اسم الله الرقيب - YouTube
- قال القرطبي في "الأسنى شرح الأسماء الحسنى": "(رقيب) بمعنى: رَاقِب، فهو من صفات ذاته، راجعة إلى العلم والسمع والبصر، فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه الـمُدرِكِ لكل حركة وكلام، فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، تحت رِقبته الكليات والجزئيات وجميع الخفيات في الأرضين والسماوات، ولا خفيَّ عنده، بل جميع الموجودات كلها على نمطٍ واحدٍ، في أنها تحت رِقبته التي هي من صفته". مَنْ عَلِم أن الله عز وجل عليه رقيب، ومشاهِد له في كل حركةِ من حركاته، وأن من أسمائه سبحانه (الرقيب)، حصلت له المراقبة، فمن أعظم حظوظ وأحوال المؤمن من اسم الله (الرقيب) مراقبة الله تعالى في سره وعلانيته. ص105 - كتاب موسوعة شرح أسماء الله الحسنى - الرقيب جل جلاله - المكتبة الشاملة. قال البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" في حظ العبد من اسم الله (الرقيب): "أن يراقب أحوال نفسه، ويأخذ حذره من أن ينتهز الشيطان منه فرصة، فيهلكه علي غفلة فيلاحظ مكامنه ومنافذه، ويسد عليه طرقة ومجاريه". وفي "شرح البخاري للسفيري ": "وكان الفضيل رحمه الله تعالى يقول: يا مسكين تغلق بابك وترخي سترك وتستحي من الناس ولا تستحي من الملكين الذين معك، ولا تستحي من القرآن الذي في صدرك، ولا تستحي من الجليل سبحانه وتعالى وهو لا يخفي عليه خافية".
وقال الهروي في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": "(الرقيب): أي: الحفيظ الذي يراقب الأشياء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، هو الذي يعلم أحوال العباد وأفعالهم، ويحصي عدد أنفاسهم، ويعلم آجالهم، فمرجعه إلى صفة الذات، وقد قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}(النساء:1)، { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}(الأحزاب: 52)". معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الرقيب). وقال ابن عثيمين: "(الرقيب) معناه المراقب الذي يراقبك". بعض المعاني من اسم الله (الرقيب): - من معاني اسم الله عز وجل (الرقيب): أنه سبحانه يرقب كل شيء ويحفظه، ويعلم كل شي ظاهره وباطنه، ولا يخفى عليه من العبد سرُّه ولا علانيتُه، فلا يعزب عنه منها دقيق ولا جليل، قال الله تعالى: { وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}(يونس: 61). قال ابن كثير: "يخبر تعالى نبيه صلوات الله عليه وسلامه أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته، وجميع الخلائق في كل ساعة وآنٍ ولحظة، وأنه لا يعزب عن علمه وبصره مثقال ذرة في حقارتها وصغرها في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين".
معنى اسم الله (الرقيب) في حقه سُبْحَانَهُ: قال الطبري -رحمه الله- عند قوله سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: ١]: «حفيظًا محصيًا عليكم أعمالكم متفقِّدًا رعايتكم حرمة أرحامكم وصلَتكم إياها وقطْعَكُموها وتضييعَكُم حرمتها» (١). قال الحليمي -رحمه الله-: «الرقيب الذي لا يَغفل عن ما خلق فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل» (٢). قال القرطبي -رحمه الله-: «فهو سُبْحَانَهُ الرقيب المُرَاعي أحوال المرقوب، الحافظ له جملة وتفصيلًا، المحصي لجميع أحواله، وذلك راجع إلى العلم والمشاهدة، وهو الإدراك والإحصاء وهو عَدُّ ما يَدِقُّ ويَجِلُّ من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، وسائر أحواله وتصرفاته، ومراعاة وجوده وعدمه، وحياته وموته» (٣). قال الزجاج -رحمه الله-: «الرقيب هو الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه، يقال: رقبت الشيء أرقبه رقبة، وقال الله تَعَالَى ذكره: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨] » (٤). اسم الله (الرقيب) جل وعلا - عبد الرحمن سعيد القحطاني. قال السعدي -رحمه الله-: « (الرقيب) المطلع على ما أَكَنَّتْه الصدور، القائم (١) تفسير الطبري (٦/ ٣٥٠). (٢) المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٢٠٦). (٣) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥).
والله أعلم
احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ. تَعَرَّفْ إِلَى الله فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ" رواه أحمد، وهو في صحيح الجامع. وثلاثة من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أحرزوا هذه المرتبة الجليلة، واستحقوا هذه المنقبة العظيمة، بسبب استحضارهم لصفة المراقبة، وهم: الذي دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال: إني أخاف الله، والذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، والذي ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. لم يراقب اللهَ من اؤتمن على وظيفة، فجعلها مطية لقضاء مصالحه الخاصة. ولم يراقب اللهَ من عَينت له الدولة أو الشركة أجرة مقابل عمله، ثم هو يتطلع إلى إتاوات المرتادين، ويطمع في أعطيات الزائرين. لم يراقب اللهَ من تعاقد مع الدولة أو الشركة على عدد من الساعات، ثم هو يتكاسل في أدائها، ويدعي كذبا إنجازها. لم يراقب الله من اؤتمن على مصلحة أيتام، ثم أكل أموالهم أو تصرف فيها بمصلحته لا بمصلحتهم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ الله رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلاَّ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ" البخاري. إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً وَلَا أَنَّ مَا تُخْفِيهِ عَنهُ يَغِيبُ