في النهاية سوف يكون مصيرهم النار ولن يُسمح لهم برؤية وجه الله المجيد فهو شرف عظيم لا يستحقونه. قد يهمك أيضًا: فوائد من سورة المطففين الثواب الذي ينتظر الصالحين.. شرح و تفسير سورة المطففين للأطفال تنتقل الآيات للحديث عن ثواب الصالحين الذين يقومون بأعمال الخير وطاعة الله فسجل أعمالهم محفور لا يُمحى منه أي شيء. كما سيطلع عليه المقربين إلى الله وهم ملائكة السماء؛ وهو ما يدل على الشرف الذي سيناله هؤلاء الصالحين لسرد أعمالهم بفخر ومباهاة أمام الملائكة. كما تصف لنا الآيات الحالة التي سيجد فيها الصالحين أنفسهم يوم القيامة حيث سيعيشون في الجنة في راحة نفسية وجسدية أبدية. تفسير سوره المطففين للاطفال 13 17. وسيمتلكون حدائق تحتوي على خيرات من جميع الأنواع، وسيستلقون على أسرتهم يحدقون إلى ما أعطاهم الله من ممتلكات ونعيم لا يفنى ولا يزول. وسيسمح لهم الله برؤية وجهه الكريم وهو شرف عظيم لن يناله غيرهم. كذلك ستظهر على وجوههم السعادة والفرح الذي لا مثيل له لشدة البذخ والنعيم الذي سيعيشون فيه. وسوف يشربون من خمر الجنة برائحة المسك وهو ما يزيد من قيمته ويجعله من أفضل أنواع النبيذ. وسيمتزج هذا الخمر بعين ماء في الجنة تسمى التسنيم أعدت خصيصًا للمقربين من الله ليشربوا ويتلذذوا بها.
ذات صلة تفسير سورة البلد للأطفال تفسير سورة الشرح للأطفال التهديد والوعيد للمطففين بدأت سورة المطففين بالتهديد والوعيد للمطففين، قال -تعالى-: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. [١] إنّ معنى "ويلٌ للمطففين"؛ أي هلاك وحسرة للمطففين؛ وهم الذين يغشّون بالوزن عندما يبيعون للناس شيئًا فيقومون بإنقاصه، ولكنّهم إذا اكتالوا على الناس أي إذا اشتروا منهم شيئًا ممّا يُباع بالكيل والوزن يستوفون حقّهم كامل، وإذا هم كالوا؛ أي إنّهم هم الذين قاموا بالبيع بالكيل فإنّهم يُنقصون ويخسرون ويقلّلون من البضاعة المشتراة. [٢] ومعنى قوله -تعالى-: " ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لربّ العالمين "؛ أي ألا يؤمن هؤلاء المطففين بأنّهم سيُبعثون في الآخرة وسيُحاسب كل إنسان على عمله في ذلك اليوم العظيم؛ وهو يوم القيامة، حيث يقف العباد للعرض على خالقهم ويطول بهم الوقوف قبل أن يبدأ الحساب إجلالًا لله -تعالى-.
[ ص: 3855] وتفسر الآيتان التاليتان معنى المطففين. فهم: الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.. فهم الذين يتقاضون بضاعتهم وافية إذا كانوا شراة. ويعطونها للناس ناقصة إذا كانوا بائعين.. ثم تعجب الآيات الثلاثة التالية من أمر المطففين، الذين يتصرفون كأنه ليس هناك حساب على ما يكسبون في الحياة الدنيا وكأن ليس هناك موقف جامع بين يدي الله في يوم عظيم يتم فيه الحساب والجزاء أمام العالمين: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين؟.. والتصدي لشأن المطففين بهذا الأسلوب في سورة مكية أمر يلفت النظر. فالسورة المكية عادة توجه اهتمامها إلى أصول العقيدة الكلية: كتقرير وحدانية الله، وانطلاق مشيئته، وهيمنته على الكون والناس... وكحقيقة الوحي والنبوة.. وكحقيقة الآخرة والحساب والجزاء. تفسير سورة المطففين للاطفال – سكوب الاخباري. مع العناية بتكوين الحاسة الأخلاقية في عمومها، وربطها بأصول العقيدة. أما التصدي لمسألة بذاتها من مسائل الأخلاق - كمسألة التطفيف في الكيل والميزان - والمعاملات بصفة عامة، فأمر جاء متأخرا في السورة المدنية عند التصدي لتنظيم حياة المجتمع في ظل الدولة الإسلامية، وفق المنهج الإسلامي، الشامل للحياة.. ومن ثم فإن التصدي لهذا الأمر بذاته في هذه السورة المكية أمر يستحق الانتباه.
وهو يشي بعدة دلالات متنوعة، تكمن وراء هذه الآيات القصار.. إنه يدل أولا على أن الإسلام كان يواجه في البيئة المكية حالة صارخة من هذا التطفيف يزاولها الكبراء، الذين كانوا في الوقت ذاته هم أصحاب التجارات الواسعة، التي تكاد تكون احتكارا. فقد كانت هنالك أموال ضخمة في أيدي هؤلاء الكبراء يتجرون بها عن طريق القوافل في رحلتي الشتاء والصيف إلى اليمن وإلى الشام. كما افتتحوا أسواقا موسمية كسوق عكاظ في موسم الحج، يقومون فيها بالصفقات ويتناشدون فيها الأشعار! والنصوص القرآنية هنا تشي بأن المطففين الذين يتهددهم الله بالويل، ويعلن عليهم هذه الحرب، كانوا طبقة الكبراء ذوي النفوذ، الذين يملكون إكراه الناس على ما يريدون. فهم يكتالون على الناس.. لا من الناس.. فكأن لهم سلطانا على الناس بسبب من الأسباب، يجعلهم يستوفون المكيال والميزان منهم استيفاء وقسرا. وليس المقصود هو أنهم يستوفون حقا. وإلا فليس في هذا ما يستحق إعلان الحرب عليهم. تفسير سورة المطففين للأطفال | سواح هوست. إنما المفهوم أنهم يحصلون بالقسر على أكثر من حقهم، ويستوفون ما يريدون إجبارا. فإذا كالوا للناس أو وزنوا كان لهم من السلطان ما يجعلهم ينقصون حق الناس، دون أن يستطيع هؤلاء منهم نصفة ولا استيفاء حق.. ويستوي أن يكون هذا بسلطان الرياسة والجاه القبلي.