والقول الثاني: أن ذلك على سبيل الوجوب فما جاء في الشرع موضعه قبل السلام يجب فعله قبل السلام وما جاء بعده يجب فعله بعد السلام، وقالوا: أن هذا هو الذي دلت عليه الأدلة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما قبل السلام " ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم " رواه مسلم وقال فيما بعد السلام: " ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين " متفق عليه، وأن الأصل في الأمر الوجوب، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات (صـ62ـ): " وما شرع من السجود قبل السلام يجب فعله قبل السلام، وما شرع بعد السلام لا يفعل إلا بعده وجوباً، وهذا أحد القولين في مذهب أحمد وغيره، وعليه يدل كلام أحمد وغيره من الأئمة". متى يكون سجود السهو قبل السلام ومتى يكون بعده؟ المذهب: أن السجود كله قبل السلام إلا في موضعين يكون بعد السلام: الأول: أن يسلم من نقصان في صلاته ساهياً، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين. الثاني: إذا شك الإمام في صلاته وتحرى وبنى على غالب ظنه فإنه يسجد بعد السلام وهذا رواية عن الإمام أحمد، وسبقت الرواية الأخرى للمذهب وأن الشك عندهم قسم واحد يبني فيه على اليقين وهو الأقل ويسجد قبل السلام.
متى يكون سجود السهو قبل السلام ومتى يكون بعده؟ المذهب: أن السجود كله قبل السلام إلا في موضعين يكون بعد السلام: الأول: أن يسلم من نقصان في صلاته ساهياً، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين. الثاني: إذا شك الإمام في صلاته وتحرى وبنى على غالب ظنه فإنه يسجد بعد السلام وهذا رواية عن الإمام أحمد، وسبقت الرواية الأخرى للمذهب وأن الشك عندهم قسم واحد يبني فيه على اليقين وهو الأقل ويسجد قبل السلام. والقول الراجح والله أعلم: أن أسباب سجود السهو الثلاثة على ما يلي: أولاً: النقص: يكون السجود فيه قبل السلام. ويدل على ذلك: حديث عبدالله بن بحينة المتفق عليه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبَّر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم " فهنا النبي صلى الله عليه وسلم أنقص التشهد وسجد قبل السلام. ثانياً: الزيادة: يكون السجود فيه بعد السلام. ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة في الصحيحين في قصة ذي اليدين حينما سلَّم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الرباعية من ركعتين ولما نبَّهَهُ ذو اليدين والصحابة رجع وأتم صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو ثم سلّم، فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا زاد التسليم فكان سجوده بعد السلام، وسبق أن ذكرنا أنه لا يُنظر في النقص والزيادة إلا بعد إتمام الصلاة، فقصة ذي اليدين من حكم عليها قبل إتمام الصلاة تصوَّر أنها نقصاً ومن حكم عليها بعد أن أتمَّ النبي صلى الله عليه وسلم تبيَّن له أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد في صلاته سلاماً.
والقول الراجح والله أعلم: أن أسباب سجود السهو الثلاثة على ما يلي: أولاً: النقص: يكون السجود فيه قبل السلام. ويدل على ذلك: حديث عبدالله بن بحينة المتفق عليه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبَّر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم " فهنا النبي صلى الله عليه وسلم أنقص التشهد وسجد قبل السلام. ثانياً: الزيادة: يكون السجود فيه بعد السلام. ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة في الصحيحين في قصة ذي اليدين حينما سلَّم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الرباعية من ركعتين ولما نبَّهَهُ ذو اليدين والصحابة رجع وأتم صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو ثم سلّم، فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا زاد التسليم فكان سجوده بعد السلام، وسبق أن ذكرنا أنه لا يُنظر في النقص والزيادة إلا بعد إتمام الصلاة، فقصة ذي اليدين من حكم عليها قبل إتمام الصلاة تصوَّر أنها نقصاً ومن حكم عليها بعد أن أتمَّ النبي صلى الله عليه وسلم تبيَّن له أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد في صلاته سلاماً. ثالثاً: الشك: وسبق قريباً أن ذكرنا أن الشك لا يخلو من حالين: الأولى: شك يترجح فيه أحد الطرفين فيعمل بالراجح ويبني عليه ويسجد بعد السلام ويدل على ذلك: حديث ابن مسعود في الصحيحين تقدم قريباً الثانية: شك لا يترجح فيه أحد الطرفين فتبني فيه على اليقين وتسجد قبل السلام.
فتاوى الشيخ ابن عثمين
ولأن السجود أُخِّرَ إلى آخر الصلاة, ليجمع السهو كله وإلا فَعَلَه عقيب سببه. ولأنه شرع للجبر فجبر نقص الصلاة, وإن كثر, بدليل السهو مرات من جنس واحد, وإذا انجبرت لم يحتج إلى جابر آخر... إذا ثبت هذا فإن معنى الجنسين أن يكون أحدهما. قبل السلام, والآخر بعده; لأن محليهما مختلفان, وكذلك سبباهما وأحكامهما... فعلى هذا إذا اجتمعا, سجد لهما قبل السلام; لأنه أسبق وآكد, ولأن الذي قبل السلام قد وجب لوجوب سببه, ولم يوجد قبله ما يمنع وجوبه, ولا يقوم مقامه, فلزمه الإتيان به, كما لو لم يكن عليه سهو آخر, وإذا سجد له, سقط الثاني; لإغناء الأول عنه, وقيامه مقامه " انتهى من "المغني" (1/387) باختصار. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا اجتمع سببان ، أحدهما: يقتضي أن يكون السجود قبل السلام ، والثاني: يقتضي أن يكون السجود بعد السلام. فقيل: يعتبر ما هو أكثر ، مثل لو سلم قبل تمام صلاته وركع في إحدى الركعات ركوعين ، وترك التشهد الأول ، فهنا عندنا سببان يقتضيان أن يكون السجود بعد السلام ، وهما زيادة الركوع والسلام قبل التمام ، وعندنا سبب واحد يقتضي السجود قبل السلام ، وهو ترك التشهد الأول ، فيكون السجود بعد السلام.
مثال آخر: رجل ركع في ركعة ركوعين ، وترك قول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع ، وقول: (سبحان ربي الأعلى) في السجود ، فهنا اجتمع سببان للسجود قبل السلام ، وهما ترك التسبيح في الركوع وفي السجود ، وسبب واحد يقتضي أن يكون السجود بعد السلام ، وهو زيادة الركوع ، فالسجود قبل السلام. والمذهب يغلّب ما قبل السلام مطلقا ؛ لأن ما قبل السلام جابره واجب ، ومحله قبل أن يسلّم ، فكانت المبادرة بجبر الصلاة قبل إتمامها أولى من تأخير الجابر" انتهى من "الشرح الممتع" (3/398).
أشدُّ جراحي وأهتفُ بالعابرين: ألا فانظروا واحسدوني فهذي هدايا حبيبي وإن مستِ النارُ حَرَّ الجبينِ توهمتُها قبلةً منك مجبولةً من لهيبْ آه وفي اللهيب لك الحمد وأنت القريب جميلٌ هو السهدُ أرعى سماكَ بعينيَّ حتى تغيبَ النجومْ ويَلمَسُ شُباك داري سناك جميلٌ هو الليلُ.. أصداءُ بوم..! وأبواق سيارةٍ من بعيد وآهاتُ مرضىَ، وأمٌ تعيد أساطير آبائِها للوليد وغاباتُ ليلِ السهادِ... الغيوم تحجبُ عني وجهَ السماء وتجلوهُ تحت بكاءِ القمر وإن صاحَ أيوبُ كان النداء: لك الحمد، يا رامياً بالقدر ويا كاتباً، بعد ذاك، الشفاء أو كاتباً، بعد ذاك السفر. ____________________ * من وحي سفر أيوب وتجربته
التشبيهات الصوفيه الصافية الممزوجة باستعذاب الألم والصبر على ابتلائه سبحانه وتعالى, فالأم والجراح هدايا الحبيب, وقبلة الحبيب وكرمه ورحمته: الرزايا عطاء ك شبه الرزايا بالهبة والعطية المصيبات كرم. الجراح هدايا الحبيب الرزايا ندى اضم إلى الصدر باقاتها أهتف بالعائدين ألا فانظروا واحسدوني فهذي هدايا حبيبي توهمتها قبلة منك مجبولة من لهيب. لك الحمد ياراميا بالقدر. وياكاتبا بعد ذالك الشفاء.
"لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبدّ الألم، لك الحمد، إن الرزايا عطاء وان المصيبات بعض الكرم. ألم تُعطني أنت هذا الظلام وأعطيتني أنت هذا السّحر؟ فهل تشكر الأرض قطر المطر وتغضب إن لم يجدها الغمام؟ شهور طوال وهذي الجراح تمزّق جنبي مثل المدى ولا يهدأ الداء عند الصباح ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى. ولكنّ أيّوب إن صاح صاح: «لك الحمد، ان الرزايا ندى، وإنّ الجراح هدايا الحبيب أضمّ إلى الصّدر باقاتها هداياك في خافقي لا تغيب، هداياك مقبولة. هاتها! » أشد جراحي وأهتف بالعائدين: «ألا فانظروا واحسدوني، فهذى هدايا حبيبي وإن مسّت النار حرّ الجبين توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب. جميل هو السّهدُ أرعى سماك بعينيّ حتى تغيب النجوم ويلمس شبّاك داري سناك. جميل هو الليل: أصداء بوم وأبواق سيارة من بعيد وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد أساطير آبائها للوليد. وغابات ليل السُّهاد، الغيوم تحجّبُ وجه السماء وتجلوه تحت القمر. وإن صاح أيوب كان النداء: «لك الحمد يا رامياً بالقدر ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء! »"
شهور طوال وهذي الجراح تمزق جنبي مثل المدى. يلازم المرض الشاعر لشهور طويلة ويشعر بألم المرض بالمدى أي السكين التي تقطع أعضاء جسمه فنرى هنا شدة الألم الذي ألم بالشاعر ولا يهدأ الداء عن الصباح ولا يمسح الليل أوجاعه بالردى الردى الموت: شبه المرض بالانسان الذي يتحرك ولا يهدأ أبدا صباحا ومساء لكن المرض لا يمسح بالموت مثل الليل وهنا استعارة مكنيه (شبه الالم بالإنسان الذي لايهدأ) ولكن أيوب إن صاح صاح: (( لك الحمد إن الرزايا ندى ، وإن الجراح هدايا الحبيب أضم إلى الصدر باقاتها هداياك مقبولة هاتها! )) عندما نرى علامتي تنصيص فالكلام بينهما يكون اقتباس وهذا الكلام مقتبس من سيدنا أيوب فيحمد الله ويشبه المصائب بالندى أي قطرات الماء التي نراها في الصباح تشبيه بليغ وشبه الجراح ومعاناة الشاعر بالهدايا المقدمة من الحبيب أي الله تعالى فضمها إلى صدره ويقول هذه المصائب والجراح و الآلام مقبولة ويأخذها لأنها من الحبيب الله فهنا نرى الرضا بقضاء الله وقدره وقوه إيمانه وتحمله للمرض والمصائب. أشد جراحي وأتف بالعائدين: (( ألا فانظروا واحسدوني فهذي هدابا حبيبي)) يشد الشاعر جراحه ويقربها منه دلاله على استقرارها واستمرارها معه ويقول للعائدبن انظروا إلى واحسدوني فهذه الجراح من الله ولكنه سعيد ومبسوط بها ( لازم نحكي شويه عامية ما منقدر) وإن مست النار حر الجبين توهمتها قبلة منك مجبولة من لهيب.