وسار أحمد بجوار صديقه حازم في نظام من غير أن يتسابقا مع زملائهم أو يدفعا أحد منهم أثناء الصعود إلى الفصل، ولما دخل أحمد الفصل وجد المقعد الذي يجلس عليه الأستاذ قد وقع عن المكتب، فأخذه ونظفه بمنديل من الورق ووضعه في مكانه. جلسا أحمد وحازم في الفصل يستمعان إلى شرح الأستاذ، ويكتبان ما يمليه عليهما حتى جاء وقت الراحة، فدق الجرس وخرج التلاميذ إلى فناء المدرسة، وذهب أحمد ليقضيا هذا الوقت في مكتبة المدرسة، وبينما هما يبحثان عن بعض الكتب المفيدة وجدا بعض الكتب المقطوعة، فأخذا هذه الكتب وسلماها إلى أمين المكتبة ليصلحها، ثم جلسا يقرآن حتى دق الجرس فصعدا إلى الفصل. قصة آداب طلب العلم واحترام المدرس - قصة لطفلك. وفي طريقهما إلى الفصل وجدا زميلهما خالدا يحمل الكتب الدراسية التى استلمها الآن من المدرسة، ولا يستطيع أن يحملها، وقد وقع بعضها منه، فقال أحمد لحازم: هيا نساعد صديقنا خالدا في حمل الكتب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) ( رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة). أسرع حازم و أحمد إلى خالد وحملا عنه بعض الكتب، حتى وضعها خالد في حقيبته وشكرهما وقال لهما: جزاكما الله خيرا. وبعد انتهاء اليوم الدراسي خرج أحمد من فصله هو وزملاؤه، وأخذوا الورق الصغير الذي ألقي في الفصل فوضعوه في سلة القمامة، وخرجوا من مدرستهم ورجعوا إلى منازلهم.
استطاع " الشوكاني " أن يستفيد من علماء عصره، وما أكثرهم، فأخذ يطلب العلم بجميع فنونه: فقرأ " شرح الأزهار " على والده، و " شرح الناظري " على " مختصر العصيفيري ". كما قرأ " التهذيب " للعلامة التفتازاني ، و " تلخيص المفتاح " في علوم البلاغة للقزويني ، والغاية لابن الإمام، و " مختصر المنتهى " لابن الحاجب في أصول الفقه ، و " منظومة ابن الجزري " في القراءات و "منظومة " الجزار في العروض، و " آداب البحث والمناظرة " للإمام عضد الدين الإيجي ، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية. آداب طلب العلم. وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقَّى عليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان، ورأسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن و الهند ، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس. وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله: منهم من بلده اليمن ، وأشهرهم: العلامة محمد بن إبراهيم الوزير ، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير ( ت 1182ه)، والعلامة الحسن بن مهدي المقبلي ( ت 1108ه)، والحسين أحمد الجلال ( ت 804 ه) ومنهم من غير بلده ولم يكونوا في عصره، وعلى رأسهم: إمام الدنيا ابن حزم الأندلسي ( ت 456ه)، وشيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 ه).
[الترمذي]. احترام المعلم: المعلم له فضل كبير على تلامذته، قال أحمد شوقي: قُـم للمُعَلـِّـم وَفِّــه التَّبجِيـــــلا كَــادَ المعَلـِّــمُ أَن يكُــونَ رَسُــولا أَرَأَيـتَ أَفضَــلَ أَو أَجَلَّ مـِـنَ الـذَّي يبنـي وينشِـئُ أنفُسًــا وعُقـُــــولا الإنصات: قال الحسن بن علي لابنه: يا بني، إذا جالستَ العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت. محمد الشوكاني - ويكيبيديا. ويجب أن يكون السؤال بقصد الفهم والإدراك، لا بقصد الجدل أو التعجيز. التأدب في مجلس العلم: المسلم يجلس إلى معلمه في أدب ووقار، ولا يكثر من التلفٌّت والإشارة والضحك، و يراعي حسن المظهر والنظافة، وعدم التحدث أو السؤال إلا بعد الاستئذان، وعدم تحقير الزملاء أو السخرية منهم، بل يعلم أنهم إخوته في العلمº فيرحمهم ويحترمهم. ومن الأسباب التي تساعد على تحصيل العلم والمذاكرة: أن يكون مكان التعلم والمذاكرة وافر الإضاءة، هادئًا خاليا من الضوضاء، ويجب تجنب المذاكرة في الفراشº لأن ذلك يجلب النعاس، ويجب ترتيب الكتب وتنظيمها، وإعطاء النفس حقها من الراحة، ويجب تخير الوقت المناسب للمذاكرة، وتوزيع وقت المذاكرة على جميع العلوم.
حياته [ عدل] ولد في وسط نهار الاثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1173 هجرية في بلده هجرة شوكان، [2] ونشأ في صنعاء ، وتلقى العلم على شيوخها. اشتغل بالقضاء والإفتاء. [3] نشأ بصنعاء اليمن، وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينية طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب "عيون الأزهار " للإمام المهدي في فقه الزيدية ومختصر الفرائض للعُصيفيري و ملحة الأعراب في صناعة الإعراب للحريري ، والكافية والشافية لابن الحاجب ، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب العلم في القرون المتأخرة. آداب طلب العلم - الخطيب الإدريسي التونسي. وكان ـ رحمه اللّه تعالى ـ كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم.
في الصباح الباكر حمل أحمد حقيبته، وخرج من منزله متوجها إلى مدرسته، وعندما ركب السيارة جلس بجوار صديقه حازم بعد أن ألقى عليه تحية الإسلام. وجد أحمد حازما متضايقا ويبدو عليه الكسل والنوم. فقال له: أين الهمة والنشاط يا حازم، لماذا تبدو متكاسلا هكذا؟! آداب طالب العلم مع معلمه صيد الفوائد. – قال حازم: كل يوم يا أحمد نقوم في الصباح، ونذهب إلى المدرسة، ولقد تعبت من هذا، وأريد أن أنام كثيرا وأستريح. فكر أحمد في كلام حازم ثم سأله: لماذا تذهب إلى المدرسة يا حازم؟ – حازم: أذهب إلى المدرسة لأن والدتي توقظني كل يوم لكي أذهب إلى المدرسة. – أحمد: نحن نذهب إلى المدرسة يا حازم، لنطلب العلم، وطلب العلم فريضة، ألا تعلم أن للعم نزلة عظيمة في الإسلام، فأول آية نزلت في القرآن: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق) (العلق:1)، وأقسم الله سبحانه بأداة الكتابة وهي القلم، فقال تعالى: ( ن والقلم وما يسطرون) ( القلم:1). وهنا وصلت السيارة إلى باب المدرسة، فنول أحمد وحازم، ووقفنا في فناء المدرسة ينتظران حتى يبدأ طابور الصباح، وبينما أحمد وحازم واقفان في الفناء إذ بصديقهما مجدي يقطف زهرة من حديقة المدرسة، فغضبا منه وقال له أحمد: إن هذه الورود والأشجار تزين المدرسة وتجعل المكان جميلا، وهذه الوردة التي قطفتها سوف تذبل وتموت بعد قليل.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العلم الضار الذي لا ينفع فيقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع) ( رواه أحمد والحاكم وابن حبان). ويقول الشاعر: ما أكثر العلم وما أوسعه من ذا الذي يقدر أن يجمعه إن كنت لا بد طالبا محاولا فالتمس أنفعه ولابد من احترام المعلم، وذلك لأن للمعلم فضلا كبيرا علينا، وقد قال الشاعر أحمد شوقي: قم للمعلم ووفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أرأيت أفضل أو أجل من الذي يبني وينشء أنفسا وعقولا وهناك قصة للصحابي ابن عباس مع أستاذه الصحابي زيد بن ثابت – رضي الله عنه- فقد أراد زيد بن ثابت أن يركب فرسه، فإذا بابن عباس يمسك بيده الركاب الذي يضع فيه الراكب رجله ليصعد، فقال له زيد: ما هذا يا ابن عم رسول الله؟ فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا. وعلينا أن نحترم مجالس العلم، فنجلس بأدب ووقار، وننصت إلى المعلم والأستاذ أثناء شرح الدروس، ولا نلتفت أو نضحك، ولا نسخر من زملائنا الذين يخطئون، ولا نتحدث أو نسأل إلا بعد الاستئذان، وقد أوصى الحسن ابن على وصلده أن ينصت ويحسن الاستماع ليستفيد من العلم، فقال له: يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت.
- هادي بن حسين القارني (ت 1247هـ): شيخ الشوكاني في القراءات والعربية، ثم أخذ عنه شرح "المنتقى" وغيره. - العلامة أحمد بن محمد الحرازي ( ت 1227هـ): لازمه الشوكاني ثلاث عشرة سنة وبه انتفع في الفقه. مؤلفاته [ عدل] له مؤلفات كثيرة تجاوزت مائة وأربعة عشر منها: نيل الأوطار في الحديث. فتح القدير في التفسير.