لم يكن غرض هذا التفسير استرضاء القيم الحالية. يدعم هذا أن الإجراء الشكلي لضرب الزوجة هو ما ورد في القرآن فعلًا، في قصة النبي أيوب عندما أقسم على زوجته أن يجلدها مائة جلدة إذا شفاه الله. فكان الحل – حين شفي – هو الأخذ بمائة عود قش، وضربها ضربة واحدة ليبر قسمه، وهو معنى آية: "وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث". وتحويل النصوص التشريعية لممارسة طقسية شكلية ممارسة شائعة في الأديان وليس الإسلام فقط؛ فاليهود مثلًا لديهم نصوص تلزمهم بضرب أنفسهم في يوم الغفران لتكفير ذنوبهم. حاليا يمارسون الطقس بشكل رمزي من خلال الضرب الخفيف. ٣- تأويل جمع الإسلامجي سيد قطب بالقرآني محمد شحرور! الإشكال الثالث هو الإشكال المعاصر الرافض لفكرة العقوبة البدنية. تفسير آية وَاضْرِبُوهُنَّ - مجلة رجيم. وهو ما دفع العديد من التجديديين والتنويريين للبحث عن تأويل ينفي فكرة ضرب الزوجة بالكلية، مثل محاولات محمد شحرور وغيره من القرآنيين لتفسير الضرب بالتجاهل والهجران، ومحاولة الشيخ أبي زيد الدمنهوري تفسير النشوز بالخيانة الزوجية، واعتبار الهجر مدة العدة، والضرب هو التفريق. كذلك ما ذكر صاحب تفسير الجواهر من تفسير ضرب الزوجة بالتوبيخ والتعنيف اللفظي. وهناك محاولات عصرية أخرى، لكنها تبريرية، تربط فكرة ضرب الزوجة بالتحليل النفسي لظاهرة المازوخية؛ باعتبار الضرب قد يكون علاجًا لرغبات المرأة المازوخية والتي قد تكون دافعها للنشوز لاستفزاز الرجل لضربها.
المصدر: المجمع الدولي للقرآن
[٥] معاني المفردات في آية: واضربوهن إنَّ معاني المفردات هي الفيصل الحقيقي في تفسير الآية تفسيرًا صحيحًا منطقيًّا ليس فيه شكٌّ أو أي ريب، فلا يستطيع أي عالمٍ أن يأتي على تفسير القرآن ما لم يكن متمكنًا من اللغة العربية وقدرته على فهم الكلمات فهمًا صحيحًا، وبعد أن تمَّ تفسير الآية تفسيرًا شرعيًّا بلاستناد إلى أقوال أهل التفسير والتأويل، ستقف هذه الفقرة مع شرح مفردات الآية شرحًا تفصيليًّا، وفيما يأتي سيكون ذلك: نشوزهن: النشوز هو الارتفاع، ويُقال عن الرَّجل ناشز أو المرأة ناشزة إذا كان مسيئًا للطرف الآخر في العشرة الزوجية، والنشوز هو المعصية أو الكره أو التمرد. [٧] فعظوهنَّ: الوعظ هو أن يُذكر المرء غيره وينصحه إن ارتكب فعلًا يُخالف الأخلاق الحسنة والأعمال الطيبة، وقد يأخذ الوعظ معنًى آخر وهو التأنيب أو التوبيخ. [٨] واهجروهنَّ: الهجر هو الابتعاد والتَّرك والجفاء، ويُقال فلانٌ هجر ذلك الشيء أي أعرض عنه وابتعد. واضربوهن | 3 مشكلات وتناقضات في آية ضرب الزوجة.. يحلها هذا التفسير | هاني عمارة. [٩] إعراب آية: واضربوهن الإعراب هو لبُّ اللغة العربية، وبه يُعرف المقصود من الكلام من خلال الضوابط في نهاية الكلمات، وبعد أنَّ تمَّ تفسير قوله الله تعالى {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}، ستقف هذه الفقرة لإعراب المفردات بالتفصيل: [٦] اللاتي: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
[١٠] إنَّ الضرب الذي أمر به الإسلام هو الضرب غير المبرح المراد به التقويم والإصلاح، وليس الإهانة والإيذاء كما قد يتصور البعض. [١٠] المراجع [+] ↑ سورة النساء، آية:1 ↑ سورة النساء، آية:34 ↑ "سورة النساء" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. ^ أ ب "القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 34" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. ^ أ ب "(النساء - 34)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى ناشز في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى الوعظ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. تفسير معنى “واضربوهن” | وكالة نخلة للانباء. ↑ "تعريف و معنى الهجر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف. ^ أ ب ت "رد شبهة المحرفين لكتاب الله حول تأديب النساء بالضرب. " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
تخافون: فعل مضارع مرفوع علامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. نشوزهن: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، والضمير "هن" في محل جر بالإضافة. فعظوهن: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و"هنّ" ضميرمتصل في محل نصب مفعول به. واهجروهنَّ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و"هنّ" ضمير متصل في محل نصب مفعول به. في المضاجع: جار ومجرور متعلقان بالفعل اهجروهنَّ. اضربوهن: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و"هنّ" ضميرمتصل في محل نصب مفعول به. الثمرات المستفادة من آية: واضربوهن إنَّ كتاب الله -تعالى- هو المرجع لكلِّ مسلمٍ في التعاملات، ومعرفة الحدود التي لا بدَّ لكلِّ مؤمنٍ بالله ورسوله أن يقف عندها، وبعد أن تمَّ تفسير الآية الكريمة بالاستناد إلى أقوال أهل التفسير والتأويل، سيتم استنباط الثمرات من الآية الكريمة -كما بينها أهل العلم- وفيما يأتي سيكون ذلك: لقد كرَّم الله المرأة في كتابه العظيم، وجعل للزوجة حقوقًا على زوجها، فلا يكون للرجل سبيلٌ على إيذائها إن هي أطاعت الله ورسوله. [١٠] لا بدَّ للمسلم أن يأخذ تفسير آيات الله من الأئمة المعروفين والموثوقين ولا يدع لليهود والكارهين للإسلام يدًا عليه.
وعليه أصبح معنى "واهجروهن في المضاجع" بمعنى "قيدوهن في المضاجع"، وهو يوحي بمعنى إكراه المرأة الناشز على الجماع بالقوة. وعلى غير عادته لم يدعم هذا التفسير بمرويات السلف. ولم أجد من المفسرين اللاحقين من أيده في هذا الرأي، بل استشنعوه، واعتبروه من زلات وشذوذات الطبري. غرائب الفتاوى (4) | هل ربط الزوجة في السرير جائز شرعًا؟ | حسام أبو طالب 2- مجرد ممارسة طقسية؟ الإشكال الثاني كان فكرة ضرب الزوجة ذاتها؛ لأن الضرب بتفسيره المباشر في حق النساء يستشنعه العرف، خصوصًا عند العرب الذين أنزل عليهم القرآن، بالإضافة لمعارضته لمرويات نبوية توصى بالنساء، وتحث على الصبر عليهن. أضف إلى ذلك أن كثيرًا من مظاهر النشوز التي ذكرها المفسرون هي من طبائع شائعة بين نساء وأزواجهن. ولحل هذا الإشكال، لجأ المفسرون للقول إن ضرب الزوجة المقصود ليس مبرحًا، بل الضرب الخفيف بالسواك أو المنديل، في غير الوجه والأماكن الحساسة. وألا يكون فيه إيذاء، أو يترك أثرًا في البدن، وهو التفسير الشائع قديمًا وحديثًا. يواجَه هذا التفسير حاليًا بسخرية بعض التنويريين وناقدي رجال الدين المعاصرين، حيث يعتبرونه ترقيعًا، لكنني أراه من زاوية أخرى، وهو الحفاظ على الصورة الشكلية للآية، بشكل أشبه بالممارسة الطقسية؛ هذه الزاوية تجعل دعوى الترقيع غير متحققة؛ حيث إن المفسرين الأقدمين حين وضعوا تفسير آية ضرب الزوجة بالضرب الخفيف، لم يكونوا في مواجهة نفس الإشكالات الحقوقية العصرية المتعلقة بالعقوبات البدنية أو المساواة التامة بين الرجل والمرأة.