وليُعلم جليًّا ظاهرًا مما تقدم إيراده من الأحاديث أن الإسلام هو دين الأنبياء جميعًا، ومن أصول الإسلام: الإيمان بجميع الرسل والأنبياء، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو وأتباعه المسلمون أولى بموسى عليه السلام وبجميع الأنبياء والمرسلين من أقوامهم الذين حرفوا دينهم وغيروه وبدلوه. ويُفهم من الحديث أن الأنبياء بعضهم أولى ببعض، وأن من غيَّر شرائع الله تعالى المنزلة على الرسل، لا يصح انتسابه إليهم ولا إلى شرائعهم، ولا ينتفع بذلك.
[9] انظر أيضا [ عدل] ملاحظات [ عدل] مراجع [ عدل] ^ رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود. ^ محمد بن علي الشوكاني (1413هـ/1993م)، نيل الأوطار، أبواب صلاة التطوع، باب ما جاء في قيام الليل، الجزء الثالث حديث رقم: (949) (ط. الأولى)، دار الحديث، ص. 69. المصلى: الصيام في شعبان أفضل أم في شهر الله المحرم. ^ سنن أبي داود كتاب الصوم باب في صوم المحرم، حديث رقم: (2429) ^ صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، حديث رقم: (1163) ^ يحيي بن شرف أبو زكريا النووي (1416 هـ/ 1996م)، شرح النووي على صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، حديث رقم: (1163) ، دار الخير، ص. 237 وما بعدها. ^ سنن أبي داود كتاب الصوم باب في صوم المحرم، حديث رقم: (2430) ↑ أ ب محمد شمس الحق العظيم آبادي (1415 هـ/ 1995م)، عون المعبود شرح سنن أبي داود كتاب الصوم باب في صوم المحرم، حديث رقم: (2430) ، دار الفكر، ص. 67. ^ سنن أبي داود كتاب الصوم باب في صوم العشر، حديث رقم: (2437) ^ سنن أبي داود كتاب الصوم باب في صوم العشر، حديث رقم: (2438)، وأخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه.
وسُئِلَ عن أفضَلِ الصَّومِ بعدَ الصَّومِ المَفروضِ في رَمضانَ، فأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أفضَلَ الصِّيامِ بَعدَ شَهرِ رَمضانَ، هو صِيامُ شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ؛ وهو مِنَ الأشهُرِ الحُرُمِ الَّتي نَهى اللهُ فيها عنِ القتالِ، وإضافةُ الشَّهرِ للهِ إضافةُ تَعظيمٍ، وهو أوَّلُ شَهرٍ في العامِ الهِجْريِّ، فهو سَببٌ لِيَفتتِحَه بفِعلِ الخَيرِ واستِقْبالِه بالعِبادةِ؛ وذلِكَ مِن أفضَلِ الأعْمالِ، كما يُستقبَلُ أوَّلُ النَّهارِ بالأذْكارِ، فيُرْجى بذلِكَ أنْ يكونَ مُكفِّرًا لباقي العامِ، كما في فَضيلةِ الذِّكْرِ في أوَّلِ النَّهارِ. ويَحتمِلُ أيضًا أنَّه لَمَّا كانَ القِتالُ مُحرَّمًا في المُحرَّمِ، وكانَ انتِهازُ وَقتِه للصَّومِ فُرصةً مِن أجْلِ أنَّ أَوقاتَ إباحةِ القِتالِ لا يَقتَضي أنْ يَكونَ المُؤمنُ فيها صائمًا؛ لأنَّ الصَّومَ يُضعِفُ أَهلَه. وَفي الحَديثِ: بيانُ فَضيلةِ الصَّلاةِ في جَوفِ اللَّيلِ. وَفيه: بَيانُ فَضيلةِ صومِ شَهرِ المُحرَّمِ. وَفيه: بَيانُ أنَّ التَّطوُّعَ والنَّوافلَ تَكونُ بعدَ أَداءِ الفَرائضِ.