أخرجه أبو نعيم وابن مردويه. 2 أسباب نزول الآية (68): عن ابن مسعود قال: «سألت النبي ﷺ ، أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك. فأنزل الله تصديق ذلك ﴿ والذين لا يدعون ﴾ [ الفرقان:68] … الآيات». رواه الشيخان. وعن ابن عباس: «أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، ثم زنوا فأكثروا، ثم أتو محمدا ﷺ فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة. فوائد كل سورة من سور القران الكريم - حياتكِ. فنزلت الآيات إلى ﴿ رحيمًا ﴾ ونزل ﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا ﴾ [ الزمر:53] …». أخرجه الشيخان.
سورة الفرقان أنزل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم كطريقة تقود الناس من خلاله إلى العبادة الصحيحة، وفي هذا الكتاب الثمين أوضح الأمور المطلوبة والأحكام من عباده ومنها سورة الفرقان، وفي ختامها شرح صفات المسلمين يجب أن يمتلكوها لينالوا رضى الخالق بل وينسبونها إلى اسمه النبيل، حيث دعاهم الله تعالى بعباد الرحمن، فليس هناك شرف أعظم من شرف نسب العبد إلى خالقه، كما أن العبد لا يصل إلى هذه المكانة إلا بفضل الله تعالى. من هم عباد الرحمن عباد الرحمن إما أن يكونوا عبادًا لله تعالى، حيث خلق الإنسان وكرمه، أو يكونوا عبادًا لخادمة الشهوات، والشيطان الرجيم والطاغية وشتان الاختلاف بينهما، وعند النظر بتمعن إلى سلوك وأخلاق كلٍّ منهما، يُمكن التعرف على أهم صفاتهم، فعباد الرحمن هم عباد صالحين وأنقياء القلب ، ويتميزون بصفاء اللسان ويتصفون بالصدق والحقائق قولًا وفعلًا، كما يُحبون النّاس أكثر من أنفسهم ويسعون لفعل الخير والارتقاء فوق الأشياء التافهة، بينما عباد الشيطان يتصفون بالتكبر والظلم للنّاس وقسوة القلب وغلظة اللسان والأنانية وعدم مراعاة شعور الغير. صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان المشي بسكينة ووقار: حيث يقول الله تبارك وتعالى في صفات عباد الرحمن: "وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا"، حيث يتصفون بالتواضع والليونة في التعامل مع من حولهم من النّاس بعيدًا عن الغرور والتكبر والانانية فيما ينعمون به، حيث أنّ الكبرياء يُعد من أخطر الصفات التي تبعد الرجل عن ربه، ولا يستطيع المؤمن أن يقوم بها فهو بعيد ومتنزه عنها.
قال سيبويه: ويقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا، وبواء كسواء وزنا ومعنى، أى: كفؤها ومساويها كليب بن ربيعة الشجاع المعروف. ومن خبرها أن البسوس أتت مع رجل من جرم تزور أختها هيلة أم جساس بن مرة فخرجت ناقة الجرمي ترعى مع إبل بنى بكر في أرض تغلب لما كان بينهما من المصاهرة والمودة، فأنكر كليب الناقة وظنها أجنبية، فرماها بسهم فأصاب ضرعها فرجعت تشخب دما، وبركت بفناء جساس، فرأتها البسوس فصاحت: واذلاه، واغربتاه! فضل سورة الفرقان - سطور. فقال جساس: اهدئى، واللّه لأعقرن فيها فحلا هو أعز على أهله منها، فظن كليب أنه يعنى فحلا عنده اسمه عليان، فقال: دون عليان خرط القتاد، لكن جساسا كان يعنى نفس كليب، فترقبه يوما ورماه برمحه فصرعه، وتبعه عمرو بن الحرث، فلما رآه كليب قال له: اسقني يا عمرو. فقال: تركت الماء وراءك وأجهز عليه، فضرب به المثل المشهور: المستجير بعمرو عند كربته ** كالمستجير من الرمضاء بالنار واشتعلت الحرب بين بكر وتغلب نحو ثلاثين سنة، وضرب المثل السائر: سد كليب في الناقة. قوله وقعدك اللّه في الصحاح: وقولهم: قعيدك لا آتيك، وقعيدك اللّه لا آتيك، وقعدك اللّه لا آتيك: يمين العرب، وهي مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر. والمعنى: بصاحبك الذي هو صاحب كل نجوى، كما يقال: نشدتك اللّه.
۞ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يقول تعالى مخبرا عن تعنت الكفار في كفرهم ، وعنادهم في قولهم: ( لولا أنزل علينا الملائكة) أي: بالرسالة كما نزل على الأنبياء ، كما أخبر عنهم تعالى في الآية الأخرى: ( قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) [ الأنعام: 124] ، ويحتمل أن يكون مرادهم هاهنا: ( لولا أنزل علينا الملائكة) فنراهم عيانا ، فيخبرونا أن محمدا رسول الله ، كقولهم: ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) [ الإسراء: 92]. وقد تقدم تفسيرها في سورة " سبحان "; ولهذا قال: ( أو نرى ربنا) ولهذا قال الله تعالى: ( لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا). وقد قال [ الله] تعالى: ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) [ الأنعام: 111].
سورة الفرقان سورة الفرقان وهي سورة (مكية) ومعنى مكية أي نزلت في مكة ، وتأتي بعد سورة النور في ترتيب المصحف وعدد آياتها سبع وسبعون آية، و نزلت سورة الفرقان بعد سورة يس، إن سورة الفرقان تتحدث عن سوء عاقبة من يكذب بالله ورسوله وكتابه ومن أتبع دين الله الإسلام، وتتحدث عن إذاء كفار قريش للرسول وتكذيبهم للقرأن الكريم فقالوا أن محمد يلقي شعراً، وهي تتحدث عن ثلاث محاور أساسية وهم: التحذير من سوء عاقبة التكذيب تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. أنواع التكذيب التي لقيها النبي صلى الله عليه وسلم. وتدور كل آيات السورة حول هذه المحاور الثلاث الرئيسية بشكل موضح، وتأتي سبب تسميتها بالفرقان، لأنها توضح خلال هذه المحاور الثلاثة كيف أن الدين والقرآن هما الفرقان بين الحق والباطل، وقد نزلت هذه السورة الكريمة في وقت كان المشركون من كفار قريش قد تمادوا في استهزائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.