نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء الثامن، هى الآية رقم 121 فى سورة الأنعام، والتى يقول فيها الله سبحانه "وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ". تفسير الطبرى قال أبو جعفر: يعنى بقوله جل ثناؤه: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)، لا تأكلوا، أيها المؤمنون، مما مات فلم تذبحوه أنتم، أو يذبحه موحِّدٌ يدين لله بشرائع شَرَعها له فى كتاب منـزل، فإنه حرام عليكم ولا ما أهلَّ به لغير الله مما ذبَحه المشركون لأوثانهم, فإن أكل ذلك " فسق ", يعني: معصية كفر. (14) فكنى بقوله: " وإنه "، عن " الأكل " وإنما ذكر الفعل كما قال: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا، [سورة آل عمران: 173] يراد به، فزاد قولُهم ذلك إيمانًا, فكنى عن " القول ", وإنما جرى ذكره بفعلٍ (16). ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه. ابن كثير استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أنه لا تحل الذبيحة التى لم يذكر اسم الله عليها، ولو كان الذابح مسلما، وقد اختلف الأئمة، رحمهم الله، فى هذه المسألة على أقوال: فمنهم من قال: لا تحل هذه الذبيحة بهذه الصفة، وسواء متروك التسمية عمدا أو سهوا.
انتهى محل الغرض منه بلفظه. وحكى النووي القول الآخر عن علي أيضا وأبي ثور وعائشة وابن عمر. قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر والله تعالى أعلم أن لعموم كل من الآيتين مرجحا وأن مرجح آية التحليل أقوى بالاعتبار، أما آية التحليل فيرجح عمومها بأمرين: الأول: أنها أقل تخصيصا وآية التحريم أكثر تخصيصا لأن الشافعي ومن وافقه خصصوها بما ذبح لغير الله وخصصها الجمهور بما تركت فيه التسمية عمدا قائلين أن تركها نسيانا لا أثر له وآية التحليل ليس فيها من التخصيص غير صورة النزاع إلا تخصيص واحد وهو ما قدمنا من أنها مخصوصة بما لم يذكر عليه اسم غير الله على القول الصحيح. معنى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}. وقد تقرر في الأصول أن الأقل تخصيصا مقدم على الأكثر تخصيصا كما أن ما لم يدخله التخصيص أصلا مقدم على ما دخله، وعلى هذا جمهور الأصوليين وخالف فيه السبكي والصفي الهندي وبين صاحب نشر البنود في شرح مراقي السعود في مبحث الترجيح باعتبار حال المروى في شرح قوله: تقديم ما خص على ما لم يخص * وعكسه كل أتى عليه نص أن الأقل تخصيصا مقدم على الأكثر تخصيصا، وأن ما لم يدخله التخصيص مقدم على ما دخله عند جماهير الأصوليين وأنه لم يخالف فيه إلا السبكى وصفي الدين الهندي.
على نقيض المتنطع الذي يحرم الحلال تجد المفرط الذي لا يبالي أحلال أكل أم حرام ما يهمه هم أن يقضي شهوته و تمتليء معدته دناءة نفس و دنو همة و لا يغرنك تحليل الكفار للميتة - المصعوقة بالكهرباء أو المنخنقة أو ال غير ذلك من أصناف الميتات - أو مجادلتهم لك في أكلها و تحريضك على ذلك.... Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (1-0-121-6). فإنما أنت عبد لله و لست عبد لهم أو لهواك المسلم محدود التصرف بما شرع الله و أمر أو نهى { وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام 121]. قال السعدي في تفسيره: ويدخل تحت هذا المنهي عنه، ما ذكر عليه اسم غير الله كالذي يذبح للأصنام،وآلهتهم، فإن هذا مما أهل لغير الله به، المحرم بالنص عليه خصوصا. ويدخل في ذلك، متروك التسمية، مما ذبح لله، كالضحايا، والهدايا، أو للحم والأكل، إذا كان الذابح متعمدا ترك التسمية، عند كثير من العلماء. ويخرج من هذا العموم، الناسي بالنصوص الأخر، الدالة على رفع الحرج عنه، ويدخل في هذه الآية، ما مات بغير ذكاة من الميتات، فإنها مما لم يذكر اسم الله عليه.
وعليكم السلام كلمة مالم يذكر اسم الله عليها يعني لم يتم ذبحها وفق الطريقة الصواب وهي الذبح من العنق لإراقة أكبر كمية من دمها خارج الجسم ولاعلاقة لذكر اسم الله لفظا، ومن يجادل في تلك الطريقة وأنها غير لازمة هو فسق فلا تطيعوه lambouli 2021-12-28T14:55:04+03:00 منشورات متعلقة بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13] سامر إسلامبولي باحث ومحاضر في الفكر الإسلامي. ص237 - كتاب سنن النسائي - تأويل قول الله عز وجل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه - المكتبة الشاملة. عضو في اتحاد الكُتَّاب العرب تولد: دمــشق… ســورية.. / 1963/م مقيم في مملكة السويد نُشر له مقالات في مجلة العالم، ومجلة إسلام 21، ومجلة شباب لك والأسبوع الأدبي، والوقت البحرينية، والمثقف. تطلب الكتب الورقية المنشورة من مركز ليفانت للدراسات والنشر مصر- الإسكندرية، د3، بناء 44، ش سوتر أمام كلية حقوق الإسكندرية موبايل: 01114391600 هاتف: 4830903 03: بريد إلكتروني: موقع إلكتروني اكتب بريدك الالكتروني ليصلك كل جديد جميع الحقوق محفوظة للباحث سامر إسلامبولي – 2020 – Copyright ©
والمختار القول الأول؛ لسلامة أدلته وصحتها، ولضعف أدلة الآخرين؛ فإنه لا يصح منها حديث. وحَمْلُ الآية على ما أُهِلَّ به لغير الله تخصيص بلا مخصص، ولا يمتنع إطلاق اسم الفاسق على تارك ما فرضه الله، على أنه لا يتعين أن تكون (الواو) في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ حالية؛ لأنه منتقَض بقوله: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ ﴾، فإنها عاطفة لا محالة، فلو كانت الأولى حالية امتنع عطف هذه عليها، وإن عطفت على الطلبية ورد عليها الاعتراض نفسه. ولو قلنا: إن (الواو) في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ للاستئناف، انْدَفَع الاعتراض. والضمير في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ راجعٌ إلى الأكل المدلول عليه تضمُّنًا بقوله: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا ﴾، وقيل: راجع إلى (ما)، وأصل الفِسق الخروج، ويستعمل في الترك لأمر الله والعصيان والخروج عن الحق، والمراد بـ(الفِسق) هنا المعصية، وقيل: الكفر، و(الشياطين) جمع شيطان، مأخوذ من شَطَن بمعنى بَعُد، قال الشاعر: نَأَتْ بسعادَ عنك نَوًى شَطُونُ *** فَبَانَتْ والفؤادُ بها رَهينُ ويُطلق على المتمرِّد من الإنس والجن والدواب، ويُسمى: شيطانًا؛ لأنه بَعُد عن خِلال الخير والبر. والمراد بالشياطين هنا: بعض أهل فارس الذين كتبوا للمشركين يُزخرفون لهم الميتة، ويقولون: إن الله ذبحها بشمشمار؛ أي سكين من ذهب، وقيل: إبليس وجنوده، والمراد بـ(الأولياء) - على القولين - مشركو قريش.