ما حكم الجلوس بين السجدتين ؟ تتكون الصلاة التي يصليها المسلم من أركان وأبعاض وسنن، حيث أن الأركان واجبة في الصلاة ، ومن ترك ركن منها لا يعتد بصلاته، أما الأبعاض فليست واجبة، إلا أنها تشبه الأركان في أنها تجبر بسجود السهو، وأما السنن فيثاب فاعلها ولا يأثم تاركها، لكن لا بد للمسلم أن يفعلها حتى ينال الأجر العظيم من الله تعالى، ويكون متبعًا لهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن لم يفعلها عامدًا أو ناسيًا لا يصلي لها سهوًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث عشر - جلسة الاستراحة. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 46 10 138, 685
هذا نقل الأصحاب ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه. هذا لفظ رواية مسلم، وفيه التصريح بجواز إطالة الاعتدال بالذكر، والجواب عنه صعب على من منع الإطالة فالأقوى جوازها بالذكر والله أعلم. وأما الجلوس بين السجدتين ففيه وجهان مشهوران أحدهما: أنه ركن قصير وبه قطع الشيخ أبو محمد والبغوي وغيرهما وصححه الرافعي والثاني: أنه طويل قاله ابن سريج والأكثرون. من السنن القولية في الجلسة بين السجدتين. فإن قلنا: طويل فلا بأس بتطويله عمدا ، وإن قلنا: قصير ففي تطويله عمدا الخلاف المذكور في الاعتدال. انتهى. والله أعلم.
أ. ما حكم الجلوس بين السجدتين وما حكم الدعاء بين السجدتين - موقع محتويات. هـ. وهذا القول هو الذي أميل إليه أخيراً وذلك لأن مالك بن الحويرث قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز في غزوة تبوك والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت قد كبر وبدأ به الضعف، وفي صحيح مسلم ص506 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالساً"، وسألها عبد الله بن شقيق هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت: "نعم، بعدما حطمه الناس"، وقالت حفصة رضي الله عنها: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته قاعداً". وفي رواية: "بعام واحد أو اثنين"، وكل هذه الروايات في صحيح مسلم، ويؤيد ذلك أن في حديث مالك بن الحويرث ذكر الاعتماد على الأرض والاعتماد على الشيء إنما يكون عند الحاجة إليه، وربما يؤيد ذلك ما في حديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه عند البخاري وغيره: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر، فقام من الركعتين، ولم يجلس"، فإن قوله: "ولم يجلس" عام لم يستثن منه جلسة الاستراحة، وقد يقال إن الجلوس المنفي جلوس التشهد لا مطلق الجلوس، والله أعلم.