هذا الدعاء يا عزيزتي بَلْسَمٌ لكل من ضاقت به السُبل، كلما اعتصر القلب، وجفت العين وغرقنا في بحار الضيق والقهر، فلنُسْلِم أنفسنا إلى الله: ومن أرحم بنا من الله؟ ومن أقوى من الله؟ ولنفوض أمرنا إلى الله: أليس هو العادل في حكمه الحكيم في كل أمره؟ من أعظم منه حتى نفوض أمرنا لغيره؟ ونُلجِئُ ظهرنا إليه، وهنا في واحة هذا اللجوء نستريح ونطمئن، إذ نعلم أننا لجأنا إلى العزيز في ملكه، فنحتمي فيه فلا نخاف ونحن بجوار رب الأرض والسماوات، هذه الكلمات ردديها يا عزيزتي بقلبك، تدبريها حرفا حرفا كلمة كلمة. استسلمي وفوضي وإلجئي بمجاميع نفسك، لا تتركي للشك منفذا، بل ليكن قلبك وعاء للإيمان واليقين، تذكري يا عزيزتي قولهم: من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد؟ عندما تَضِيعِين تَتُوهين تُقهرين و تُذنبين أو تُظلمين تَذَّكري أن لا ملجأ من الله إلا إليه، مقاليد الأمور كلها بيديه فكيف يضيع من آوى إليه، الانسان خُلِق ضعيفا: ستتعثرين، ستنسين، وقد يمزقك الهم من جديد ويضيق الصدر من جديد، لا بأس! أعيدي هذا الدعاء من جديد، افقهيه وخذي كل ضعفك وضعيه بين يدي الله وارفعي كفك للسماء وقولي اللهم إني أسلمت نفسي إليك.
وأخيراً: كتبت ماكتبت وخرج مني ماخرج من أحرف اسأل الله أن يهدينا ويصلح بالنا وقلوبنا ويرزقنا السكينة والطمأنينة ويكتب لنا أجر كل مشقة في صلاح أنفسنا.
- لا تستجِرِّي الماضي إلى حاضرك، فلذلك تبعات سلبية كثيرة، وعليك أن تعيشي الحاضر وتفكري في المستقبل بإيجابية وتفاؤل وأمل. - أنصحك أن توثقي صلتك بالله تعالى، وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فالحياة الطيبة لا تستجلب إلا بالإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). - أكثري من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). - أنصحك أن تلتحقي بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، ففيها ستحفظين ما تيسر من القرآن وتتعرفين على رفقة صالحة، ويزداد بسببها إيمانك، ولعل ذلك يكون سببا في أن ييسر الله لك زوجا صالحا. - تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن ييسر أمورك وأن يرزقك الزوج الصالح، ويعينك على تكوين أسرة صالحة، وكوني على يقين أن الله سيستجيب لك، فالله حين أمرنا بالدعاء وعدنا بالإجابة فقال: (وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ) وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
والأنس بالله شعور يمتزج بالهيبة والخشوع، يغمر كيان الإنسان كله مما يجعله يجد سعادته في خلوته، وهناءه في وحدته، يناجي ربه.. يشكو همه إليه.. يشكره على نعمته.. يتغنى بالدعاء له والثناء عليه والتسبيح والتقديس له عز وجل، ويشعر بأن كل ما في الكون من مخلوقات نغمات مميزة تشترك معه في التسبيح لله عز وجل فيحس بأن هناك ألفة ومودة بينه وبين الطبيعة وجميع المخلوقات الأخرى.. هناك صداقة بينه وبين الكون.. إنه يفهم لغة الكون.. والكون يفهم لغته، وهذه اللغة المشتركة بينهما هي التسبيح والشكر لله والإحساس بآثار حب الله في الوجود كله. والأنس إحدى آثار المحبة وهو حال يصل إليه السالك معتمداً على الله، ساكناً إليه ، مستعيناً به، وفى الأنس تبقى الهيبة مع الله ، وبذلك يكون الأنس طمأنينة ورضا بالله. ولا يشعر الإنسان المؤمن المحب لله بالأنس في أوقات العبادة فقط.. فإن فضل الله عليه عظيم حيث يفيض الله عليه بالأنس في أوقات الانشغال والاهتمام بأمور الحياة اليومية لأن الله يغمره ويملأ قلبه وكيانه كله، فأصبح الأنس بالله يحيط به سواء في وقت الانشغال أو في وقت العبادة. من كان في سخطه محسنا ** فكيف يكون إذا ما رضي بعض الناس يعتقدون أن الوحدة تعنـي أن يعيش الإنسان وحيداً أي وحدة الوجود الإنساني، في حين أن الإنسان المستأنس بالله في كل لحظة أيقن وعرف أن هذا ليس هو مفهوم الوحدة أو الغربة ، فإن الشعور بالوحدة هو فراغ القلب من حب الله.... والشعور بالغربة هو فراغ القلب من الأنس بالله….
مِتَّ عَلَى الفِطرةِ، واجْعَلهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ. حياتنا تهنأ عندما نكون على فطرتنا السوية التي تُؤْمِن أن أول الأمر وآخره بيد الله وحده، فتطمئن وتستسلم لأمر الله وتعلم من تدعو وبمن تستجير والأجمل أن ليس بين العبد والرب إلا دعاء لا يحتاج ترجمانا ولا رسولا: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" جعلني الله وإياكم وسائر المسلمين ممن استجابوا وآمنوا وكانوا من الراشدين آمين.
خطبة عن وداع رمضان مكتوبة كاملة هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث يحرص الخطباء في نهاية هذا الشهر الكريم على تقديم أجمل الخطب الوداعية التي تحمل بين جنباتها المواعظ للمسلمين في يوم الجمعة المبارك، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال بتقديم نماذج مختلفة من خطبة الجمعة في وداع رمضان المكتوبة والجاهزة للطباعة.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان مقدمة الخطبة الحمد لله العزيز الغفور، العظيم الحليم الشكور، غافر الذنب وقابل التوب الرحيم الصبور، فضل رمضان على سائر الشهور، وجعله سبباً لنيل الخير وتحقيق البشر والسرور والصلاة والسلام على النبي محمد المبعوث بالهدى والنور وعلى آله وأصحابه خير العصور. الوصية بتقوى الله تعالى أما بعد عباد الله فاتقوا الله حق تقواه، والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، وهي خوف من الله يوجب فعل الطاعات وترك المنكرات، فاتقوا الله عباد الله، ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) ، [١] فخذوا بوصية ربكم وتمسكوا بها تفلحوا رحمكم الله. الخطبة الأولى اعلموا عباد الله أن الله قد فضل شهر رمضان على سائر الشهور؛ [٢] وذلك لعدة أسباب تعلقت به، فلرمضان فضل عظيم ومنزلة كبيرة في الإسلام، وأول فضائل هذا الشهر الكريم أن فيه ركناً من أركان الإسلام وهو الصوم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
[١٠] [٩] وعلينا بالمبادرة إلى تفطير الصائمين فإن لذلك أجراً عظيماً عند الله -تعالى-؛ حيث أخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأن الذي يفطّر صائماً يعطيه الله -تعالى- نفس أجره من غير أن يُنقصه، ومن الأعمال التي يجب على المسلم أن يحرص عليها في رمضان قراءة القرآن الكريم، وتدّبر آياته، والإكثار من الدعاء والاستغفار، وغيرها من القربات لله -تعالى-. [٩] الدعاء اللهم إنّا نسألك الخير في أمرنا كله، ونعوذ بك من الشر كلّه. اللهم إنَّا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل. اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال. خطبة: كيف نستقبل رمضان؟. اللهم اكتبنا في شهر رمضان المبارك من عتقائك، اللهم اجعلنا لك صائمين، لك قائمين، اللهم ارزقنا توبةً نصوحاً في شهر رمضان تغفر بها ذنوبنا وتدخلنا بها إلى جناتك جنات النعيم. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الإسلام والمسلمين، إنّك ولي ذلك والقادر عليه، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلّم تسليماً كثيرا.
عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. المراجع ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر ، صفحة 2. بتصرّف. ↑ سورة آل عمران ، آية:102 ↑ مجموعة من المؤلفين ، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 7. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "فضائل شهر رمضان" ، الخطباء ، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2014 ، حديث صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:233 ، حديث صحيح. خطبة عن رمضان. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1894 ، حديث صحيح. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1903، حديث جيد لشواهده. ^ أ ب ت "خطبة جمعة عن رمضان" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:1682، سكت عنه.
وأكثِر -أيها الصائم- من سؤالِه العَوْنَ على أداءِ العبادةِ بإتقان مع الإخلاص، فإن العبد ضعيف بغير عَوْنِ الله، والاستعانة به -جل وعلا- في كلِّ شيء عبادة تحتاج إلى إخلاصٍ وإقبالٍ إليه. ثم ادعُ الله إذا مضى الشهر أن يتقَبَلَ ما كان فيه من صيام وقيام وصالح الأعمال، وأن يتجاوز عما كان فيه من الخَلَلٍ أو الخطأ والزلل، وأن لا يجعلنا من الخاسرين. فهذا دأب الصالحين، يقدِّمون الأعمال الصالحة، ويتحرون صِحَّتها وسلامتها من الخلل والنقص، ومع ذلك هم على وَجَلٍ، يخافون أن لا يتقبلها الله منهم، ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60]. أيها الصوَّام: على الصائم الحريص على خيرات الله في شهر رمضان أن يستغل أوقات رمضان في مرضاة ربه، فلا يضيع ثانية ولا جزءًا منها لم يستثمره في طاعة ربه، فهو بين صلاةٍ وذكرٍ، وتلاوةِ للقرآنِ وتدبرِهِ، وصدقةٍ وبِرٍّ وإحسان، وصلاةِ القيامِ، فـقد جاء عن الحبيب -عليه الصلاة والسلام-: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى ينْصَرف حُسِبَ لَهُ قيام اللَّيْلَة " [رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم]. حال السلف في رمضان - خطب مختارة - ملتقى الخطباء. وإنَّ الصائم الحريص على مغفرة ربِّه في شهر رمضان أن يجتنب اللغو والرفث، والخصام والجدال، كما أوصاه حبيبه -عليه الصلاة والسلام- إذ قال: ".. وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ ،.. " [متفق عليه].