وإمّا أنْ تَعُودَ الإشارَةُ إلى النّاسُ مِن قَوْلِهِ قالَ لَهُمُ النّاسُ لِأنَّ النّاسَ مُؤَوَّلٌ بِشَخْصٍ، أعْنِي نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ، فالشَّيْطانُ بَدَلٌ أوْ بَيانٌ مِنَ اسْمِ الإشارَةِ، وأُطْلِقَ عَلَيْهِ لَفْظُ شَيْطانٍ عَلى طَرِيقَةِ التَّشْبِيهِ البَلِيغِ. وقَوْلُهُ يُخَوِّفُ أوْلِياءَهُ تَقْدِيرُهُ يُخَوِّفُكم أوْلِياءَهُ، فَحَذَفَ المَفْعُولَ الأوَّلَ يُخَوِّفُ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ فَلا تَخافُوهم فَإنَّ "خَوَّفَ" يَتَعَدّى إلى مَفْعُولَيْنِ إذْ هو مُضاعَفُ خافَ المُجَرَّدِ، وخافَ يَتَعَدّى إلى مَفْعُولٍ واحِدٍ فَصارَ بِالتَّضْعِيفِ مُتَعَدِّيًا إلى مَفْعُولَيْنِ مِن بابِ كَسا كَما قالَ تَعالى ويُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ. ص1289 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا ر - المكتبة الشاملة. وضَمِيرُ فَلا تَخافُوهم عَلى هَذا يَعُودُ إلى أوْلِياءَهُ. وجُمْلَةُ وخافُونِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ جُمْلَةِ فَلا تَخافُوهم وجُمْلَةِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وقَوْلُهُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ شَرْطٌ مُؤَخَّرٌ تَقَدَّمَ دَلِيلُ جَوابِهِ، وهو تَذْكِيرٌ وإحْماءٌ لِإيمانِهِمْ، وإلّا فَقَدْ عُلِمَ أنَّهم مُؤْمِنُونَ حَقًّا.
وقد بدا لي أن أرجع. ولكن إن خرج محمد ولم أخرج زاد بذلك جراءة علينا، فاذهب إلى المدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل. فخرج نعيم إلى المدينة فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم: ما هذا بالرأي. ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. أتوكم في دياركم وقتلوا أكثركم فإن ذهبتم إليهم لم يرجع منكم أحد، فوقع هذا الكلام في قلوب قوم منهم. فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال: «والذي نفسي بيده لأخرجن إليهم ولو وحدي)، ثم خرج -صلى الله عليه وسلم- في جمع من أصحابه، وذهبوا إلى أن وصلوا إلى بدر الصغرى - وهي ماء لبنى كنانة وكانت موضع سوق لهم يجتمعون فيها كل عام ثمانية أيام - ولم يلق رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أحداً من المشركين، ووافقوا السوق وكانت معهم نفقات وتجارات فباعوا واشتروا أدماً وزبيباً، وربحوا وأصابوا بالدرهم درهمين، وانصرفوا إلى المدينة سالمين، أما أبو سفيان ومن معه فقد عادوا إلى مكة بعد أن وصلوا إلى مر الظهران. (قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) أي: جمعوا لكم الجموع. (فَاخْشَوْهُمْ) أي: خافوهم.
فلما وصل الخبر للرسول صلى الله عليه وسلم ( قال حسبنا الله ونعم الوكيل... ) وبإمكان الشخص قراءة المزيد -- في كتب السير التي تعطرت بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.. ومن أفضل الكتب في نظري كتاب ( الرحيق المختوم لـ صفي الرحمن المباركفوري " 01-26-2008, 01:00 PM رقم المشاركة: 4 مشكور القباني على المشاركة 02-04-2008, 09:10 PM رقم المشاركة: 5 جزاك الله خير يالقباني 02-04-2008, 10:48 PM رقم المشاركة: 6 حياك الله يالقباني وجزاك الله خير تحياتي لك
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا | طارق محمد - حالات واتساب دينية - YouTube
إنه الشيطان - كما قال صاحب الظلال في تفسيره - الذي يضخم من شأن أوليائه، ويلبسهم لباس القوة والقدرة، ويوقع في القلوب أنهم ذوو حول وطول، وأنهم يملكون النفع والضر.. ذلك ليقضي بهم لباناته وأغراضه، وليحقق بهم الشر في الأرض والفساد، وليخضع لهم الرقاب ويطوع لهم القلوب، فلا يرتفع في وجوههم صوت بالإنكار ولا يفكر أحد في الانتقاض عليهم، ودفعهم عن الشر والفساد. قال تعالى( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) - منتديات القبابنة. والشيطان صاحب مصلحة في أن ينتفش الباطل، وأن يتضخم الشر، وأن يتبدى قوياً قادراً قاهراً بطاشاً جباراً، لا تقف في وجهه معارضة، ولا يصمد له مدافع، ولا يغلبه من المعارضين غالب. المعركة بيننا والعدو لم تقف بعد إن القوة الوحيدة التي يراها المؤمنون الصادقون والتي أحق بأن تُخشى وتُخاف، هي القوة التي تملك النفع والضر، وهي بلا شك قوة الله، لا قوة الشيطان ولا قوة أوليائه. وإن ما يقوم به المرجفون والمثبطون والمنافقون على كافة صورهم، من بعد وقف العدوان على غزة العزة، هو التشكيك في جدوى المقاومة، والنيل من قادتها ومحاولات شق الصفوف وبث الإشاعات، بالإضافة إلى تضخيم قوة العدو وتصويرها على أنها لا تُقهر، في الوقت الذي تجد نقيض ذلك في إعلام ومجتمع العدو من يشيد بقوة المقاومة وتقهقر جيشهم الذي لا يُقهر، أمام ثلة قليلة العدد والعدة والخبرة العسكرية، مقارنة بجيشهم المدعوم من الشرق والغرب، والشمال والجنوب!
تفسير ابن كثير رحمه الله توقيع: [align=center] اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك ومن الذل إلا لك ومن الخوف إلا منك ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.