ذات صلة في أي وقت يقفل باب التوبة لماذا لم تقبل توبة فرعون الحكمة من بقاء باب التوبة مفتوحا أمام العاصي جعل الله -تعالى- برحمته باب التوبة مفتوحاً أمام عباده، حتى وإن كان الذنب كبيراً، واستثني من ذلك الشرك بالله -تعالى-؛ فقال: (نَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) ، [١] [٢] وتوجد العديد من الحِكَم لإبقاء باب التوبة مفتوح، وعدم إغلاقه في وجه أحد، ومن هذه الحِكَم ما يأتي: رحمة من الله -تعالى- بالعاصي، وحفظاً له من اليأس، وهي كذلك رحمة من الله -تعالى- بالمجتمع؛ كي لا يشقى بسبب العُصاة. [٣] رحمة من الله -تعالى- بالحياة وحركتها؛ فلو لم يكن باب التوبة مفتوحاُ لكان مصير كلّ عاصٍ إلى النار، وهذا يؤدّي بالعاصي إلى الإكثار من الذنوب؛ لعلمه بمصيره المحتّم، إذ أنّه لا فرق بين الذنوب القليلة والكثيرة، ولكن عند علمه أنّ هناك توبة مفتوحةً بوجه كُل عاصي فإنه يتوب ويتوقّف عن ذنوبه. مع الفقية..باب التوبة يظل مفتوحا للإنسان – مدار21. [٤] حماية الإنسان من الهلاك؛ لكثرة تعرضه للخطأ والمعصية؛ فلو آخذه الله -تعالى- بذنوبه لأهلكه. [٥] محبة الله -تعالى- لعباده التائبين، وعدم مؤاخذتهم بالمعصية فور حصولها وارتكابها، [٦] لعلّمه أنهم مُعرضون للخطأ، وغير معصومون؛ فمن أسمائه -عزّ وجلّ- الغفور والتواب، [٧] فهو الذي يغفر لهم ذنوبهم، ويجبر قلوبهم برحمته وتوبته عليهم.
تناولت فقرة "محبة مني"، من برنامج "صباح الخير يا مصر"، على القناة الأولى والفضائية المصرية، والتي يقدمها العالم الأزهري أحمد عبد الرحمن "باب التوبة مفتوح". كل بني آدم ارتكبوا ذنوبا، وكلهم يتمنون التوبة للعودة إلى الله، فالله يفرح جدا برجوعنا وتوبتنا، لكن هل الإنسان يعلم الطريق الصحيح؟ هل قلبه يعي ويدرك أنه كبر ووعي ويجب أن يقف على الطريق الصحيح؟، متابعا: "وقال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي، بما يمثل بشرى جميلة للراغبين في التوبة والعودة إلى الله "يا ابن آدم إنك ما إن دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم جئتين لا تشرك بي شيئا غفرت لك ولا أبالي". وأكد الشيخ، على أهمية عدم اليأس من رحمة الله مهما كانت الذنوب والعيوب، فالله لديه البحر الذي نغتسل فيه، مشيرًا إلى أن من يعبد الله كثيرا لا يجب أن يغتر إذا رأى أحدا غيره مقصر فيه، لأن كلنا في حاجة إلى عون الله، وتابع: "عندما بشر النبي سيدنا أبو بكر، وقال له "أنت من المبشرين بالجنة"، لم يركن الصحابي الجليل إلى هذه البشرى، فقال له "والله لا آمن لكره أبدا حتى وإن كانت إحدى قدماي في الجنة"، وبالتالي فإن باب التوبة مفتوح على مصراعيه، ويبقى الأهم أن نرجع إلى الله".
فهؤلاء لما اختاروا الكفر والنفاق ، وأصروا على ذلك ، كان منهم قسم قد مات ، أخبر الله أنه لا يغفر لهم. وقسم لا يزال حيا ، علم الله أنهم لا يؤمنون ولا يتوبون ، فأخبر سبحانه أنه لا يغفر لهم ولا يتوب عليهم. وهؤلاء الذين أعقبهم الله نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه: من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، ولا أن يوفقهم للتوبة ؛ لِما علم من حالهم أنهم ليسوا أهلا لذلك ، لأنهم عاهدوا الله وأخلفوا عهده ، فكان جزاؤهم على ذلك نفاقا يجدونه في قلوبهم إلى يوم يلقونه ، فيصدهم عن التوبة ، فيُحرموها. قال السعدي رحمه الله: " لما لم يفوا بما عاهدوا الله عليه، عاقبهم (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ) مستمرا (إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) ". انتهى من " تفسير السعدي " (ص 345).