وهكذا فإنَّ معنى قوله تعالى: ï´؟وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًاï´¾ هو أنَّه أوجده إيجاداً وأحدثه ابتداءً دون أن يكون ذلك الكلام معتمِداً في صدوره على جارحة لسانٍ أو شفة بل هو صوت قد خلقه الله تعالى بإرادته فتلقَّاه موسى (ع) وفهم معناه. فإمكانية سماعه للصوت والكلام لا يلازم بعد اتضاح ما ذكرناه لإمكانية الرؤية البصرية لله جل َّ وعلا. فالرؤية البصرية لا تقع إلا على ماله جرم وله حيَّز ويحُّده مكان وهو تعالى منزَّه عن كلَّ ذلك فليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وقال ابن حبان: "نوح الجامع: جمع كل شيء إلا الصدق"!! مترجم في التهذيب ، والكبير 4 / 2 / 111 ، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 484. وفي المخطوطة إشكال ، وذلك أن فيها: "نوح بن أبي هند" ، واضحة الكتابة جدًا ، ولكني لم أجد "نوح بن أبي هند" ، ولم أستطع أن أجد له تصحيفًا أو تحريفًا. فأبقيت ما في المطبوعة على حاله ، وأثبت هذا الذي في المخطوطة ، عسى أن أوفق بعد إلى الصواب في هذا الإسناد. (11) الأثر: 10843 - "أبو أسامة" ، هو: "حماد بن زيد بن أسامة" مضى برقم: 5265 ، والاختلاف في اسمه. و "أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام" ، مضت ترجمته رقم: 2351 ، 7820. و "جزى بن جابر الخثعمي" ، ترجم له البخاري في الكبير 1 / 2 / 254 ، 255 ، باسم "جرز بن جابر الخثعمي" وقال: "قاله أبو اليمان ، عن شعيب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن". ثم قال: "وقال عبد الرزاق ، عن معمر: جريز بن جابر الخثعمي" [قلت: الصواب "جزى" ، كما في مخطوطة الطبري ، وكما نص عليه ابن أبي حاتم كما سيأتي]. ثم قال البخاري: "وقال يونس وابن أخي الزهري والزبيدي: جزء". ثم قال أيضًا: "وقال إسماعيل ، عن أخيه سليمان عن ابن أبي عتيق: جرو بن جابر" [قلت: وهو الإسناد الآتي رقم: 10846].
(فاحتبسه) أوقفه عنده. (راودت) من المراودة وهي المراجعة، أي راجعتهم ليفعلوا. (واستيقظ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومة نامها بعد الرجوع من رحلته إلى الملأ الأعلى، أو المراد أنه وافق طلوع الفجر – الذي هو وقت الاستيقاظ – وهو في المسجد الحرام، والله تعالى أعلم].