(3) تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله، وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق. قال الإمام النووي رحمه الله: صلاة رجب، وهي(صلاة الرغائب)، وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان. (4) الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل. قال الشقيري: وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين. رب اجعل هذا البلد آمنا png. أهـ(السنن والمبدعات 146) وذلك لقوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}(البقرة:185)، وقال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(القدر:1) وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان. عباد الله: احرصوا أن تعبدوا الله تعالى بما شرع لكم في كتابه أو جاء مبيناً في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الخلفاء الراشدون المهديون من بعده، وإياكم والبدع فإنَّ البدع ضلالات وطامات ولا يستفيد العبد من عملها إلاَّ البعد من الله تبارك وتعالى، فتفقهوا في دينكم، واجتهدوا في تعلم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ففي ذلك الخير لكم في الدنيا والآخرة.
ووجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى العمل بسنته، والتمسك بها، وعدم التفريط فيها، والابتعاد عن الإحداث في الدين، قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)(رواه الترمذي). عباد الله: ونحن نعيش الآن في شهر شعبان هذا الشهر الذي كان يهتم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم في شعبان، قال صلى الله عليه وسلم: (ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)(رواه النسائي وحسنه الألباني في سنن النسائي). وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها. وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا. قالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شfعبان، وكان يصوم شعبان كله)(رواه البخاري). وعنها رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم)(رواه مسلم). وتخصيصه صلى الله عليه وسلم الصيام في مثل هذا الشهر لما ورد عنه أنه قال: (إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى)(رواه النسائي، وحسنه الألباني في سنن النسائي).