مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 18/7/2017 ميلادي - 24/10/1438 هجري الزيارات: 37710 ♦ الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (159). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إن الذين فرقوا دينهم ﴾ يعني: اليهود والنَّصارى أخذوا ببعض ما أُمروا وتركوا بعضه كقوله إخبارًا عنهم: ﴿ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ﴾ ﴿ وكانوا شيعًا ﴾ أحزابًا مختلفة بعضهم يُكفِّر بعضًا ﴿ لست منهم في شيء ﴾ يقول: لم تؤمر بقتالهم فلمَّا أُمر بقتالهم نُسخ هذا.
تفسير القرآن الكريم
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام 0 1, 995
[ ص: 268] القول في تأويل قوله تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ( 159)) قال أبو جعفر: اختلف القرأة في قراءة قوله: ( فرقوا). فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ما: 14252 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، أن عليا رضي الله عنه قرأ: " إن الذين فارقوا دينهم ". 14253 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير قال: قال حمزة الزيات: قرأها علي رضي الله عنه: " فارقوا دينهم ". 14254 -... وقال: حدثنا الحسن بن علي ، عن سفيان ، عن قتادة: " فارقوا دينهم ". وكأن عليا ذهب بقوله: " فارقوا دينهم " ، خرجوا فارتدوا عنه ، من " المفارقة ". وقرأ ذلك عبد الله بن مسعود ، كما: - 14255 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا يحيى بن رافع ، عن زهير قال: حدثنا أبو إسحاق أن عبد الله كان يقرؤها: ( فرقوا دينهم). ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا اسلام ويب. وعلى هذه القراءة أعني قراءة عبد الله قرأة المدينة والبصرة وعامة قرأة الكوفيين. وكأن عبد الله تأول بقراءته ذلك كذلك: أن دين الله واحد ، وهو دين إبراهيم الحنيفية المسلمة ، ففرق ذلك اليهود والنصارى ، فتهود قوم وتنصر آخرون ، فجعلوه شيعا متفرقة.
والقول الثالث: قال مجاهد: إن الذين فرقوا دينهم من هذه الأمة ، هم أهل البدع والشبهات واعلم أن المراد من الآية الحث على أن تكون كلمة المسلمين واحدة ، وأن لا يتفرقوا في الدين ولا يبتدعوا البدع. توجيه القراءات - القراءات فى قوله تعالى إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. وقوله: ( لست منهم في شيء) فيه قولان: الأول: أنت منهم بريء وهم منك برآء وتأويله: إنك بعيد عن أقوالهم ومذاهبهم ، والعقاب اللازم على تلك الأباطيل مقصور عليهم ولا يتعداهم. والثاني: لست من قتالهم في شيء. قال السدي: يقولون لم يؤمر بقتالهم ، فلما أمر بقتالهم نسخ ، وهذا بعيد ، لأن المعنى لست من قتالهم في هذا الوقت في شيء ، فورود الأمر بالقتال في وقت آخر لا يوجب النسخ. ثم قال: ( إنما أمرهم إلى الله) أي فيما يتصل بالإمهال والإنظار ، والاستئصال والإهلاك ( ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) والمراد الوعيد.
(59) * * * وأما قوله: (إنما أمرهم إلى الله) ، فإنه يقول: أنا الذي إليَّ أمر هؤلاء المشركين الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعًا, والمبتدعة من أمتك الذين ضلوا عن سبيلك, دونك ودون كل أحد. إما بالعقوبة إن أقاموا على ضلالتهم وفُرْقتهم دينهم فأهلكهم بها, وإما بالعفو عنهم بالتوبة عليهم والتفضل مني عليهم = (ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) ، (60) يقول: ثم أخبرهم في الآخرة عند ورودهم عليَّ يوم القيامة بما كانوا يفعلون، فأجازي كلا منهم بما كانوا في الدنيا يفعلون, المحسنَ منهم بالإحسان، والمسيء بالإساءة. ثم أخبر جل ثناؤه ما مبلغ جزائه من جازى منهم بالإحسان أو بالإساءة فقال: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ. -------------------- الهوامش: (51) في المطبوعة: (( لا ينفع كافرًا)) بغير واو ، والسياق يقتضي إثباتها. (52) انظر تفسير (( الشيع)) فيما سلف 11: 419. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - القول في تأويل قوله تعالى " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا "- الجزء رقم12. (53) في المطبوعة والمخطوطة: (( فرقوا)) في الموضعين ، والتفسير في الأثر ، يوجب أن تكون (( فارقوا)) كما أثبتها. (54) الأثران: 14264 ، 14265 - إسنادهما صحيح إلى أبي هريرة ، موقوفًا ، وانظر التعليق على الأثر التالي.