ومن الأعذار أيضًا أن يكون المسافر على ظهر سفينة أو على متن طائرة، فإنه يجوز له والحالة هذه أن يصلي عليها الفريضة، ويلزمه استقبال القبلة طيلة صلاته حتى ولو تحولت السفينة أو الطائرة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "حكم الصلاة فيما إذا تغير اتجاه الطائرة أن يستدير المصلي في أثناء صلاته إلى الاتجاه الصحيح، كما قال ذلك أهل العلم في السفينة في البحر أنه إذا تغير اتجاهها فإنه يتجه إلى القبلة ولو أدى ذلك إلى الاستدارة عدة مرات، والواجب على قائد الطائرة إذا تغير اتجاه الطائرة أن يقول للناس: قد تغير الاتجاه فانحرفوا إلى الاتجاه الصحيح، هذا في صلاة الفريضة أما النافلة فلا يشترط ذلك لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فلا يصلي الفريضة في الطائرة إلا إذا كان يتمكن من الاتجاه إلى القبلة في جميع الصلاة، ويتمكن أيضًا من الركوع والقيام والقعود والسجود. الصلاة في الطائرة - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). إذا كان لا يتمكن من ذلك فإنه يؤخر الصلاة حتى يهبط في المطار فيصلي على الأرض، فإن خاف خروج الوقت قبل الهبوط أخرها إلى وقت الثانية إن كانت مما يجمع إليها كالظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، فإن خاف خروج وقت الثانية صلاهما قبل أن يخرج الوقت على متن الطائرة، يفعل ما يستطيع من شروط الصلاة وأركانها وواجباتها.
[1] ينظر: رد المحتار 2 /41، ومواهب الجليل2 /205، والمجموع 3 /106، والمغني1 /670. [2] أخرجه البخاري في صحيحه، رقم 1099، ومسلم في صحيحه، رقم540. [3] فتح الباري 2 /575. الصلاة في الطائرة - الطير الأبابيل. [4] أخرجه البخاري في صحيحه، رقم 7288، ومسلم في صحيحه، رقم 1337. [5] ينظر: فتح الودود بشرح مراقي السعود ص 186، والإجابة الصادرة في صحة الصلاة في الطائرة ص14. [6] ينظر: الإجابة الصادرة في صحة الصلاة في الطائرة، ص 29. [7] ينظر: الفواكه الدواني 1 /244. [8] ينظر: حاشية الدسوقي 1 /253.
لا يجوز للمسافر أن يصلي الفريضة على كرسيه إذا لم يستأذن في الصلاة في مكان آخر فيمنع، أو إذا كان بإمكانه إدراك وقت الصلاة بعد وصوله.
وإشارة النص التي أخذ منها حكم الصلاة على الراحلة قوله عليه الصلاة والسلام (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) فمن كان محمولا على الدابة لا تكون له الأرض مسجداً، وبالقياس «وهو مصدر من مصادر التشريع» تكون أيضاً الطائرة لا تصح إقامة الصلاة عليها وهي في الجو، وعليه يكون الأصل في أداء الصلوات فريضة كانت أو نافلة أنها لا تصح إلا على الأرض مستقراً عليها. ثم استثنى صلاة النافلة من ذلك بجواز أدائها على الراحلة لحديث جابر بن عبدالله (كان رسول الله يصلي على راحلته حيث توجهت فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة)، واستدل بهذا الفقهاء على أن الفريضة لا تصح على الراحلة، وقال (النووي في شرح مسلم) من هذا الحديث دلالة على جواز النفل على الراحلة في السفر حيث توجهت، ودليل على أن الصلاة المكتوبة لا تجوز إلى غير القبلة ولا على الدابة وهذا مجمع عليه إلا في شدة الخوف، فصلاة الخوف لها أحكامها الخاصة كما وردت في سورة النساء، وقد أداها رسول الله بأصحابه مرات بصفات مختلفة. إن الصلاة المكتوبة على المسلم، قد لا تستوفى فيها كل شروط وأركان الصلاة وهو على متن الطائرة والتي منها القيام مع القدرة والطمأنينة في أدائها، بعكس أداء النوافل فيجوز أداؤها قاعداً مع القدرة.
وإلحاق التضحية بالعمياء بالتضحية بالعوراء المنهي عن التضحية بها وإلحاق الأمة بالعبد في سراية العتق في قولـه (ص): (من أعتق شركاً لـه في عبد).
زاد النسائي بإسناد صحيح: ( فإن لم تستطع فمستلقياً) " انتهى. ثانياً: الطهارة شرط لصحة الصلاة ، وقد صليتِ على وضوء ، فصلاتك صحيحة إن شاء الله ، غير أنه تكره الصلاة وهو ممسك للبول أو الغائط أو الريح ، إذا كان ذلك شديدا ، لأنه سيؤثر على خشوعه وحضور قلبه في الصلاة ، ولكنها صحيحة إن شاء الله. وبناء على ما سبق فخلاصة الجواب: إن كان تركك للقيام واستقبال القبلة ، لعجزك عنهما ، فصلاتك صحيحة ، وإن كان يمكنك القيام أو الاستقبال وتركت ذلك فصلاتك غير صحيحة ويلزمك إعادتها الآن. نسأل الله أن يتقبل عمرتك وأن يجزيك خيرا على حرصك وسؤالك. والله أعلم.
[١٥] أهمية المحافظة على الصلاة إنّ للمُحافظةِ على الصلاةِ أهميةً عظيمةً، وفضلاً كبيراً، وفيما يأتي بيان ذلك: [١٦] الصلاة تنهى صاحبَها عن الفحشاءِ والمُنكر، لِقولهِ -تعالى-: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) ، [١٧] كما أنّها أفضلُ الأعمال بعد الشهادتين، وتكونُ نوراً لِصاحبها في الدُنيا والآخِرة، وتُدخلهُ الجنة. الصلاة تُزيل الخطايا، وترفعُ الدّرجات، وتُكفِّر السيِّئات، ويغفرُ اللهُ -تعالى- الذنوبَ التي تكون بين الصّلاتين، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ). [١٨] المشي إليها يُكفِّر السيئات، ويَكتب الحسنات، ويرفع الدرجات، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً) ، [١٩] كما أنَّ المشي إليها سببٌ للضيافةِ في الجنّة.