إنك لم تزاول الرجل على شيء أشد عليه من دينه، نبايعك على أنفسنا، ونرسل من يدعوهم، فمن اتبعنا؛ كان منا، ومن أبى؛ قاتلناه. قال: «صدقت! إنَّ فيك خصلتين…». إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة - طريق الإسلام. ( النووي،1929، ج1، ص189) فالأناة: تربصه حتى ينظر في مصالحه، ولم يعجل، والحلم: هذا القول الذي قاله، الدال على صحة عقله، وجودة نظره للعواقب… ومما يؤكد: أن الحلم من أعظم أركان الحكمة، ودعائمها العظام: أنه خلق عظيم من أخلاق النبوة والرسالة، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم عظماء البشر، وقدوة أتباعهم من الدعاة إلى الله والصالحين في الأخلاق المحمودة كافة.
وقسم مرّة نِطْعا، والنطعُ: بِسَاطٌ من جلد، فبعث منها إلى شيخ من أهل دمشق فلم يعجبه، فجعل عليه يمينا أن يضرب رأس معاوية، فأتى معاوية فأخبره، فقال له معاوية: أوف بنذرك، وأرفق بالشّيخ. وقال أيضا: عليكم بالحلم والاحتمال حتّى تمكنكم الفرصة، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصّفح والإفضال. وقال عبد اللّه بن عبّاس -رضي الله عنهما- لرجل سبّه: يا عكرمة، هل للرّجل حاجة فنقضيها؟ فنكّس الرّجل رأسه واستحيا ممّا رأى من حلمه عليه. كظم الغيظ.. والرضا بالقضاء | موقع المسلم. قال الشّافعيّ -رحمه اللّه-: يُخاطبني السّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ *** فَأَكْرَهُ أَنْ أَكُونَ لَهُ مُجِيبَا يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حِلْمَاً *** كَعُودٍ زادَهُ الإحراقُ طِيبَا وقال: إِذا نطَقَ السّفيهُ فلا تجبْهُ *** فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ فإنْ كلَّمْتَهُ فرَّجْتَ عَنْهُ *** وإنْ خلّيتَهُ كمَدَاً يموت وقال شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-: ولهذا فإن الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحا، وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم؛ ثم قال: ليتني لم أفعل! لكن بعد أن يفوت الأوان، أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره، ولم يندم على شيء فعَلَه. والحلم أفضل من كظم الغيظ، لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلُّم، أي تكلف الحلم، ولا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه، ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادا، فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلن يكون في كظمه تعب، وهو الحلم الطبيعي.
فلما وصلوا المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته، ولبس أحسن ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقربه النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه، وقال له فيما قال: « إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ ».
ابن باز رحمه الله المشاركه # 4 تاريخ التسجيل: Feb 2013 المشاركات: 11, 547 27-12-2018, 08:59 PM المشاركه # 5 فى.. حَمِيدٌ مَجِيدٌ.