الحملة العسكرية تزامنت مع نشر مؤشر أسعار المستهلك، والذي يظهر ارتفاعا بالأسعار في السوق بكافة المجالات والسلع (الجزيرة) أضرار وأسعار وإلى جانب الأضرار والخسائر بالممتلكات، تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض من طراز القبة الحديدية ما يصل إلى أكثر من 150 ألف دولار، حيث بلغ استعمال الصواريخ الاعتراضية خلال 48 ساعة أكثر من 50 مليون دولار، بينما تقدر تكلفة غارة واحدة فقط لسلاح الجو الإسرائيلي بعشرات الآلاف من الدولارات، وقد تم بالفعل تنفيذ مئات الغارات. وتقدر المحاسبة العامة لوزارة المالية شيرا غرينبرغ أنه -من حيث الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي- لن يتم الشعور بعملية عسكرية تستغرق بضعة أيام، ولكن إذا دخلت إسرائيل في حملة عسكرية ومواجهة شاملة تصل إلى شهر، فإن الخسائر ستكون مضاعفة في كافة المجالات وقد تصل المبالغ إلى عدة مليارات من الدولارات. وأوضحت أن الاقتصاد الإسرائيلي ورغم الأزمات أظهر مرونة استثنائية وتعافيا سريعا من جولات القتال السابقة والصدمات الأخرى، قائلة إن "الاقتصاد الإسرائيلي يتمتع بخصائص اقتصادية أساسية قوية تسمح بالمرونة المالية والقدرة على التعامل مع سيناريوهات صعبة وسريعة لأي سيناريو حسب الحاجة، لكن حملة عسكرية طويلة الأمد ستمس بالاقتصاد وسوق العمل".
وحيث أن التاريخ وحوادث التاريخ حمالة أوجه، فلا يجوز الحكم عليها بمقياس الحاضر دون مراعاة الزمان والمكان والبيئة والظروف، في تلك المرحلة.. خاصة مع اختلاف مقاييس الأمس باليوم، تبعاً لتطور العلوم وتطور العقل البشري، ودون الأخذ بالاعتبار سيادة نمط عقل العشيرة والقبيلة والعصبة والعصبيات سابقاً، وامتداد بعضها – جزئياً – في أوطاننا إلى اليوم.
ذلك ما يجري التخطيط له من قبل الصهيونية وحلفاؤها من المسيحية الصهيونية. وللحديث بقية...
د_زكريا ملاحفجي ثمة علاقة مضطربة في الواقع السوري بين الدين والسياسة في هذا الاتساع، فمنذ استلام حافظ الأسد الأب الحكم بانقلاب ابتلعت السياسة فيه الدين، وأصبحت المؤسسة الدينية والعلماء ومفتي الجمهورية يتم توجيههم من خلال السياسة وتعمل تلك المؤسسات على تبرير وشرعنة كل الأفعال السياسية القمعية وحتى الإجرامية فحتى العَلمانية التي يدّعيها النظام السوري والتي تفصل الدين عن السياسية ليست موجودة في سورية، بل السياسة تسخّر الدين لخدمة مآربها، ومن يعصي الأوامر يكون جزاؤه التنكيل. وبعد انتفاضة الشعب السوري في ثورة الحرية والكرامة أواسط آذار / مارس 2011م بحراك ديمقراطي حضاري، لم يعجب النظام بل أزعجه وسعى لشيطنته وسعت الجماعات الدينية لابتلاع السياسة، فبقيت العلاقة كفصلي الصيف والشتاء في الشدة والتناقض في العلاقة، وغاب الاعتدال الربيعي في العلاقة، وبنفس الوقت بقيت السياسة لدى النظام تبتلع الدين، وخارج سيطرة النظام بقيت آراء حادة بين الفصل بين الدين والسياسة وابتلاع السياسة وبقي الاعتدال الربيعي هو الصوت البسيط بين الأصوات. وهنا لابد أن نؤكد أنه ليس هناك في التعاليم الإسلامية دولة دينية وإنما كان هذا سمة الفرس وبعض الهنود والفراعنة وإيران اليوم، وليس هناك نموذج حكم محدد، بل هناك قيم تحض عليها التعاليم الإسلامية.
الاتكاء على الماضي وخلق صراعات واصطفافات بين البشر بين مؤيد ومتحمس ومعارض ورافض لهذه الشخصية التاريخية أو الواقعة التي مضى زمانها وأوانها، لا يقدم اليوم ولا يؤخر شيئاً.. ولابد من التركيز على أخطاء الحاضر، ومن يقف بمواجهة نهوضنا وتقدمنا من مشايخ اليوم، ورجال سلطة، وعصابات مافيوية، في الاقتصاد والسياسة والفكر أيضاً، هو الذي يجعلنا نقف على أول الطريق لتقدمنا. والإسلامويون اليوم الذين يستنسخون من عمق الماضي قيماً وقصصاً دينية منحرفة خدمة لمصالحهم وتسويقاً لسيطرتهم وتحكمهم بمجتمعاتهم لا يختلفون كثيراً عمن ينسخ الماضي نسخاً انتقائياً – ممن يطلقون على أنفسهم متنورون – لتشويهه أو خلخلة عقائد الٱخرين الدينية أو غير الدينية.. هم يمارسون بشكل موازي ذات طريقة المتعصبين والمتطرفين والسلفيين، استتباعاً لما مارس ولا زال يمارس الكثير من المستشرقين وظيفة تشويه الدين والتاريخ. ولكن التاريخ يؤكد أيضاً أن الدين أو الأديان بصفة عامة كثيراً ما كانت حافز تصدي في مواجهة الغزو والاحتلال.. وكانت حافز نهوض ونهضة.. فلم يمنع الدين من نهوض ماليزيا مثلاً.. المدن - «لست عليهم بمسيطر»:عن علاقة الدين بالثقافة والسياسة. ولم يتوقف الماليزيون عند سيرة الخلفاء والقادة الإسلاميين، وفيما إذا تزوجوا أربعة أو عشرة، أو إذا كان لهم خلان أو خليلات.. الخ.