يونس بن متى الملقب بـ ذا النون و صاحب الحوت وهي قصة نادرة ذكرت في القرءان الكريم، وبعثه الله إلى قرية عظيمة هي نينوى التي تقع في شمال العراق مقابل الموصل يفصل بينهما نهر دجلة. يقول ابن كثير إن نينوى في زمنه كان فيها أصنام منكفئة على وجهها. بعث الله يونس إلى قوم نينوى رسولا. يقول الله في سورة " الصافات ": " وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. الاية 139. وكانت نينوى بها عدد سكان كثيرون، يقول الله عز وجل وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. متى بن يونس. ( سورة الصافات). وكانوا على الكفر وظل يونس يدعوهم سنين وهم على كفرهم ثم إنهم تجبروا وطغوا وهددوه بالأذى كما فعل بالأنبياء من قبله. فعندها أنذرهم 3 أيام وخرج عنهم غضبان، والله أعطاه الإذن بأن ينذرهم ثلاثة أيام ولم يعطه الإذن أن يخرج، يقول الله سبحانه وتعالى: " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ" ( سورة الأنبياء الاية 87). وبالتأكيد ليس المقصود أنه ظن أن الله لن يقدر عليه بمعنى أن الله يعجز عنه، وإنما المقصود كما جاء في رواية عظيمة ومهمة عن معاوية رضى الله عنه قال لابن عباس رضى الله عنهما: " لقد ضربتني أمواج القرءان البارحة فغرقت فيها فلم أجد لي خلاصا من هذا الغرض مالم أجد لي خلاصا الا بك.
رابعاً: أن العبادة والطاعة والاستقامة في أيام الرخاء والسرّاء من أسباب النجاة في ساعات الشدة والضراء لقوله تعالى (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي لولا أنه كان من أهل الذكر والتسبيح والطاعة أيام رخائه لكان بطنُ الحوت قبرَه إلى يوم البعث. وفي الحديث قال ﷺ (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة). رزقني الله وإياكم تدبر كتابه، والاعتبار بقصصه وعظاته، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قصة يونس بن متى عليه السلام والحوت - الباش كاتبة. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المسلمين والحمد لله رب العالمين.
الحوت يقذف بيونس عليه السلام إلى الأرض فقذف الحوت يونس إلى منطقة ليس بها شجر وهو مريض يقول المفسرون ذهب جلده، ولا يستطيع أن يتحرك، فظل مستلقي وتحدث المعجزات وتنبت شجرة عنده من يقطين واليقطين يقال له الذباء وهو نوع من أنواع القرع. قال عنه المؤرخون لماذا اختار الله اليقطين؟! قالوا أوراقه كبيرة فكانت له ظل فغطته حتى لا تؤذيه الرياح. وكان فيها رائحة طيبة تؤنسه، وكانت هذه الرائحة من خصائصها أنها تطرد الحشرات، فما تأتيه الحشرات لـ لحمه المكشوف واختار الله هذه الشجرة حتى تحميه من الأذى بأصنافه. ويقول المفسرون كذلك وأرسل الله تعالى له أروية وهي أنثى الوعل، والوعل هو الغزال الكبير. "يونس بن متى".. بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لـ "عداس". وأنثى الوعل كانت تأتيه حتى تصل إليه فتفتح رجليها فوقه وتنزل ضرعها له فيشرب فكان هذا طعامه، وظل على هذا الحال إلى أن شفى وقام صحيحا مرة أخرى رحمة من الله، ولما عادت له الصحة بعثه الله إلى قومه مرة أخرى، ما يزيد عن مئة ألف وكلهم آمنوا بدعوة الله. تابع قصص الأنبياء بالترتيب إقرأ: قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء الأول)
فخرجوا من القرية إلى مكان رفيع في براز من الأرض ، وفرقوا بين كل دابة وولدها ، ثم عجوا إلى الله واستقالوه [ ص: 330] وردوا المظالم جميعا حتى إن كان أحدهم ليقلع الحجر من بنائه فيرده إلى صاحبه. فكشف الله عنهم العذاب ، وكان يوم عاشوراء يوم الأربعاء ، وقيل: للنصف من شوال يوم الأربعاء ، وانتظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار فقال: ما فعل أهل القرية ؟ فقال: تابوا إلى الله فقبل منهم وأخر عنهم العذاب. فغضب يونس عند ذلك فقال: والله لا أرجع كذابا! ، ولم تكن قرية رد الله عنهم العذاب بعدما غشيهم إلا قوم يونس ، ومضى غاضبا لربه. وكان في حدة وعجلة وقلة صبر ، ولذلك نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون مثله ، فقال تعالى: ( ولا تكن كصاحب الحوت). ولما مضى ظن أن الله لا يقدر عليه ، أي يقضي عليه العقوبة ، وقيل: يضيق عليه الحبس ، فسار حتى ركب في سفينة فأصاب أهلها عاصف من الريح ، وقيل: بل وقفت فلم تسر ، فقال من فيها: هذه بخطيئة أحدكم! فقال يونس: هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، فأبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم ( فساهم فكان من المدحضين) ، فلم يلقوه ، وفعلوا ذلك ثلاثا ولم يلقوه ، فألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل ، فالتقمه الحوت ، فأوحى الله إلى الحوت أن يأخذه ولا يخمش له لحما ولا يكسر له عظما ، فأخذه وعاد إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى إليه سمع يونس حسا فقال في نفسه: ما هذا ؟ فأوحى الله إليه في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب البحر ، فسبح وهو في بطن الحوت ، فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا: ربنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة.