آخر تحديث مارس 10, 2022 قصة أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل قصة أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل … يسعد أسرة قسم "قصص الأنبياء"، أن يقدمها لكل متابعيه، فهي قصة رائعة لأحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعّاً، وهي قصة الصحابي أبو ذر الغفاري، والذي كان معروفًا بالعديد من الخصال الحميدة، لعل أهمها العلم الغزير والمعرفة والزهد. وقد كان أبو ذر رضي الله عنه، من أوائل الذين دخلوا الإسلام، ولم يخاف من قريش عندما أعلن إسلامه في مكة، وكان هذا قبل هجرة النبي صلوات الله عليه وسلامه إلى المدينة. فتابعوا معنا هذا الموضوع المتميز، والذي سوف نستعرض فيه مجموعة من المعلومات الهامة عنه، كما سوف نعرض القصة الكاملة لوفاته رضي الله عنه وأرضاه. قصة أبو ذر الغفاري بالتفصيل:- إن حياة الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم جميعًا، من الصعب أن تختصرها سطور قليلة كتبها أحد، أو دونتها كتب التاريخ. فحياة هؤلاء الكرام من الصعب وصفها بكلمات، وقد حاولت أسرة موقع "قصصي". بقدر المستطاع جمع أفضل المعلومات من المصادر الموثوق بها، حتى تصل سيرة الصحابة الأبرار، لكل من لا يعرفها. وقد انقسمت حياة الصحابي العظيم أبو ذر الغفاري إلى عدة مراحل هامة، وهي كالأتي:- أبو ذر الغفاري قبل أن يدخل في الإسلام:- كان رضي الله عنه وأرضاه قبل أن يدخل الإسلام، يعيش في عشيرته غفار، والتي اشتهرت.
نضرب دائما المثل بسيدنا أبى ذر الغفارى فى صدقه، وفى قوله الحق مهما كانت الظروف، ومهما تغيرت الأحوال، فهو صحابى جليل كانت لديه كلمة حق قالها، وموقف تبناه ودفع ثمنه للنهاية. ومما يذكر فى سيرة سيدنا أبى ذر الغفارى أن رجلًا ملثمًا استئذن فى الدخول، وكان أبو ذر الغفارى يصلى، فلما سلم كشف الرجل عن وجهه وقال: يا أبا ذر: بعث إليك أمير الشام بثلاثمائة دينار استعن بها على قضاء حاجتك، فصمت أبو ذر قليلا كى يعرف أين يوجه كلماته وقال مخاطبًا الرجل: أما وجد أمير الشام عبداً لله أهون عليه منى.. أن تعرف أين تقف وفى أى جانب تنتمى فهذا هو المهم فى حياتك، وعندما لا تسقط صريع الجاه والسلطان فقد امتلكت قلبك، وعندما تملك قلبك يكتمل إيمانك. لقد اتسعت الدولة الإسلامية وتحولت إلى إمبراطورية ممتدة الأطراف يحكمها رجل تخجل منه الملائكة، لكن البشر لا يخجلون، خاصة لو كانوا ذوى قربى يرون أن الدولة قد دانت لهم وأتت أكلها، وحان قطف ثمرتها، وأمير المؤمنين ابن عمهم رجل يملأ القرآن قلبه ويعمره لكن السياسة لم تفسد روحه ولم تلوثه فلم يدرك ما يضمره الأقرباء، وهم على قدم إسلامهم حديثو عهد بالدين وأقرب للعصبية ولم يستقر الإسلام فى قلوبهم بعد، يتربصون كى يحولوها إلى ملك عضود، حتى لو كان الضحية رجل فى ورع وتقوى وإيمان الخليفة الطيب "عثمان بن عفان".
[٢] [٣] صدق اللهجة وقد شهد له بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (ما أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ ولا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ من أبي ذَرٍّ)، [٤] وذلك دلالة على صدقه وتعاهده على قول الحق مهما كان -رضي الله عنه-. حرصه على الجهاد خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فأبطأ به بعيره فتأخر ينتظر البعير حتى يستريح؛ فلما رأى أنه تأخر عن الركب حمل متاعه، وجعل يسير حتى أدرك الصحابة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ) ، [٥] وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر -رضي الله عنه-. [٦] الزهد والتقشف عاش أبو ذر زاهدًا، بعيدًا عن التوسع في المباحات، وكان يعترض على مظاهر الترف التي يراها على الولاة أو الأغنياء، ويقرِّع عمال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ويتلو عليهم الآية: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. [٧] [٨] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان صادعًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم؛ ولما رأى الناس تتنافس في الضياع والقصور والثروات، أدرك الخطر القادم؛ بأن تفتح عليهم الدنيا فيتنافسوا فيها، وكان في دمشق يلقي على الناس كلماته ناصحًا لهم أن يخرجوا كل ما بأيديهم، وألا يدخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه.
قلت: صنعت أني أسلمت وصدقت، فما لبث أن شرح الله صدره، وقال: ما لي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت أيضًا، ثم أتيا أمهما فأسلمت هي الأخرى. ومنذ ذلك اليوم انطلقت الأسرة المسلمة تدعو غفار حتى أسلم خلق كثير، فأقيمت الصلاة فيهم، وقال فريق منهم نبقى على ديننا حتى إذا قدم النبي أسلمنا، فلما قدم النبي عليه الصلاة والسلام أسلموا، فقال عليه الصلاة والسلام: "وغفار غفر الله لها، و"أسلم" سالمها الله". أقام أبو ذر في باديته حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم إلى المدينة وانقطع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستأذنه أن يقوم على خدمته، فأذن له ونعم بصحبته وسعد بخدمته. ولما لحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى لم يطق أبو ذر صبرًا على الإقامة في المدينة؛ فرحل إلى بادية الشام، وأقام فيها مدة خلافة الصديق والفاروق رضي الله عنهما وعنه. الفقراء أولى وفي خلاقة عثمان رأى من إقبال الناس على الدنيا وانغماسهم في الترف ما أذهله ودفعه لاستنكار ذلك، وكانت له دعوة يحث بها الأغنياء على مواساة الفقراء والجيران والتنازل لهم عما زاد عن الحاجة حتى ولع الفقراء بمثل هذا وأوجبوه على الأغنياء، حتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس.
وعن أبي ذَرّ قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة، قال: فجئت حتى جلست فلم أتقارّ أن قمت فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: "هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس". عن أبي ذَرّ قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذَرّ إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.