتان في الدرجات العليا من الجنة، وثانيهما: له جنتان أدنى من السابقتين، ووصف هذه الجنان وصفاً دقيقًا، إذ بيّن ما فيهن من جلائل النعم التي يتنعم بها الصنفين. بينت السورة أن كل من على الأرض فانٍ، وأنه عز وجل وحده الباقي الدائم ذا الجلال والإكرام. بينت السورة أنه تعالى سيقصد مجازاة خلقه يوم القيامة، وليس له شاغل يشغله عن ذلك، وهناك ينادي المنادي: ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض) [١٢] هربًا من الحساب والعقاب ( فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) [١٣] ولا سلطان لهم، فالمُلك والحكم يوم القيامة لله الواحد القهار. ناقشت مسائل أصول العقيدة والإيمان بالله عزّ وجل. تطرقت السورة إلى التأكيد على عظيم نعم الله سبحانه وتعالى الظاهرة والباطنة التي لا يمكن للإنسان أن يحصيها؛ وذلك لكثرتها، إذ إنها لا تعد ولا تحصى، كما أكدت على قدرته عز وجل في الخلق. تكرر فيها الإعلام عن نعم الله الظاهرة، إذ تكررت فيها آية: ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) [١٤] إحدى وثلاثين مرةً. تميّزت بأسلوب الخطاب والتّحدي للإنس والجن على حدٍّ سواء.
بتصرّف. ↑ سورة الرحمن، آية: 13. ↑ "سورة الرحمن" ، albayanalqurany ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ سورة الاسراء، آية: 82. ↑ سورة فصلت، آية: 44. ↑ "هل ثبت أن الاستماع إلى " سورة الرحمن " يعالج الكثير من الأمراض ؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 7301، خلاصة حكم المحدث: ضعيف. ↑ "هل ورد الاستشفاء بسورة الرحمن من الأمراض الحسية والمعنوية" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف. ↑ "التداوي بالماء المقروء عليه وكيفيته" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-4. بتصرّف. ↑ "مقاصد سورة الرحمن" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية: 103. ↑ سورة الرحمن، آية: 33. ↑ سورة الفرقان، آية: 60. ↑ سورة الرحمن، آية: 1. ↑ سورة الرحمن، آية: 2. ↑ سورة الرحمن، آية: 46. ↑ "مقاصد سورة الرحمن" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف.