^ تفسير ابن كثير، سورة غافر الآية 65 نسخة محفوظة 13 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
وذكر البيهقي العبارة الأولى للخطّابي، ثم قال: فالحياةُ له صفةٌ قائمةٌ بذاته. وقال ابن كثير:"الحي القيوم": أيّ الحي في نفسه؛ الذي لا يموت أبداً، القيم لغيره. ويأتي كلام السعدي وابن القيم عن هذا الاسم في معنى اسمه"القيوم". معنى الله لا اله الا هو الحي القيوم. من آثار الإيمان باسم الله "الحي": 1- إن الله تبارك وتعالى حيٌّ بحياة هي له صفة، حيٌّ أبداً لا يموت؛ والجنّ والإنس يموتون، بل كلُّ ما على الأرض، كما قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن: 26 – 27). فهذا الاسم فيه إثباتُ صفة "الحياة" لله تعالى، وهي مِنَ الصِّفات الذاتية، فحياتُه سبحانه أكمل حياة وأتمها، ويستلزم ثبوت كلّ كمال؛ يُضَادُّ نفيه كمال الحياة. وقد فرَّ الزمخشري المعتزلي من إثبات هذه الصفة؛ ففسرها بلازمها، فقال في كشافه:"الحيّ" الباقي الذي لا سبيل عليه للفناء، وهو على اصْطِلاح المتكلمين الذي يَصحّ أنْ يَعْلم ويَقْدر. 2- وحياته جلّ وعلا مُنزهةٌ عنْ مُشابهة حَياة الخلق، فلا يجري عليها الموتُ أو الفناء، ولا تعتريها السِّنَة ولا النوم، والسِّنة هي: النُّعاس الذي يكون في العين ويَسْبق النوم، وكلاهما يُنافي كمال القدرة والحياة، لأنَّ النوم قاهرٌ للحَيّ منَّا؛ معطلٌ لحواسّه وقُدرته وعِلمه، ولا يصح أنْ يُوصفَ الله بذلك.