القسم الثاني أرزاق خاصة، وهي ما خص به الله عباده المؤمنين من دون الخلق جميعا، فيتحقق نفعها في الدنيا والآخرة، ومنها رزق العقيدة الصحيحة، رزق الطاعات والهداية، ورزق العلم النافع ومكارم الأخلاق، رزق ترك المعاصي وتجنب النواهي والابتعاد عن مواطن السوء وغيرها من الأرزاق النافعة. أنواع الرزق الرزق نوعان حلال وحرام، إذ أن كل مخلوق ينال رزقه كاملا ومن غير نقص ولكن الاشكال يكون في نوعية هذا الرزق وهل مصدره مشروع أو مشبوه ومحظور. الرزق الحلال هو كل رزق طيب لا تبعات تلحقه ولا ذنب يلازمه، ويعود بالنفع على صاحبه في الدنيا والآخرة. أما الرزق الحرام فهو كل مكسب على صاحبه لا له، لما فيه من مظالم وآثام وكسب غير مشروع كالسرقة والرشوة، فالسارق ينال رزقه المقدر له كاملا لكنه اختار الطريقة الخاطئة في تحصيله إذ كان له خيار تحصيله بالحلال وبقدر ما ناله من سرقته تاما. الرزاق (أسماء الله الحسنى) - ويكيبيديا. فقد قال الله تعالى: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" (سورة هود / الآية11) وعليه لزاما أن ينظر العبد إن كان مأذونا بأخذ رزقه من غير إثم مما أحل الله من طيباته. ورورد اسم الرزّاق في القرآن والسنة ورد اسم الله الرزّاق مفردًا مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله جل وعلا:" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" (سورة الذاريات/ الآية 58).
بقلم | عمر نبيل | الاحد 27 فبراير 2022 - 09:47 ص يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا» (الأعراف 180)، ومن هذه الأسماء التي وردت في القرآ، الكريم، اسم الله الرزاق أو الرازق. اسم الله الرزاق نبيل العوضي. و(الرازق) و(الرزاق)، هو المفيض على عباده والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم إليهم، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» (58 الذاريات)، وفي قوله تعالى: « وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ » (سبأ: 39)، وفى قوله سبحانه: « وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ » (المائدة:114). والرزق أي النفع، وهو مادي أو معنوي، كلمة أسعدك بها إنسان رزق، الابتسامة رزق فقد انتفع بهما قلبك، والعلوم أرزاق انتفع بها عقلك، والطعام والشراب رزق انتفع بهم بدنك، فكل ما يصل للإنسان وينتفع به الأبدان والأرواح والعقول والقلوب فهو لاشك رزق من الله عز وجل. خير الرازقين فالله هو خير الرازقين، فأنت عزيزي المسلم تتوكل عليه، فيرزقك ويمنحك ما تريده، وقد تتغافل عن شكره، ومع ذلك يرزقك مجددًا، ولا يمنعك، ذلك بأنه مالك الملك، ينفق كيف يشاء، ومهما أنفق فإن كل ذلك لن يكون بمقدار ما يخرجه المخيط إذا وضع في ماء المحيط.
تمثل أسماء الله الحسنى في الإسلام منهج رباني يربي المسلم علي أخلاق سامية إذا التزم به كانت طريقه إلي الجنة. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » (أخرجه البخاري). إلا أن عدد الأسماء التي سمى الله بها نفسه في القرآن الكريم 152 اسما، وعدد الأسماء التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الله سبحانه وتعالى في السنة نحو 164 اسما. ومع حذف المكرر من هذه الأسماء ينتج عندنا 220 اسما في الكتاب والسنة تنقسم إلي ثلاثة أقسام؛ هناك أسماء الجمال والتي يجب علي المسلم أن يتخلق بها كالرحمن الرحيم الوهاب، وهنالك أسماء الجلال التي يجب التعلق بها مثل القهار المتكبر شديد المحال، وهناك أسماء الجلال التي يجب حبها والتصديق والإيمان بها كاسمه تعالى الله الظاهر الباطن. ونعيش في مقال اليوم مع اسم الله الرزاق. وهو من أسماء الجمال. و الرزق في اللغة هو النصيب والقسمة فما قُسم لنا هو رزق. الرزَّاق - معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - باسم عامر - طريق الإسلام. والرازقُ أو الرّزَّاقُ من صفات الله تعالى لأَنه يَرزُق الخلق أَجمعين وهو الذي خلق الأَرْزاق وأَعطى الخلائق أَرزاقها وأَوصَلها إليهم.
قال ابن جرير رحمه الله: "هو الرزاق خلقه، المتكفِّل بأقواتهم". وقال الخطَّابي رحمه الله: "هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسِع الخلقَ كلَّهم رزقه ورحمته، فلم يختص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حِيَل له ولا متكسب فيه، كما يسوقه إلى الجَلْد القوي ذي المِرَّةِ السوي، قال سبحانه: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 60]". وهو اسم خاص بالله تعالى لا يُسمَّى به غيره، ولا تُنسب الصفة منه إلى غيره. اسم الله الرزاق. قال الهرَّاس: "والرزق كالخلق... صفة من صفات الفعل، وهو شأن من شؤون ربوبيته عز وجل، لا يصح أن يُنسب إلى غيره، فلا يسمى غيرُه رازقًا، كما لا يسمى خالقًا". قال ابن القيم في نونيته: وكذلك الرزاقُ من أسمائهِ والرزقُ من أفعاله نوعانِ رِزقُ القلوب العلمَ والإيمانَ وال رزقُ المُعَدُّ لهذه الأبدانِ وشرح ابن القيم هذين النوعين من رزق العباد، فقال: "ورزق الله لعباده نوعان: عام وخاص؛ فالرزق العام: هو ما يوصله لجميع المخلوقات مما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهل لها الأرزاق... ، وهذا عام للبَرِّ والفاجر، والمسلم والكافر، بل للآدميين، والجن، والحيوانات كلها.
قال أهل التفسير: كما أن الوالد سبب في رزق الولد, فقد يكون الولد سبباً في رزق الوالد, والله على كل شيء قدير. ثالثاً: عليك أن تؤمن بأن الله يرزق من في السموات ومن في الأرض من غير كلفة ولا مشقة ولا ثقل, بل لو قام الخلق كلهم أجمعون في صعيد واحد، وكل منهم سأل ربه مسألته, فأعطى كان إنسان ما يريد, ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً جل جلاله, فيده سحاء, وخزائنه ملأى لا يغيضها عطاء. رابعاً: الله جل جلاله يرزق ولا يرزق: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132]. وفي آية أخرى: قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ [الأنعام:14]. وقال تعالى أيضاً: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ [الذاريات:57-58]. الرزاق - موقع مقالات إسلام ويب. خامساً: الله سبحانه لا يختص برزقه من آمن في الحياة الدنيا, وإنما الرزق للجميع؛ ولذلك إبراهيم عليه السلام قال: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ [البقرة:126], فإبراهيم عليه السلام يريد الرزق لمن آمن: مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:126], قال الله عز وجل: وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ المَصِيرُ [البقرة:126], فحتى الكافر الله عز وجل يرزقه، قال تعالى: اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ [الشورى:19].
كما يشمل هذا القسم رزق الأبدان بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه يوم القيامة، بأن يغني الله عبده بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا الرزق مما اختصّ الله به المؤمنين، قال تعالى: { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} (الأعراف:32). ويلخّص الإمام ابن القيم هذين النوعين بقوله في النونية: وكذلك الرزاق من أسمائه والرزق من أفعاله نوعان رزق القلوب العلم والايمان والـرزق المعد لهذه الأبدان وإدراك الفرق بين هذين القسمين والتفريق بين الرزق الخاص والعام يجيب على مسألة مشهورة، وهي مسألة: هل يُسمّى الحرام رزقاً أم لا؟، فإن قُصد به الرزق على الإطلاق العام فهو يدخل فيه، وإن قُصد به الإطلاق الخاص فلا يدخل. وقد استدلّ الإمام ابن الخطيب في جواز تسمية الحرام رزقاً على الاعتبار العام بقوله: "حجة الأصحاب من وجهين، الأول: أن الرزق في أصل اللغة هو الحظ والنصيب على ما بيناه، فمن انتفع بالحرام، فذلك الحرام صار حظا ونصيبا، فوجب أن يكون رزقا له،الثاني: أنه تعالى قال: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} (هود: 6) ، وقد يعيش الرجل طول عمره لا يأكل إلا من السرقة، فوجب أن يقال: إنه طول عمره لم يأكل من رزق شيئاً".
حيث قال الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا} [٩] أي: ليس كلّ من نعّمته في الدنيا فهو كريم علي، وليس كلّ من ضيّقت عليه رزقه فهو مهان لديّ، إنما الغنى والفقر والسّعة والضيق ابتلاًء من الله وامتحان، ليعلم الشّاكر من الكافر والصابر من الجازع. ر زق خاص: وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرّزق الحلال المبارك الذي يعين على صلاح الدّين والدنيا وهذا خاص بالمؤمنين على اختلاف مراتبهم بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته، ويتمّم الله تعالى لهم هذا الرزق بإدخالهم يوم القيامة جنّات النعيم، حيث قال الله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِزْقًا}. [١٠] وتنوّع الأرزاق وكثرة فنونها لا يحصيها وصف الواصفين ولا تحيط بها عبارات المعبّرين، وقد سمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يصل إلى العبد من غيره من المال رزقًا؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ".