تتسبب المشاكل العاطفية في صعوبة التعامل مع الآخرين وتؤدي إلى الإرهاق والجهد الشديد، كما أنها تدفع الأم إلى عدم الرغبة والقدرة على رعاية طفلها. المشاكل الجسدية والفيزيائية يوجد لخفض الهرمونات بالجسم وتغيرها بعد الولادة عامل كبير في الشعور بالاكتئاب والحزن الشديد، ذلك الأمر الذي يحدث اضطراب كبير في الغدة الدرقية التي تؤثر على نشاط الجسم وتؤدي إلى إرهاقه. يتسبب ذلك العامل في شعور المرأة باليأس والاكتئاب لفترات طويلة، لذلك يجب عليها البحث الدائم عن الحلول المناسبة لتخطي تلك المشكلة. أعراض اكتئاب ما بعد الولادة من خلال حديثنا عن القصص العديدة لتجارب الاكتئاب سوف نتعرف معًا على الأعراض الناتجة عن ذلك الشعور فإليكم ما يلي: حدوث اكتئاب حاد مما يدفع المرأة إلى عدم تقبل مولودها الجديد، وعدم التمكن من معرفة التعامل معه. حب الوحدة والانعزال وعدم الرغبة في التعامل مع الأشخاص المحيطين بها، فهي لا ترغب بأي تواصل مع الأخرين. الإصابة بالانقلابات المزاجية الحادة إلى جانب الشعور بالحاجة إلى البكاء المستمر. الشعور باليأس وعدم المقدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى مشاعر الذنب تجاه رضيعها.
ثم تُكمل إيلين قائلة: "لم يمضِ وقت طويل حتى حملتُ مرّةً أخرى، وأنجبت طفلتي فيفيان، وبعد ولادة طفلتي بدأتُ أشعر بقلقٍ شديد، يزداد يومًا بعد يومًا بسبب عدم قدرتي على النوم، وأصبحتُ حزينة مرّةً أخرى، وازداد حزني وشعوري بالعجز عند عدم قدرتي على إرضاع طفلتي الصغيرة، وبدأ اهتمامي بنفسي وصحّتي ينخفض، وبدأ الأمر يزداد سوءًا، إلى أن ذهبتُ إلى طبيبٍ مختص أعطاني وصفة طبية مضادة للاكتئاب، وبمجرد البدء بتناول دوائي أصبحت أشعر بالتحسّن. إنّ تجربتي مع الاكتئاب علّمتني كيف أتجاوز الصعوبات، وأن أحب نفسي أكثر وأعتني بها، لأكون أمًّا أفضل لأولادي. ". قصة الفتاة سوزان سوزان أم لطفلين، نجت من اكتئاب ما بعد الولادة بعد إنجاب طفلها الأول، ولم تُصَب به مرةً أخرى بعد ولادة طفلها الثاني. تقول سوزان: "إنّ أهم ما تعلّمته بعد تجاوزي لاكتئاب ما بعد الولادة الذي أصبتُ به بعد ولادة طفلي الأول، هو ضرورة طلبكِ المساعدة إذا كنتِ تعتقدين أنّكِِ لن تستطيعي تجاوز الأمر وحدكِ، وأنّ الأمر أصبح صعبًا للغايه عليكِ، وبمجرّد الاعتراف بالمشكلة واتّخاذ الخطوة الأولى للعلاج، فأنتِ تسيرين نحو التحسّن بنجاح. وقد كنتُ محظوظةً لأنّي لم أُجرّب هذا الشعور بعد ولادة طفلي الثاني، وهذا حافز للأُمّهات اللواتي عانينَ من اكتئاب ما بعد الولادة، ويخشينَ الإنجاب مرةً أخرى بدافع الخوف من تجربة نفس الشعور مرةً جديدة. "
غير أن هذا النوع من العلاج غير معروف ولا يمارس في المنطقة العربية، لأنه مزال يُستهان بجديّة هذا المرض وبالصحة النفسية للمرأة في الثقافة الشائعة. العلاج الدوائي في حالة المرض المستعصي يلجأ الطبيب المعالج للعلاج الدوائي إلى جانب الجلسات الفردية مع إعطاء عدد من الإرشادات التي تساعد الأم على الخروج من الاكتئاب مثل: – مساندة الزوج والأصدقاء للمريضة. – الاطلاع حول ما تمر به الأم والطفل معًا في تلك الفترة. – ممارسة الأنشطة الرياضية. – تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية للتمكن من التغلب على تعب السهر والضغط العصبي والنفسي. – الخروج والتمشية في أماكن مفتوحة ما يخرج المشاعر النفسية السلبية. ورغم كون مرض اكتئاب ما بعد الولادة من أصعب الأمراض النفسية التي قد تمر منها الأم طوال فترة أمومتها. إلا أنه مع الوعي والمثابرة على العلاج يمكن التغلب عليه بمساندة العلم والتثقيف، وإدراك أن الأمر برمته بسيط يمكن العبور منه بسهولة فالكل هنا له دور من أجل عبور الأسرة إلى بر الأمان بعد خوض تلك التجربة الصعبة.
بعض الخبراء يوصون ببدء برنامج وقائي خلال الثلث الثالث من الحمل للأم إذا كان احتمال اكتئاب ما بعد الولادة مرتفع للغاية لديها. قد تتمثل الخطة النموذجية في بدء العلاج النفسي قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر من تاريخ الولادة ثم أضف الأدوية المضادة للاكتئاب في الأسابيع القليلة الأخيرة عندما يكاد يكون هناك لا يوجد خطر على الجنين.
طفلة تنجب طفلة … كنت طفلة مدللة لأبويا حتى وصلت سن ال25، وعندها ارتبطت بحلم عمري، كانت فكرة الحمل والولادة كثيرًا ما تؤرقني، الى أن حدث الأمر الذي اعتبرته كارثة. إنجي فتاة تبلغ من العمر 27 عامًا، لم تكن تحلم إلا بعش زوجية تتمتع فيه بالراحة والرخاء الدائم فيه مع حبيبها، ولا تدري نهائيًا أن الحمل هو مسؤولية كبيرة، إلى أن حملت لتجد ملامحها قد تغيرت وجسدها النحيل بدأ يأخذ منحنى آخر من الامتلاء، لدرجة أنها كانت تدركها الصدمة عند النظر الى المرآة من شكلها الجديد. هذا ما جعلها تتألم كثيرًا أثناء حملها خاصة في الشهور الأخيرة، ولكن الصدمة الأصعب عندما وضعت انجي طفلها قبل موعده بشهرين بسبب تعثرها عند نزولها على الدرج. "بمجرد ما أفقت من الوعي بعد عملية الولادة، وأنا لا أعلم ماذا حدث وكأنني كنت في غيبوبة، ولا أشعر بشيء سوى بالألم الشديد، حتى أنني لم أفكر بطفلي الذي كان في بطني قبل الحادثة، وعندما استعدت صحتي قليلاً بعدها بساعات أحضروا لي الطفل الذي بمجرد أن رأيته كنت أصرخ وأقول " أبعدوه عني مش عايزة أشوفه". وتحكي إنجي عن الأسابيع التي قضتها في المستشفى مع محاولات الزوج لتقريب طفلها منها لمجرد أن يرضع بشكل طبيعي وهي ترفض، حتى أنه من شدة الرفض جفّ الحليب من صدرها، مما أصاب الجميع بخيبة الأمل واعتقدوا أنها مجنونة.
أنت تستخدم إضافة Adblock فضلاُ وليس امراً تعطيل حاجب الإعلانات عند تصفحك لموقعي فأنا اسعى جاهداً لكسب رزق بمجهودي و مداومتي على بناء محتوى ملفت للجمهور الرائع مثلك ♥ مع جزيل الشكر