لقد خلقنا الانسان في كبد يقول الله تعالى في سورة البلد، " لقد خلقنا الانسان في كبد "، والكبد هو كل ألوان المعاناة والتعب في الحياة التي يعيشها الإنسان، فالحياة الدنيا هي اختبار يؤهلنا للآخرة. تفسير ابن عباس لقوله تعالى "لقد خلقنا الانسان في كبد" يقول ابن عباس عن الكبد: "في شدة حمله وولادته ورضاعه ونبت أسنانه"، ويقول الحسن البصري، "يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة". خلق الانسان في كبد. ويفسر ابن عباس أن الله قد خلق الإنسان لكي يعاني ويكابد أمر الدنيا والآخرة، وذلك منذ نشأته وهو طفل صغير، وحتى يموت، ويذكر أحد المفسرين أن معاناة الإنسان أمر الدنيا يبدأ مع أول نفس من هواء الأكسجين إلى رئتيه. بداية الوجود في الدنيا يقول المفسرين أن معاناة الإنسان تبدأ مع الضيق الذي يشعر به الجنين داخل رحم الأم، حين يعاني من ظلمات ثلاث، حتى يحين وقت ولادته وخروجه إلى الدنيا، لتبدأ المعاناة التي يشعر بها الطفل بعد ولادته. يوضح موقع مختلفون من خلال آراء الفقهاء، أن الطفل يبدأ المعاناة والألم مع الشعور بأول ذرات من هواء الدنيا تدخل إلى جوفه، وهذا ما يجعله يصرخ بشدة مع وصوله إلى الدنيا، وتكون هذه هي بداية المشقة والكبد في رحلة الحياة.
قال تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)} سورة النساء. إن ضعف الإنسان هو أصل كيانه الجسدي والنفسي، بل إن ضعفه أَعظم من ذلك: فَهو ضعيف البنية، وهو ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر، إن الطبيعة البشرية المجبولة على الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت، فهي في حقيقتها ومآلها ضعيفة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها. المراد بضعْف الإنسان: أنه ضعيف في أصل خلقه، وأنه خُلق من ماءٍ مهين.
إقرأ أيضا: محبة النبي صلى الله عليه وسلم المال والبنون زينة الحياة الدنيا الأرواح جنود مجندة الرجال قوامون على النساء أسرار ترتيب سور القرآن الكريم الصراط المستقيم.. نحو فهم أعمق لغائية الإسلام دعاء القنوت في صلاة الوتر
أي خلقنا الإنسان في دنيا مليئة بالكرب والابتلاءات، وفي حقيقة الأمر فان الابتلاء في حد ذاته خير من الله. فإن الإنسان يبتلي تطهيراً لذنوبه في الدنيا تحديدا. بدلاً من أن يلاقي الله بها في الآخرة ويعذب بها، ويلقى بها في نار جهنم. لقد خلقنا الإنسان في كبد | فنجان. أو في بعض الأحيان يجعل الله للعبد مكانة ً في الجنة، ولكن لا يصل العبد بعمله لها. فعندها يبتليه الله، ويرزقه الصبر الجميل؛ حتى يبلغ ما كتبه الله له من مكانةً في الجنة. بصبره على الابتلاء واحتسابه لوجه الله سبحانه. يقول الله في هذا الشأن: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). قد يهمك: خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي في نهاية مقالنا الذي تناولنا فيه شرح آية (ولقد خلقنا الانسان في كبد) للشعراوي، وكذلك تناولنا لما حفت الجنة بالمكاره، وأيضاً سيدنا محمد الأسوة الحسنة لنا في تكبد المشاق والعناء، وكذلك تناولنا إجابة سؤال نحن عباد الله فلما يبتلينا. نرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتعم الفائدة.
كثيرة هي مشاكلنا التي تعتبر في أغلبها يوميات نمر بها، نعبر عنها بالنكد، ولكن حينما نصغي لأنفسنا نجدها مسؤوليات لا بد أن نخلص في التعامل معها فنستمتع بها، فتلك المرأة التي تشكو من طفلها لأنه كثير المشاكسة، وتعتبره نقطة فشل في حياتها الزوجية لأنه أرهقها، وتتمنى أنها لم تنجبه، هذه لديها مشكلة في التعامل مع الموارد الطبيعية التي أعطانا الله، فالإنسان الذي لا يخطط لما سيقوم به ويقتحم الحياة الزوجية والتربوية بعشوائية ويتخبط على حسب أهوائه دون معرفة ووعي وتخطيط، لديه مشكلة في التعامل مع ذاته، هل تتفقون معي؟ آخر تحديث 05:09 الاثنين 02 مايو 2022 - 01 شوال 1443 هـ