وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن. متفق عليه. فإنه وإن كان بعض أهل العلم نص على أن هاتين الزوجتين من نساء الدنيا، إلا أن الصواب أنهما من الحور العين، وهذا نص رواية عند البخاري ، ولفظها: لكل امرئ زوجتان من الحور العين. وهذا ما استظهره ابن القيم في حادي الأرواح، واستدل بهذه الرواية وعزاه للإمام أحمد. من كان له اختان فاحسن صحبتهما صحة الحديث – موسوعة المنهاج. وقد نقل القاري في مرقاة المفاتيح، و المباركفوري في تحفة الأحوذي: عن الطيبي قوله: الظاهر أن التثنية للتكرير لا للتحديد، كقوله تعالى: ثم ارجع البصر كرتين ـ لأنه قد جاء أن للواحد من أهل الجنة العدد الكثير من الحور العين. هـ. والله أعلم.
من كان له اختان فاحسن صحبتهما صحة الحديث – موسوعة المنهاج
رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه ابن حبان. فلا يبعد أن ترى كل زوجة من نساء الدنيا أنها الأفضل والأحظى عند زوجها في الجنة، كما أن أصحاب الكراسي لا يرون أن أصحاب المنابر في سوق الجنة أفضل منهم مجلسا. ثم ننبه على أن هذا الأمر لا محيد عنه، لأننا نقطع أن من الرجال من يتزوج في الدنيا بأكثر من امرأة، وهو وجميع نسائه من أهل الجنة، فكيف سيكون حال هؤلاء النسوة في الجنة؟ ويكفي أن نتذكر حال أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن جميعا ـ وهن من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وجواب ذلك هو ما تقدم من أنه لا يبعد أن ترى كل واحدة أنها الأحظى عند زوجها، لأن الجنة ليس فيها كدر، كما يفهم من قوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تحبرون* يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. { الزخرف: 71ـ70}. على أننا قد قدمنا أن طبيعة المرأة في الجنة غير طبيعتها في الدنيا، فالزوجات فيها خيرات حسان، لا اختلاف ولا تباغض بينهن، قلوبهن على قلب واحد. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 12994 ، ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 10579.
تاريخ النشر: الثلاثاء 22 رمضان 1431 هـ - 31-8-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 139447
28573
0
348
السؤال
أولا: نشكركم على مجهودكم وردودكم على تساؤلاتنا.