أخذت رشفةً سريعةً من الماء البارد ورغيفاً بحجم الإصبع، التهمته ويدي على فمي، وخرجت مسرعاً إلى الشارع، لأناشد الملائكة أن الجوع قد نال مني، وأن قطعة الخبز صغيرة، صغيرة بحق ويجب ألا تُسجَّل، وأن الماء هو من وقع على فمي دونما إرادة. خاوياً انتهى بي اليوم، مثل قطعة ملابس مكور إلى الداخل، وجافٌ مثل نبتة ميتة، ويابسٌ مثل ورقة سقطت في الخريف الماضي. هكذا يُعذّب جدي في مكان ما، مثلما يحصل الآن للأبقار والخراف تعال اسمع الحكاية... فتعال أيها الشقي لقد فعلت الكثير. لقد كبرت وستؤدبك الحكايات، وستمنحك الحكمة والثبات، وستلوي عنقك قصص أجدادنا الموتى وخرافتهم. ستصرعك وتكسر أنفك لحظة واحدة من عذاب نالها ميتٌ ما. تعال أيها الجسور، يا من تعبر أسوار المدرسة من دون إذن المعلمة. تعال اسمع الحكاية التالية: "مات أحدهم، وبعد فترة وجيزة، جاء ملكٌ عملاق ضربه بسوط فارتفع جسده بفعل الضربة إلى السّماء، وعاد الجسد إلى الأرض مكسّراً كما لو أنه طين يابس. مواقيت الصلاة في رحيمة. لقد تفطر الجسد، ثم التألم من تلقاء نفسه. أخرج الملك سوطاً من يده الأخرى، فضرب الجثة ثانيةً، فصعدت إلى السّماء ثانيةً لكنها لم تعد. لقد غادرت إلى عالم لا نعرف عنه الكثير".
هذا هو، وهذه صورته الأرضية. هذا ملاك يعذّب. هكذا يُعذّب جدي في مكان ما، مثلما يحصل الآن للأبقار والخراف. جدي شجاع لكنه مقيّد بسلاسل الذنوب، ومقيّد بحبال المعاصي. بينما يضرب الجزّار عنق الخراف، ينزل الدم حاراً والجسد يلفظ أنفاسه خاوياً. هذا هو الملاك الجميل الذي يقيم العدل، ويأخذ الثأر من جدي. ثأر الذين أساء إليهم الجدّ ذات يوم. مخاطباً نفسي: ما زلت صبياً، افعل ما تشاء، ثم صلِّ بعد ذلك، وسوف يسجل أحدهم حسنةً فتتكور تلك الحسنة وتتحول إلى كرة من نار، وتحرق سيئةً فعلتها في ما مضى، أي بمعنى ثمّة هامشٌ للخطأ. وأخيراً وجدتها أيها المرح الصغير، دعك من الألم، وأزح جانباً سجلّ السيئات. تعال وافعل صواباً، لتتعادل كفّتا الميزان. صلِّ أيها الصغير، واختنق في صلاتك بالدمع توسّلاً، فما هي إلا أيام وسيأتيك فصل الجوع. في الفجر، هبّ الجميع في مشهد غريب إلى المائدة. ليس وقت الطعام يا أمي، ليس وقت العشاء يا أبي. اذن الفجر الباحه اليوم. بادرت عمتي على الفور هل تصوم؟ نعم قلت من دون تردد، فبدأ فصلٌ جديد من الحياة. عرفت أننا في رمضان الذي يُمنع في نهاره تماماً الأكل والشرب. خضعت لذلك كي أدفعه ثمناً للأخطاء والمشاكسات التي سبق وفعلتها، فالحسنات تُذهب السيئات، لكن في الظهيرة القاسية تلك نال الجوع مني، ونال العطش من براءتي، ولا أحد يفتح الثلاجة، ولا أحد في المطبخ، ولا أحد في الباحة.
ساعات طويلة تقضيها الحاجة «مديحة»، جالسة على الأرض في الأسواق، لتستطيع توفير نفقات أسرتها، وثمن علاج زوجها: «بقعد في الشمس والشتاء ساعات طويلة، علشان أقدر أصرف على كوم العيال اللي في رقبتي، في رقبتي 17 نفر بصرف عليهم ولادي وأحفادي، ومصاريف علاج جوزي كمان، فحاسة زي ما يكون ساقية دايرة طول اليوم بدون راحة». اذن الفجر الباحه تسجيل. لا تتمنى السيدة الخمسينية سوى معاش يساعدها على إعالة أسرتها: «نفسي في معاش، أهي أي حاجة تساعد، الحياة صعبة، واللف في الأسواق مش بيجيب كتير، الحمدلله مستورة لكن نفسي ارتاح من الشقا». شبكة سبق هو مصدر إخباري يحتوى على مجموعة كبيرة من مصادر الأخبار المختلفة وتخلي شبكة سبق مسئوليتها الكاملة عن محتوى خبر منوعات - «مديحة» تعول 17 فردًا من «فرشة ليمون»: «جوزي تعبان ونفسي في معاش» - شبكة سبق أو الصور وإنما تقع المسئولية على الناشر الأصلي للخبر وهو هن كما يتحمل الناشر الأصلي حقوق النشر ووحقوق الملكية الفكرية للخبر. وننوه أنه تم نقل هذا الخبر بشكل إلكتروني وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة أو تكذيبة يرجي الرجوع إلى مصدر الخبر الأصلى في البداية ومراسلتنا لحذف الخبر
حـان الآن مـوعد ألاذآن الذكر بعد الأذان اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ