قال ابن عساكر: " احذروا الوقوع في العلماء؛ فإن لحومهم مسمومة، وعادة الله فيمن اغتابهم معلومة، فمن وقع فيهم بالسب والثلب عاقبه الله قبل موته بموت القلب ". عباد الله: كيف تطيب الحياة، والسفهاء يلغون في أعراض أهل العلم بعواطف كاذبة خاطئة، فالعلماء هم أعلام يهتدى بهم، أئمة يقتدى بهم، وأقطاب تدور عليهم معارف الأمة، وأنوار تتجلى بهم غياهب الظلمة، فإن في وجوههم حفظًا للأمة في دينها، وصونًا لعزها، فهم السياج المتين يحول بين الدين وأعدائه والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه فهو من ورثة الأنبياء. أيها المؤمنون: وليس معنى ذلك أنهم معصومون من الخطأ، ولكن يجب الصفح عنهم والكف عن أعراضهم، والتماس العذر لهم، وحمل كلامهم على أحسن محامله، وهم مع ذلك يجتهدون، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم. من افتى بغير على موقع. اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، اللهم قنا شر الفتن...
وقال ابن سيرين: " قال حذيفة -رضي الله عنه-: إنما يفتي أحد ثلاثة: رجل يعلم بناسخ القرآن ومنسوخه، وأمير لا يجد بدًّا، وأحمق متكلف "، قال ابن سيرين: " فلست بواحد من هذين، ولا أحب أن أكون الثالث ". أيها المسلمون: إذا علم هذا فما بال شباب المسلمين وعوامهم يخوضون بالفتوى في النوازل والفتن؟! إنا لله وإنا إليه راجعون. عقوبة من يفتي الناس بغير علم | الموقع الرسمي لمعالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير - حفظه الله تعالى -. اللهم اعصمنا عن الزلل المشين، ووفقنا للصواب في القول والعلم، ولا تجعلنا من المتكلفين. الخطبة الثانية: أيها الناس: اتقوا ربكم واستمسكوا بهدي نبيكم، واتبعوا سبيل سلفكم الصالح علّكم أن تكونوا من المفلحين. معاشر المؤمنين: يقول الحق سبحانه: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]، ويقول: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء: 36]. أيها الناس: إذا كانت الوقيعة في أعراض عوام الناس مذمومة ومن كبائر الذنوب، فما بالك بغيبة من كان واسطة بين الله وخلقه ومن استشهدهم الله في كتابه على وحدانيته، إنها لجريمة عظيمة تفتك بالمجتمع. وإن مما يجني سفهاء العقول من حوادث الفتن إساءة الظن بالعلماء، والوقوع في أعراضهم، وإن تلك الظاهرة مما يفضي إلى حصول الفتنة والفرقة، والتنازع، وابتعاد الناس عن شرع الله.
المذكور: الواجب على العلماء والدعاة الرجوع إلى المجامع الفقهية الرسمية أو لجان الفتوى فهي المسؤولة عن تحمّل وزر الفتوى الخاطئة الشراح: لا بد من تنظيم الفتوى لتخرج الأمة من البلبلة والعبث والفوضى عندما تصدر الفتوى من أنصاف المتعلمين السويلم: كان الصحابة والتابعون يتجنبون مناصب القضاء والإفتاء خوفاً من الجنوح في الإفتاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار». هل اصبح الافتاء مهنة من لا مهنة له؟ وهل كل من حفظ من القرآن الكريم بعض آياته وقرأ في السنة يعطي لنفسه حق التصدي للافتاء؟ استطلعنا آراء العلماء حول انتشار مثل هذه الظاهرة والشروط الواجب توافرها فيمن يتصدى للافتاء، وهل يجوز فتح باب الاجتهاد على مصراعيه دون شروط او ضوابط؟ وهل هناك علاقة بين تعدد جهات الفتوى وعدم اتفاقها في كثير من الأمور وبين الازمة الفكرية التي تعيشها الامة الاسلامية الآن؟ نكمل اليوم آراء الفقهاء في هذه القضية على النحو الآتي: يؤكد رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الاسلامية د. خالد المذكور ان الافتاء ليس مهمة سهلة، وان أهل العلم العارفين بخطورته يفرون منه وان كانوا من اعلامه تورعا وخوفا من سوء العاقبة، اما من لا يعرفون خطورته فيلقون بأنفسهم عن سبق عمد وترصد في احضان جهنم وساءت مصيرا، فالفتوى لها اربعة اركان: المفتي، والمستفتي، والمسألة المستفتى عنها، والفتوى، ولكل ركن من هذه اركانه وشروطه التي لا ينفك عنها.
فرتب سبحانه المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهي الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريمًا منه وهو الإثم والبغي بغير الحق، ثم ثلّث بما هو أعظم تحريمًا منها وهو الشرك به سبحانه، ثم ربّع بما هو أشد تحريمًا من ذلك كله وهو القول على الله بلا علم. وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه، ولهذا وجب على العبد أن لا يطلق لسانه بالتحريم أو التحليل إلا بما علم أن الله سبحانه أحله أو حرمه. قال بعض السلف:" ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا، وحرم كذا، فيقول الله له: كذبت، لم أحلّ كذا ولم أحرّم كذا ". قال الإمام مالك -رحمه الله-: " لم يكن الأمر فيما مضى عند سلفنا، ولا أدركت أحدًا اقتُدِي به يقول في شيء: هذا حلال وهذا حرام، وما كانوا يجترئون على ذلك، وإنما يقولون: نكره كذا، ونرى هذا حسنًا ". أيها المؤمنون: إن كثيرًا من العامة يفتي بعضهم بعضًا بما لا يعلمون، فتجدهم يقولون: هذا حلال وهذا حرام أو واجب أو غير واجب، وهم لا يعلمون عن ذلك، أو لا يعلم أولئك أن فعلهم هذا جناية وسوء أدب مع الله تعالى، فكيف يعلم العبد أن الأمر والحكم لله!! خطر الفتوى بغير علم والوقوع في العلماء - ملتقى الخطباء. ثم يتقدم بين يدي الله بما لا علم له به، فيقول في دين الله بلا علم.
تأثير سيئ ويضيف الداعية يوسف السويلم بقوله: اما من يفتون بغير علم فليخش هؤلاء عذاب الدنيا والآخرة وليتذكروا قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فحري بالانسان ان يبتعد عن الفتوى فيما ليس له به علم، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون من بعدهم يخشون الله حق الخشية خوفا من الجنوح في الافتاء فكانوا احيانا يتجنبون مناصب القضاء والافتاء خوفا من الله جل وعلا، الا اننا اليوم نرى الكثير من غير المتخصصين في الفتيا يدلون بدلوهم في الافتاء بغير علم او حسب الاهواء فيؤثرون في العامة من الناس تأثيرا سيئا مما يجعلهم يتبوأون مقعدهم من النار. من افتى بغير علمی. قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عنه أبوذر الغفاري: «من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار» وقال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». حكم الفتوى دون علم قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ـ النحل: 143 قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكـم أم على الله تفترون). وقال: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم) ـ النحل: 116.