عمر المصلحي بدوي وأفتخر… ياشربل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، هذا المثل العربي ينطبق على الوزير اللبناني الذي لا تنطبق عليه معايير اختيار وزير خارجية يمثل بلاده ، ويجيد فن وحنكة العلاقات الدولية ، ويدرك أهمية تلك العلاقات في استقرار ورقي تلك الدول ونمو اقتصادها، وتطور بنيتها التحتية. فياليته سكت ؛ لأنه جاهل لا يدرك ولايعي مايقول، إنما يرمي الكلام جزافاً ، ويعض اليد التي أحسنت إليه وإلى شعبه ، ودولته، ياليته رجع بالذاكرة إلى الوراء قليلاً ليذكر موقف السعودية قيادة وشعباً في حادثة الانفجار ، حيث كانت السعودية العظمى أول من وقف مع لبنان وشعب لبنان دون منة. وكلمة بدوي التي رددها شربل وهبي ، لا يعرف معناها ؛ فأقول: له بدوي تعني الأصالة، بدوي تعني المروءة، والكرم والشجاعة ، بدوي تعني الحكمة والحنكة، بدوي تعني مراعاة حق العروبة والجوار، بدوي تعني الاستقرار والأمن والأمان. أنا البدوي وأفتخر. هذا البدوي أرضه أرض النبوة ومنبع الرسالات، هذا البدوي أيها الشربل هو من كان له له الشرف بوجوده في أرض الحرمين الشريفين، هذا البدوي يا وهبي هو من دعا له إبراهيم -عليه السلام -بأن يجعله الله بلداً آمناً ، ويررزق أهله من الثمرات التي تجبى لها من كل مكان ، وجعله الله مهوى قلوب المسلمين وقبلتهم.
تركي آل الشيخ أعرب رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ عن فخره بعروبته وبدويته، مبديًا اعتزازه بالثقافة البدوية في المملكة العربية السعودية. وقال تركي آل الشيخ عبر تويتر أولًا أفتخر أني بدوي وأفتخر أني راعي غنم.. على فكرة وظيفة أكثر من ٢٥ رسولا ومنهم حبيبي رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم … وأفتخر أني من أرض الأبطال والصحابة.. أقدر أقوله الله يعين الشعب اللبناني الشقيق فمنهم أشخاص نحبهم وطيبون ومبدعون وشرفاء وكرام، (وذلك في إشارة إلى السمو عن التصريحات غير المسؤولة بحق المملكة). إلى ذلك بادرت وزارة الخارجية السعودية أمس الثلاثاء (18 مايو 2021)باستدعاء السفير اللبناني لدى المملكة للإعراب عن رفضها واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة. وقامت وزارة الخارجية بتسليم السفير اللبناني مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص، على خلفية التصريحات المسيئة الصادرة عن الوزير في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، التي أدلى بها خلال مقابلة تليفزيونية، وتطاول فيها على المملكة وشعبها. وأعربت وزارة الخارجية عن تنديدها واستنكاره الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، لا سيما أن التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا ينسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
ومن خلال هذين التعريفين قد أزعم أننا أمام مجتمع "بدوي" وآخر "مديني" يتقاطعان في عدد كبير من الضوابط والمواقف والسلوكات وإن كانا يشتركان في المجال والتاريخ، فإذا كانت عقلية إنسان الحواضرتتسم بسموّ المصلحة الشخصية في كلّ المواقف، وتغليب المقاربة الفردانية "individualiste" على كلّ الاختيارات، فإن نمط الحياة المجتمعية البدوية لايزال يحتفظ بالحياة التقليدية التي تتأسس على البساطة وعدم التعقيد، حياة تقدّر العلاقات وتحترم النظم الاجتماعية والأدوار ويسود فيها الضمير الجمعي، صمّام أمان القيم والسلوك المدني والمسؤولية المشتركة. وهنا أجد نفسي أمام خيارين اثنين، خيار عقلية "البداوة" بما تكفله من التفكير الجماعي والتدبير التشاركي والغنى القيمي وكل مظاهر المروءة، ثم خيار عقلية "التمدن" حتى لا نقول الحضارة وما يرافقها من إعدام للقيم والمبادئ والفطرة السليمة في المواقف والأحكام وكل أشكال التلوّن والتطبّع. ولا أعتقد أن الاختيار بين العقليتين يحتاج إلى طول تفكير، فبداوتي أفضل بكثير من "حضارة" مفترى عليها، وسأقول أنني البدوي وأفتخر. لايسعني إلا أن أشكر أمي التي علمتني أن أكون عفويا بسيطا ولو أني اكتفشت أن العفوية والبساطة أقرب إلى الكراهة من الاستحباب في مجتمع المظاهر والخلفيات، أشكرها لأنها ربّتني على استحضار الآخر في كل حساباتي ولو أني وجدت نفسي مع قوم "متوحشين" – بمنطق ابن خلدون- لا يقيمون وزنا لأحد ولا يهتمون إلا بذواتهم، أشكرها لأنها أكسبتني الحس النقدي ولو أنه أصبح عملة غير معمول بها في زمن "الصمت حكمة"، وأشكرها أخيرا لأنها علمتني الأمانة والمروءة، ولو أن خيانة الذات في تربيتها وثقافتها وفطرتها السليمة أضحت "مفتاح السلم".