شرح ومعنى التحيات لله والصلوات والطيبات يقول المصلي في تشهدهِ الذِّكرَ الواردَ: "التحياتُ لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". وهذا يُسمى التشهد الأول ، وستأتي صيغه بإذن الله تعالى. التحيات: جمع تحية، والتحية: التعظيم، و( أل) في التحيات تفيد العموم فكل نوع من أنواع التحيات فهو لله. لله: اللام في (لله) تفيد الاختصاص والاستحقاق فلا يستحق التحيات على الإطلاق إلا الله عز وجل، ولا أحد يُحيَّ على الإطلاق إلا الله، وأما إذا حيَّ إنسانٌ إنساناً على وجه الخصوص فلا بأس. فمثلاً ملوك الأرض يُحيَّون بتحيات مختلفة فيقال لبعضهم: أبيت اللعن، ولبعضهم: أنعم صباحاً وغير ذلك فقيل للمسلمين قولوا: التحيات لله فإنها تتضمن البقاء والحياة والدوام ولا يستحقها إلا الحي الذي لا يموت. فائدة: الله سبحانه وتعالى يُحيَّ لكن لا يُسلَّم عليه، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود: " كنا نقول قبل أن يُفرض علينا التشهد: السلام على الله من عباده فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام " لأن السلام دعاء بالسلامة، والله سبحانه هو المدعو وهو السالم من كل نقص وعيب وله الملك المطلق.
التحيات لله والصلوات والطيبات الشيخ عبد القادر شيبة الحمد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: التفَت إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إذا صلَّى أحدُكم، فليَقُل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبَه إليه، فيدعو))؛ متفق عليه، واللفظ للبخاري. وللنسائي: (كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد). ولأحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمه التشهد، وأمره أن يعلمه الناس. ولمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا التشهد: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله) إلى آخره. المفردات: ((التحيات)): قال الخطابي والبغوي: المراد بالتحيات أنواع التعظيم. ((والصلوات))؛ أي: الخمس، أو أعم، أو العبادات كلها. ((والطيبات))؛ أي: ما طاب من الكلام أو الأعمال الصالحة. ((السلام عليك))؛ أي: التعويذ بالله والتحصن به. ((عباد الله الصالحين)): هذا يشمل كل عبد صالح في السماء والأرض، والصالح هو القائم بحقوق الله وحقوق عباده.
ورحمة الله: الرحمة هنا تشمل بما يحصل به المطلوب وبما يزول به المرهوب فتدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وبدأ بالسلام قبل الرحمة لأن التخلية قبل التحلية، فالتخلية: أن يسلم من النقائص، والتحلية: ذكر الأوصاف الكاملة. وبركاته: جمع بركة وهي الخير الكثير الثابت، فندعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في حياته بكسوته وطعامه وأهله وعمله ونحوه وبعد مماته بكثرة إتباعه وأمته. السلام علينا: أي على الحاضرين من الإمام والمأموم والملائكة، وقيل: المراد السلام على جميع الأمة المحمدية. وعلى عباد الله الصالحين: وهذا تعميم بعد تخصيص، لأن عباد الله الصالحين هم كل عبد صالح في السماء والأرض، حيّ أو مِّيت من الآدميين والملائكة والجن لحديث ابن مسعود مرفوعاً: " فإنكم إذا قلتم ذلك فقد سلَّمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض " متفق عليه، وأفضل وصف للإنسان هو أن يكون عبداً لله لا عبداً لهواه ولا لدنياه ولا لما سواه، وعباد الله الصالحون هم الذين صلحت سرائرهم وذلك (بالإخلاص) وصلحت ظواهرهم (وذلك بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم). قال الترمذي: "من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حرم هذا الفضل العظيم".
((أشهد أن لا إله إلا الله))؛ أي: لا مستحقَّ للعبادة بحقٍّ غيرُه. ((أعجبَه))؛ أي: أحبَّه. ((المباركات)): جمع مباركة، وهي كثيرة الخير. البحث: روى ألفاظَ التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعةٌ من الصحابة؛ منهم: ابن مسعود، وابن عباس، وجابر، وأبو موسى، وأنس، وأبو هريرة، وأبو سعيد. وأسانيد مَن ذكرنا كلها صحيحة، وأصحُّها حديث ابن مسعود، قال أبو بكر البزار: حديث ابن مسعود أصح حديث في التشهد، وقد روي من نيِّف وعشرين طريقًا، ولا نعلم روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في التشهد أثبت منه ولا أصح إسنادًا ولا أثبت رجالًا، ولا أشد تضافرًا بكثرة الأسانيد والطرق. وممن جزم بذلك البغوي في شرح السنة. وقال مسلم: إنما أجمع الناسُ على تشهد ابن مسعود؛ لأن أصحابه لا يخالف بعضهم بعضًا، وغيره قد اختلف أصحابه. وقال محمد بن يحيى الذهلي: هو أصح حديث روي في التشهد. ومن مرجحاته أنه متفق عليه دون غيره، وأن رواته لم يختلفوا في حرف منه، بل نقلوه مرفوعًا على صفة واحدة. قال النووي: واتفق العلماء على جوازها كلها؛ يعني التشهُّدات الثابتة من وجه صحيح، وكذلك نقل الإجماعَ القاضي أبو الطيب الطبري.
[انظر حاشية ابن قاسم 2 /66، والشرح الممتع 3/ 146]. والصلوات: أي الصلوات الخمس أو كل الصلوات المعبود بها، أو العبادات كلها والأدعية وغير ذلك من أنواع العبادة كالخوف والرجاء، والتوكل والإنابة والخشية فهو سبحانه مستحقها، ولا تليق بأحد سواه. الطيبات: لها معنيان: الأول: ما يتعلق بالله، فله سبحانه من الأقوال والأفعال والأوصاف أطيبها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عند مسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً". الثاني: ما يتعلق بأفعال العباد فله من أقوالهم وأفعالهم الطيب كما تقدم في حديث أبي هريرة " ولا يقبل إلا طيباً ". وأما ما لم يكن طيباً فلا يصعد إلى السماء بل يبقي في الأرض قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]. السلام عليك أيها النبي: ما المراد بالسلام هنا؟ قيل: المراد اسم الله عز وجل كما في حديث السابق " فإن الله هو السلام " وكما قال تعالى ﴿ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾ [الحشر: 23] فيكون المعنى: أن الله على الرسول بالحفظ والعناية، فكأننا نقول: الله عليك أيها النبي" أي: رقيب حافظ معتن بك ونحوه. وقيل: السلام اسم مصدر بمعنى التسليم كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56] أي أننا ندعو للنبي بالسلامة من كل آفة وهذا في حياته، وأما بعد موته فندعو له بالسلام من أهوال يوم القيامة وندعو لسنته وشرعه من أن تنالها أيدي العابثين.
معتمدا في ذلك على رفع الضرائب عن رجال الأعمال والفئات الغنية من الشعب مقابل منحهم "تسهيلات" كبيرة في الاستثمار وآلية تشغيل وتسيير أعمالهم ومنح الأراضي مجانا وتسهيل التراخيص. وإعطاء قروض بفوائد صغيرة. ساعدتهم في فتح أسواق جديدة، وساعدت إعانات الفقراء في تنشيط السوق، وزيادة القوة الشرائية لمنتجات رجال الأعمال، فتضاعف حجم مبيعاتهم وبدأ الركود ينفض غباره. بعد ثلاث سنين فقط عاد مليونا مهاجر برازيلي، وجاء معهم 1. 5 مليون أجنبي للاستثمار والحياة في البرازيل. تجارب حالات الصفر وفي الواحد. في أربع سنوات "مدة رئاسية واحدة" سدد كل مديونية صندوق النقد..! بل إن الصندوق "اقترض" من البرازيل 14 مليار دولار أثناء الأزمة العالمية في 2008، أي بعد خمس سنين فقط من حكم "لولا دا سيلفا"..! وهو الصندوق نفسه الذي كان يريد أن يشهر إفلاس" البرازيل في 2002، ورفض إقراضها لتسدد فوائد القروض. البرازيل واصلت نهوضها القوي وأصبحت تصنع الطائرات "أسطول طائرات الإمبريار برازيلية الصنع"، ودشنت أول غواصة نووية، (خمس دول فقط في العالم تصنع غواصات نووية هي: أمريكا - روسيا - الصين - بريطانيا - فرنسا). أول غواصة كانت بالتعاون مع فرنسا ولكنها ستدشن الغواصة الثانية في 2020 والثالثة في 2022 بصناعة برازيلية خالصة.
مواضيع قد تُهمك: تنسيق الارقام في Excel شرح كامل عن الترقيم التلقائي في Excel
تستحق تجربة البرازيل أن تدرس في كل دوائر صناعة التنمية، وكان من أهم أسباب نجاحها صناعة نموذج تطور خاص بها انطلقت من مكامن القوة وعالجت مراكز الضعف واستثمرت في صناعة الإنسان، مبتعدة تماما عن النماذج المقولبة والحلول المستوردة.
طلبت منظمة الأغذية والزراعة العالمية للأمم المتحدة "الفاو" FAO من الأكاديمي والباحث الدكتور محمد عبدالله الريح ترجمة كتاب الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سلفا "الجوع صفر -ZERO HUNGER"، الذي يحكي واحدة من أهم التجارب الاقتصادية الناجحة في العالم التي نقلت البرازيل من الفقر والجوع والديون والتخلف الإداري، إلى بلد متقدم ينافس الدول الصناعية. وقد بعث لي الدكتور الريح، وإلى مجموعة من الأصدقاء، ملخصا لترجمة الكتاب الثري بالمعلومات، ومما لخصه الدكتور الريح لنا وأنقله للقارئ هنا، تلك الحقبة المظلمة التي عصفت بالبرازيل في الثمانينيات الميلادية، جراء أزمتها الاقتصادية التي هوت بكل شيء؛ فانخفض سعر العملة، وأغلقت المؤسسات والشركات، وارتفعت معدلات البطالة، فذهبت للاقتراض من صندوق النقد الدولي كخيار وحيد لحل أزمتها الاقتصادية ولتخضع لحزمة من الشروط المجحفة، ما أدى إلى الانهيار التام، وتسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين، وإلغاء الدعم، واشتعال الأوضاع السياسية. وأصبح 1 في المائة فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي، وهبط ملايين المواطنين تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى بواقع خمسة مليارات دولار، معتقدين أنه الطريق للخروج من الأزمة.